لم يكن مقتل مهاجر مغربي في إيطاليا على أيدي مجموعة من الشباب الذين طاردوه معتقدين أنه لص، سوى الشجرة التي تخفي غابة تنامي الهجمات العنصرية ضد اأجانب أو ضد الملونين، حتى وإن كانوا يحملون الجنسية الإيطالية.
وشهدت بلدة أبريليا التابعة لمقاطعة لاتينيا، نهاية الأسوبوع المنصرم، مقتل مهاجر مغربي على أيدي مواطنين إيطاليين، طاردوه بالسيارة قبل أن يوقفوه ويوسعوه ضربا حتى يلفظ أنفاسه، ليتبين فيما بعد أن المغربي البالغ من العمر 43 سنة اشتبه فيه بكونه لصا فارا.
وبعدها بيوم تعرضت مواطنة إيطالية ذات بشرة سمراء إلى اعتداء، عندما كانت تمر من وسط الشارع، عندما رشقت ببيضة في الوجه، وقالت الايطالية التي من المتوقع اأن تمثل بلادها في رمي القرص في بطولة اوروبا لألعاب القوى هذا الشهر "هذا عمل عنصري، كانوا يبحثون عن امرأة ملونة"، واضافت ديزي اوساكي وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاما ولدت في تورينو من والدين نيجيريين، ضربة ببيضة، لكنها أضرت بقرنية عينها.
ومنذ بداية شهر يونيو المنصرم سجل أكثر من 12 اعتداء على مهاجرين في إيطاليا، ما يؤشر على تنامي موجة العداء اتجاه الأجانب، وهو الشعور الذي يتقوى منذ صعود حكومة يمينية إلى السلطة منذ الربيع الماضي.
واستنكرت المعارضة اليسارية "مناخ التعصب والعنصرية المتفشية"، متهمة بشكل رئيسي وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، الذي هو في الوقت ذاته زعيم الرابطة (أقصى اليمين) بكونه الرجل الذي يقف وراء بث خطاب كراهية ضد المهاجرين.
وخصصت يومية "لوموند" افتتاحيتها اليوم لموضوع تصاعد العداء اتجاه المهاجرين والأجانب في إيطاليا، معتبرة أن سالفيني يتحمل مسؤولية ثقيلة في صعود الكراهية تجاه المهاجرين.
معتبرة أن المسار السياسي للرجل يحفل بخرجات إعلامية وتصريحات تنم عن كره الأجانب والمهاجرين.
وحسب الجريدة فإن المتطرفين الإيطاليين ينعمون اليوم بهامش تحرك أكبر، ويشعرون بانهم يتوفرون على اشبه ب"تصريح عمل" لمهاجمة الأجانب.
ويرى مراقبون أن التساهل الرسمي الإيطالي حيال تصاعد العداء ضد الأجانب يخلق تمويها ولفتا للانتباه أمام التدابير الاقتصادية للحكومة الجديدة، خاصة وأن المؤشرات الاقتصادية تتميز ببطء النمو وارتفاع مستويات البطالة.