قال حكيم الوردي، ممثل النيابة العامة في ملف حراك الريف؛ إن محاكمة معتقلي الحراك ليست سياسية، والدليل على ذلك هو ما صرح به ناصر الزفزافي، أمام المحكمة حين قال إنه يمقت السياسة ولا يريد ان يكون للحراك اغراض غير ما هو اجتماعي واقتصادي.
واعتبر الوردي؛ ممثل الحق العام؛ في مرافعته التي تضمنتها مرافعة كتابة وصلت إلى ما يقارب ألفي صفحة؛ خطها في 13 كتابا، أن محاكمة معتقلي الحسيمة ليست محاكمة للأفكار ولا للمقدسات ولا للرموز التاريخية بل لأفعال جرمية قائلا "نحن لا نعترض أن تكون لك أفكار؛ لكن أن تصبح ذات نزعة جرمية وتتحول من الفكر للفعل فهذا ما تحاكم عليه". ووصف الوردي عبارة "الحراك الاجتماعي المقدس" التي رددها المعتقلون خلال استجوابهم امام المحكمة ب"الوهم المقدس" الذي أسقط زعماء هذا "الحراك" في ثلاثة أوهام كانت قاتلة، معتبرا أن قادة الحراك لم يمنحوا انفسهم فرصة التأني ل"قراءة مسار هذا الحراك وتقويم خسائره وتفادي كوارثه". وقال الوكيل العام "الحراك الذي شهد تنظيم ,342 وقفة غاب عنه التأطير بل وعجز قادته على تقبل الرأي المعارض وسفهوه وادخلوا انفسهم في الوهم".
واعتبر الوردي أن قادة الحراك سقطوا في أوهام ثلاثة أولها:"وهم القداسة" حين رددوا مرارا وتكرارا أن هذا الحراك مقدس ومبارك، في حين ان القداسة هي لله وحده؛ والمنزهة عن أخطاء البشر، وانهم حاولوا قمع أي محاولة لانتقادهم او الاعتراض عليهم. وثانيها "وهم السلمية" معتبرا أن الترديد الأعمى لهذا الشعار يتناقض مع الواقع الذي كان يتسم بالمواجهة والعنف مع رجال الامن وخرج عن إطاره لكونه غير مؤطر وكان تحريضيا ما خلف المئات من المعطوبين والمشلولين في صفوف القوات العمومية والخسائر المادية الناتجة عن الحرائق والأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن احتلال الشوارع لعدة شهور". أما الوهم الثالث فهو "وهم الشفافية والاستقلالية"؛ متهما قادة "الحراك" بالغموض والشبهة وتلقي أموال ممن يسمون ب"انفصاليي الخارج"، كما أن قادة الحراك، بحسبه انتهجوا سياسة الاعدام رمزيا لكل من يخالفهم الرأي خاصة المتهم ناصر الزفزافي.
وأشار الوردي إلى أن ما اعتبرها أوهاما ثلاثة أدت إلى ثلاث أخطاء قاتلة أولها المراهنة على الخارج للضغط على الداخل بواسطة من يسمون ب"جمهوريي الريف" والاستقواء بمن يجاهرون علانية بالخيار الجمهوري قائلا "زعماء الحراك لم تكن لهم الجرأة على مواجهة جمهوريي الخارج". والخطأ الثاني هو تبني خطاب استعلائي وعنيف واقصائي شمل مصطلحات من قبيل "العياشة والدوغمائية والعبيد وسكان الداخل"، ما أنتج زعماء، بمنتوج لفظي عدائي؛ ثم الخطأ الثالث وهو العدمية ونزع الشرعية عن جميع التنظيمات وتسفيه كل المبادرات ما انتج افعالا جرمية بعيدة عن المطالب الاجتماعية والاقتصادية.