مناظرة البيضاء.. خبراء وفاعلون رياضيون يقاربون ملف التشجيع الرياضي

بلخير سلام

أجمعت مداخلات الورشة الأولى على ضرورة التأطير الجماهيري والتحسيس بخلق تشجيع إيجابي مسؤول، بهدف إنجاح التظاهرات الرياضية، وتسويق صورة جيدة عن البلاد، في أفق إنجاح الأحداث الكبرى التي يقبل المغرب على تنظيمها، من قبيل "كان 2025" و"مونديال 2030".

وقالت أمينة عزمي، دكتورة علوم التدبير وخبيرة في التسيير الرياضي، في مداخلة بعنوان "الأدوار الاستراتيجية للمشجع في تنمية السياحة الرياضية وتعزيز جاذبية الرياضة الوطنية"، إن الدراسات السوسيولجية أثبتت أن كرة القدم ظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية، مؤكدة أن رقم المعاملات لبعض الأندية الكبيرة تتجاوز أحيانا رقم معاملات بعض الشركات الكبرى.

وأضافت المتدخلة أن المشجع هو فاعل مهم في المنظومة الكروية، وهو بمثابة سفير للوطن من خلال طريقة تشجيعه، فضلا عن دوره في تنمية السياحة الرياضية إلى درجة أن بعض الملاعب تصبح بمثابة متاحف، وما تتضمنه من حكايات وأساطير وإنجازات. وزادت عزمي قائلة إنه لا يمكن تخيل الملعب بلا جمهور، اعتبارا منها أنه هو ملح المباريات، وبدونه لا يمكن اكتمال الفرجة الرياضية.

من جانبه، تطرق عبد الرحيم بورقية، أستاذ في سوسيولوجيا الرياضة، إلى محور يخص “خطوات آمنة للانخراط الإيجابي والفعال للمشجعين خلال التظاهرات والأحداث الرياضية”، مشيرا إلى أن “المشجع هو منتوج خالص للمجتمع المغربي، والمتفرج يجد في الملعب فرصته الوحيدة للتعبير عن نفسه، وهناك نوعان من المشجعين؛ أحدهما متفهم وواع، وآخر غير متعلم وجاهل لمجموعة من الأمور. وهذا النموذح يجب العمل معه لإعداده على النحو الأمثل”.

وبدوره، ركز عبد الرحيم غريب، دكتور في الاقتصاد وخبير في الحكامة الرياضية، حول محور بعنوان “من أجل عرض رياضي في خدمة التنمية: خلاصات سوسيولوجية”، حيث أكد على ضرورة الحرص على تطوير جانب التنمية كمؤشر مركب وشمولي ونوعي،  مشيرا إلى “أننا بحاجة لتغيير العقليات بشكل جماعي، والمساهمة في دعم المواطن، وجعله فاعلا وفعالا وفي خدمة الوطن”/

وتطرق غريب إلى البعد المجتمعي، وضرورة الانخراط بشكل عقلاني من أجل إنجاح التظاهرات، بما فيها التي ستحتضنها بلادنا من قبيل “كان 2025” و”مونديال 2030”، معتبرا أن إنجاح هذه الأحداث الكبرى رهين بسلوك كل مواطن. كما تحدث عن الحكامة التشاركية من خلال الاشتغال الجماعي لمختلف الفاعلين. وحث المتدخل أيضا على الجانب التحسيسي، دون أن يخفي أن هناك عملا كبيرا، لكن “لا شيء مستحيلا في ظل عزيمة المغرب والمغاربة”، يضيف غريب.