معرض الكتاب.. تقديم مؤلف حميد برادة "أنطولوجيا الحوارات الصحافية"

خديجة قدوري

احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، يوم أمس الأحد، في ختام الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، لقاء تقديم مؤلف الصحافي والكاتب حميد برادة قيدوم الصحافيين المغاربة، بعنوان "أنطولوجيا الحوارات الصحافية.. الجزء الأول 1977 – 2012)، بحضور فعاليات من عوالم الفكر والإعلام والسياسة والثقافة.

ورغم ظروفه الصحية، أبى حميد برادة المزداد في سنة 1939 بمدينة طنجة، إلا أن يساهم في فعاليات البرنامج الثقافي للمجلس، بلحظة بوح من خلال مؤلف أنطولوجيا حواراته مع نخبة من كبار الشخصيات والمفكرين، والتي سلط فيها الضوء على التاريخ السياسي العربي (خاصة في علاقته بفرنسا) ما بين سنوات 1970 و2000، موثقا لذاكرة يقظة من تاريخ المنطقة المغاربية والقارة الإفريقية، والأنظمة الوليدة بعد الحصول على الاستقلال.

 وأماط اللثام عن مجموعة من "أسراره"، ومنها المصادفة التي جعلته يعبر عن موقفه الرافض لحرب الرمال سنة 1963 من قلب الجزائر، في نفس اللحظة التي كان الراحل المهدي بن بركة يعبر عن نفس الموقف من قلب القاهرة دون سابق تنسيق بينهما، وهو ما سيكلفهما حكما غيابيا بالإعدام.

 كما تحدث عن بعض تفاصيل وظروف حواره الصحفي مع الملك الراحل الحسن الثاني، وما جرى من نقاش على هامش  اللقاء الصحافي حول وضعية المعتقلين السياسيين وخاصة أبراهام السرفاتي. كما تحدث برادة عن ظروف اضطراره إلى العمل السري خلال الفترة التي أعقبت انتخابه رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، هذا الأخير الذي تبنى في مؤتمره موقفا معارضا لتوجهات الدولة، وظروف وتداعيات اتهام بعض قياديي المعارضة بـ"التآمر ضد النظام "، في الوقت الذي اعتبر فيه بلاغ مؤتمر أ.و.ط.م  أن المؤامرة الحقيقة هي تلك التي كانت تحاك ضد مناضلي قوى المعارضة ولاسيما الحركة الاتحادية. كما تطرق المؤلف إلى ظروف اضطراره إلى الفرار من المغرب واللجوء إلى الجزائر، وكذلك "صدفة" عودته إلى المغرب ودهشته عندما سلم جواز سفره الجزائري إلى الشرطي في مطار محمد الخامس وبادره بالقول: سي حميد برادة مرحبا بك في بلدك"، وهو الذي كان متوجسا من سفر مهني قاده من باريس إلى دكار رفقة مدير مجلة جون أفريك الراحل البشير بن يحمد، ليكتشف أن رحلة الطائرة ليست مباشرة وأن هناك توقفا في الدارالبيضاء.

من جهته، اعتبر محمد الطوزي أن حميد برادة يظل علامة فارقة في التاريخ المغربي الراهن، وأن الأجيال الجديدة من الباحثين والصحافيين مطالبة بأن تنهل من عطاءاته، إذ قلما نجد شخصا مثله متمكنا في المعرفة العميقة بنخب ومجتمعات وعقليات الفرنسيين والجزائريين والمغاربة.

وأثنى الطوزي على مهنية برادة العالية وعلى مصداقيته وتقيده بضبط وتدقيق المعطيات قبل نقلها إلى الجمهور. الإصدار الجديد الصادر باللغة الفرنسية عن دار النشر "كولت" بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج تضمن العديد من الحوارات التي أجراها برادة مع العديد من الشخصيات البارزة في عوالم السياسة والثقافة والفكر، منهم الراحل الحسن الثاني والرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور، وعبد الرحيم بوعبيد وميشيل جوبير وعبد الله العروي ومحمد بنسعيد آيت يدر وجان لا كوتير وأحمد رضى كديرة وأحمد بن بلا وهيبر فيدرين وبوعلام صنصال وامحمد بوسته وراشد الغنوشي ومحمد الفقيه البصري.