مناظرة طنجة.. رجال قانون وأمنيون يقاربون علاقة التشجيع بأمن المباريات

بلخير سلام

تواصلت أشغال “المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي”، المنظمة من طرف ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، اليوم الأربعاء بقصر الثقافة والفنون بطنجة، من خلال الورشة المسائية، التي همت مجموعة من المحاور ذات الارتباط القانوني والقضائي والأمني.

وشكّل محور “القانون 09-09: أية حصلة؟” أهمية كبيرة ضمن مداخلات الورشة الثانية، حيث أكد مصطفى هرندو، نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة، أن هذا القانون جنائي موضوعي، ويجري تطبيقه على مرتكبي الشغب في المباريات الرياضية، سواء كانوا راشدين أو قاصرين. مع مراعاة مجموعة من الظروف بهدف التهذيب والإصلاح، مشيرا إلى أن العقوبات تتركز في الغالب على غرامات مالية، خاصة بالنسب للقاصرين، مقدما مجموعة من الإحصائيات والأرقام المتعلقة بالمتابعات والاعتقالات للمتورطين في أحداث الشغب.

وأفاد المسؤول القضائي أن المقاربة الزجرية والاعتقالات تبقى غير كافية، بقدر ما أن الأمر يقتضي اعتماد مقاربة أخرى تتوخى الوقاية والتهذيب والإصلاح، مضيفا أن مكافحة ظاهرة  العنف والشغب تقتضي إشراك مختلف المتدخلين من مشجعين وهيئات جماهيرية، والإعلام أيضا. وأضاف أن “المشجع المغربي، إذا ما قُدّمت له ظروف مواتية، فهو غالبا ما يقدم صورة تشجيع إيجابي واحترام متبادل”.

ودعا المتدخل القضائي إلى مراجعة هذا القانون “09-09”، عبر “توسيع التدابير الاحترازية من قبيل حرمان المشاغبين من ولوج الملاعب مرة أخرى، واعتماد مراقبة إلكترونية، وإن كان تطبيق عملية المنع ما يزال محل نقاش”، مشيرا إلى أنه يتم اعتماد عدة وسائل لضبط المشاغبين والمتلفظين بشعارات مسيئة، عبر اعتماد بعض الوسائل الأمنية ورصد كاميرات المراقبة، دون أن يخفي أن العملية تتسم أحيانا بنوع من الصعوية بحكم وجود آلاف المشجعين بالمدرجات.

من جانبه، تطرق قائد هيئة رئيس القيادة العليا للهيئات الحضرية بولاية أمن طنجة، إلى موضوع بعنوان “المقاربة الأمنية: من التأطير والضبط إلى الشراكة المجتمعية”، متحدثا عن إجراءات وآليات التدبير الأمني لمباريات كرة القدم، والأحداث الرياضة عموما، مثل تأمين المدار الحضري ومحيط المدينة، ومحطات القطارات والحافلات وكذا الأسواق، بغية تأمين سلامة كل الأطراف وخلق بيئة رياضية آمنة، وتفاديا للشغب والاضطرابات، وكل ما من شأنه أن يعكر النظام العام.

وتطرق سعيد ولاد البلاد، رئيس الخلية الرياضية الولائية بولاية أمن طنجة، إلى الأدوار المنوطة بهذه الخلية الرياضية في تأطير المشجعين، والتي اختزلها في نقاط تهم فتح قنوات التواصل مع الجماهير والجمعيات ومجموعات الألتراس، والتنسيق المسبق مع الأندية، فضلا عن زيارات مسبقة للملعب والتنسيق مع مختلف المتدخلين، ومجموعة من الترتيبات والإجراءات الكفيلة بتنظيم الجماهير داخل الملعب.

وشكل محور “علاقة المشجعين بإجراءات ولوج الملاعب الرياضية” أحد المحاور المبرمجة ضمن المناظرة، وهي من إلقاء فريد عادل، مدير إداري للعصبة الجهوية لكرة القدم بطنجة، حيث أشار إلى أهمية “الولوجيات للملعب” وفتح مسالك الدخول والخروج بطرق سلسة، مؤكدا على ضرورة الاستثمار في الجانب البشري من خلال تنظيم دورات تكوينية للمشرفين على تدبير الملاعب الرياضية.