اختتمت، اليوم الاثنين 12 يناير الجاري، فعاليات الملتقى التحضيري لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة، الذي نظمته حركة الشباب الجهوية لجمعيات الأحياء (AJR) بشراكة مع جمعية كورارة للفنون والثقافات (GORARA)، على مدى ثلاثة أيام متواصلة.
وجاء في البيان الذي توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، أن هذا الحدث شكّل محطة تحضيرية أساسية لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة، حيث ناقش المشاركون طيفًا واسعًا من المواضيع الحيوية التي جرى الاتفاق عليها خلال ورشة التنسيق والتكامل، مع تسليط الضوء على دور الجمعيات في السياسات العمومية، البدائل الثقافية والفنية، وأهمية الإعلام البديل.
وأفاد المصدر ذاته أنه في إطار المحور الأول المتعلق بالتعبئة والمشاركة المواطنة، دارت النقاشات حول موقع وأدوار النسيج الجمعوي في التفاعل مع السياسات العمومية، حيث أكد المشاركون على التحديات التي تواجه الجمعيات في علاقاتها مع المؤسسات العمومية.
وأضاف أنه تم تسليط الضوء على الخلافات القائمة بين الجمعيات والمؤسسات العمومية، والتي غالبًا ما تميزها قلة التعاون وضعف الثقة بين الطرفين. ويؤدي هذا الوضع إلى عرقلة دور الجمعيات في التعبئة المجتمعية والمشاركة الفعالة في صياغة وتنفيذ السياسات العمومية على المستويين المحلي والوطني.
ولفت إلى أنه تم التطرق أيضًا إلى التحديات المرتبطة ببرامج الدعم والتمويل العمومي، حيث أشار المشاركون إلى أن غياب الشفافية في آليات الدعم واختيار المشاريع الممولة، إلى جانب انتقائية بعض الجهات المانحة، يشكل عائقًا كبيرًا أمام الجمعيات في تنفيذ مشاريعها بفعالية.
ولفت إلى أنه تم التطرق إلى ضرورة إيجاد آليات تشاركية فعالة بين الجمعيات والمؤسسات المعنية، من خلال التشاور الفعلي وتنظيم لقاءات دورية، بهدف ضمان أن تتماشى البرامج والأنشطة التي تقدمها الجمعيات مع الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.
أما في المحور الثاني المتعلق بالبدائل الثقافية والفنية، فقد تم التأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه هذه البدائل في تجديد المشهد الثقافي والفني بالمغرب، حيث أشار المشاركون إلى أهميتها في تعزيز التنوع الثقافي والابتكار الفني.
ونوه البيان إلى أن المشاركين تحدثوا عن أهمية دعم المبادرات الثقافية والفنية التي تمثل صوت الشباب وتعبيراتهم الفنية، مثل فرق مسرح الشارع والموسيقى البديلة، التي تعكس القضايا الاجتماعية والحقوقية، مؤكدين على ضرورة توفير فضاءات ملائمة لتمكين هذه المبادرات من الوصول إلى جمهور واسع.
وتخلل النقاش الحديث عن التحديات التي تواجه المبادرات الثقافية والفنية، مثل نقص الدعم المالي والتقني، فضلاً عن ضعف البنية التحتية الثقافية المتاحة لهذه المبادرات. كما تم التطرق إلى غياب رؤية واضحة من الدولة لدعم القطاع الثقافي والفني، مما يعيق قدرة هذه المبادرات على التوسع والنمو بشكل فعّال.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، تم تناول دور الإعلام البديل والإعلام الجمعوي في دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز حقوق الإنسان. وتمحور النقاش حول أهمية الإعلام الجمعوي في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية التي تُغفل في الخطاب الإعلامي السائد، مثل حقوق الفئات المهمشة، وتعزيز المشاركة السياسية والمدنية.
وأضاف البيان أنه تم التأكيد على ضرورة أن يكون الإعلام الجمعوي أكثر مهنية ويواكب التحولات الرقمية الحديثة من أجل توسيع دائرة تأثيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تمت الإشارة إلى أن الإعلام الجمعوي يواجه العديد من التحديات، أبرزها غياب الدعم المالي والقانوني المخصص لهذه المبادرات الإعلامية، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين مختلف التجارب الإعلامية في المجتمع المدني.
ونوه البيان إلى أن المشاركين أوصوا بضرورة تنظيم دورات تدريبية لصقل مهارات الإعلاميين الجمعويين في مجال الصحافة الرقمية، بالإضافة إلى إيجاد آليات قانونية تضمن حرية التعبير واستقلالية الإعلام الجمعوي.
ولفت البيان إلى أنه تم اختتام الملتقى بتقديم مجموعة من التوصيات التي تشكل خارطة طريق لتفعيل دور الجمعيات والمبادرات الشبابية في المستقبل.