بالقدر الذي حمل فيه بلاغ السلطات المحلية يوم الأحد الماضي، بشائر عودة صلة الرحم بين مغاربة العالم ووطنهم، بعد قرار فتح الحدود يوم الـ15 من شهر يونيو الجاري، بالقدر الذي تحولت الفرحة بعد صدوره لصدمة وعجز عن توفير مصاريف رحلة الذهاب والعودة، خاصة عبر البحر.
صدمة مغاربة أوروبا، كان وقعها على الجالية في إسبانيا مضاعفا، بسبب استثناء موانئ الجارة الشمالية من تنظيم عملية "مرحبا" هذا العام، وهو القرار الذي يأتي بعد أزيد من عام على إغلاق الحدود مع عدد من الدول سبب جائحة فيروس "كورونا" المستجد.
"تيلكيل عربي" توجه بالسؤال لعدد من أفراد الجالية، حول: حقيقة ارتفاع أسعار التذاكر والمعاناة التي سوف يواجهونها بسبب انحصار اختيار الرحلات ما بين إيطاليا وفرنسا فقط.
كم بلغ سعر التذاكر؟ وكم ستكلف الرحلة ذهاباً وإيابا بالنسبة للأفراد والأسر؟ وهل سيمنع استثناء إسبانيا من عملية "مرحبا" عدد من أفراد الجالية من قضاء العطلة في وطنهم؟
إسبانيا.. تكاليف رحلة الصيف
1500 كيلومتر هي أقل مسافة سوف يحتاجها أفراد الجالية المغربية في مدن جنوب إسبانيا، للوصول إلى أقرب ميناء جنوب فرنسا، من أجل ركوب باخرة تقلهم إلى وطنهم بعد طول غياب.
يقول محمد حجي أحد أفراد الجالية الذي يقطن بشمال إسبانيا، إن "مصاريف قضاء العطلة في المغرب هذا العام سوف تتضاعف، وما خسرته إسبانيا من استثناء موانئها من العملية، سوف يؤديه المغاربة الذي سيختارون التوجه نحو ميناء (سيت) الفرنسي".
ويضيف حجي في حديثه لـ"تيلكيل عربي"، أن "أفراد الجالية الذين يسافرون عبر السيارة، سوف يعانون، خاصة إن كان من بينهم كبار السن والأطفال. المسافات بين مدن جنوب إسبانيا وفرنسا طويلة جداً، ورحلة كانت تستغرق ساعة واحدة عبر الباخرة نحو المغرب، سوف تستغرق الآن 36 ساعة، مع احتساب المسافة التي سوف تقطع عبر السيارة نحو الميناء".
هذا الواقع، يؤكده كريم من مدينة Málaga الاسبانية، ويورد في حديثه لـ"تيلكيل عربي"، قرار مجموعة من أفراد الجالية من مدن جنوب إسبانيا، اختيار، اختيار عدم السفر هذا الصيف إلى المغرب.
ويتابع في السياق ذاته: "غالبيتنا يرفضون السفر إلا إذا كان عائلياً، وطول المسافة سوف يمنع كثيرين من قضاء العطلة في المغرب، زائد أن التكاليف سوف تتضاعف".
وبخصوص مصاريف السفر، يوضح محمد حجي، أن "الوصول إلى ميناء (سيت) الفرنسي من مدن جنوب إسبانيا، قد يكلف 2000 أورو، بالنسبة للأسر، لأن طول المسافة يحتاج أيضاً للراحة ليلة واحد على الأقل، أضف لذلك مصاريف المحروقات والأكل والشرب وأداء واجبات الطريق السيار".
وبخصوص أسعار تذاكر السفر وكم بلغت خلال اليوم الأربعاء 9 يونيو، يكشف المتحدث ذاته، أن "التذكرة التي كان يبلغ سعرها قبل الجائحة 500 أورو، تضاعف ليصل اليوم إلى 2000 أورو، تشمل فقط شحن السيارة وغرفة صغيرة في الباخرة".
أما بخصوص تكاليف رحلة أسرة مكونة من فردين أو 4 أفراد، حسب حجي، فسعر تذاكر السفر بلغ 4000 أورو، أي أن الأسر يجب أن تؤدي من أجل السفر إلى المغرب ذهاباً وإياباً ما يفوق 8 ملايين سنتيم من أجل اقتناء التذاكر فقط.
بورصة التذاكر بدون رقابة
"خلال الجائحة حصلت على رخصة استثنائية لقضاء فترة من العطلة في المغرب، قادماً إليه رفقة عائلتي الصغيرة من إيطاليا، وبمقارنة الأسعار خلال تلك الفترة من نهاية العام الماضي، والآن، أؤكد لكم أنه هناك زيادة تتراوح ما بين 1000 و1500 أورو".
شهادة ينقلها لـ"تيلكيل عربي" زهير بوفاريسي المقيم بالدار الإيطالية رفقة أسرته المكونة من زوجته وطفلتيه.
ويضيف الشاب المغربي الذي يعمل في القطاع السياحي، أن "ارتفاع أسعار التذاكر سجل بعد قرابة ساعة من قرار المغرب بتفح حدوده يوم الـ15 من يونيو".
ويواصل زهير بوفاريسي شرح التغيير الذي طرح على الأسعار بالقول: "خلال العام الماضي، كانت تذكرة جناح عائلي مخصص لـ3 أشخاص في حدود الـ1000 أورو، لكن سعرها تجاوز الآن الـ2000 أورو، وهذا في ما يخص الحجوزات المتاحة خلال ما تبقى من شهر يونيو وشهر يوليوز فقط".
وتنقل أحلام (أ) مقيمة في جنوب فرنسا، أنها حاولت حجز تذكرة للسفر خلال شهر غشت القادم، ولكنها لم توفق في ذلك.
وتتابع أنها اختارت تأخير موعد سفرها إلى المغرب بعد غياب طال 3 سنوات، لتفادي الإقبال الكبير المرتقب خلال نهاية شهر يونيو وطيلة شهر يوليوز.
وتشرح الشابة التي تشتغل في مجال المواد الشبه صيديلة، أن "حجز تذكرة سفر خلال شهر غشت غير متاح، والتذاكر المتوفرة خلال شهر يوليوز تكلفتها مرتفعة جداً، بل يبلغ سعر كرسي سوف تبقى جالسا عليه طيلة الرحلة، أكثر من 700 أورو".
وتفكر الشابة المغربية الآن، حسب شهادتها لـ"تيلكيل عربي"، في تغيير خيار السفر، وترك سيارتها في فرنسا، لحجز تذكرة طائرة عوض الباخرة.