تسعى مقاولات مغربية كبيرة إلى التنقيب عن مواد رمادية مغربية تدرس في الخارج، وإقناعها بالعودة إلى بلادها من باب منحها مناصب عمل مغرية.
وتبدأ الحكاية من قلب العاصمة الفرنسية باريس وتحديدا في حي "لاديفونس"؛ إذ تطلق رابطة الطلاب المغاربة بالمدارس العليا والجامعات بفرنسا النسخة الثالثة والعشرين من منتداها السنوي، "منتدى آفاق المغرب"، في المزمع عقده شهر فبراير المقبل، الموجه للطلاب وخريجي المدارس العليا والجامعات بفرنسا الراغبين بالعمل والاستقرار في المغرب بشكل نهائي أو قضاء فترة تدريبية فيه، على حد سواء.
فهل يمكن أن يقنع أرباب المقاولات المغربية الأدمغة المهاجرة بالعودة إلى البلاد من أجل العمل، وهم الذين غادروها من أجل الدراسة؟ يجيب زكرياء بختاوي، المسؤول عن التواصل والإعلام في الرابطة المغربية، "تيل كيل عربي"، بقوله إنه من الصعب إقناع طلبة المدارس العليا المغاربة، ويضيف "لكي نكون صريحين، من الصعب جدا إقناع الأدمغة المغربية التي تدرس في فرنسا بالعودة إلى البلاد خاصة المتخرجين الجدد منهم، وذلك راجع إلى عدة أسباب أولها مادي، فمغاربة الخارج يقومون بمقارنة الراتب الفرنسي المحتمل بالراتب المغربي والظروف المعيشية في المغرب".
ويضيف بختاوي، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، بأن مهمة الإقناع هي التحدي الأكبر الملقى على عاتق رابطة الطلاب المغاربة بالمدارس العليا والجامعات بفرنسا، ويوضح "لذلك نعمل جاهدا كل سنة على استقبال المزيد من الشركات المغربية وكذا متعددة الجنسيات العاملة في ميادين متعددة كعالم المال والأبناك والاستشارات، ومجال الإعلاميات والاتصالات، وقطاع الصناعة، قصد استقطاب المزيد من المغاربة".
وحول غياب إحصائيات دقيقة حول أعداد الطلبة المغاربة الذين عادوا إلى أرض الوطن من خلال العثور على مناصب عمل عبر لقاءات ساحة "لاديفونس"، يوضح بختاوي "في ما يخص عدد الطلبة المغاربة الذين حصلوا على مناصب خلال المنتدى في النسخ الماضية، فلا نتوفر على إحصائيات رسمية نظرا لكون المقابلات المهنية في السابق كانت تتم بشكل مباشر بين المترشح والشركة ولا دخل للجمعية فيها".
ويضيف بختاوي أنه بشكل عام استطاعت مثلا نسخة 2018 استقطاب أزيد من 1500 زائر ونطمح سنة 2019 إلى استقبال أزيد من 2500 زائر.
وحسب بختاوي، فإن نسخة فبراير المقبل ستخصص جناحا لأصحاب الأفكار المبتكرة وحاملي مشاريع مقاولات ناشئة بالمغرب قصد الربط بينهم وبين "المستثمرين الملائكة" (بزنس أنجل)، المغاربة منهم والأجانب، قصد تسهيل عملية الاستثمار وريادة الأعمال في المغرب.
وحسب المصدر ذاته، فإن نسخة فبراير 2019 تعرف حضورا بارزا للمكتب الشريف للفوسفاط والتجاري وفا بنك، كما أن الجديد هذه السنة يتجلى في قيام فريق خاص بالموارد البشرية والتابع للجمعية بإعداد قائمة من الأسماء المتوفرة على المؤهلات والمهارات الاختصاصية المطلوبة في المرشح المناسب حسب احتياجات ومعايير كل شركة قصد تسهيل عملية الانتقاء وتسريع وثيرة المقابلات المهنية يوم المنتدى وكذلك من أجل تقييم المنتدى ومدى بلوغ أهدافه.