منافسة مغربية جزائرية في الفضاء.. ''محمد السادس 1'' في مواجهة ''ألكوم سات 1''

سامي جولال

بعد إطلاق المغرب، في 8 نونبر المنصرم، للقمر الاصطناعي ''محمد السادس 1''، أطلقت الجزائر، يوم أمس (الأحد)، في الساعة الخامسة و40 دقيقة بعد الزوال بتوقيت الجزائر، قمرا اصطناعيا للاتصالات حمل اسم ''ألكوم سات 1''، من منصة الإطلاق شيشانغ في مقاطعة سيشوان الصينية، التي تقع على بعد 2200 كيلومتر جنوب غرب العاصمة بكين. الأهداف المعلنة للقمرين، لا تخفي سعي البلدين إلى مرافبة ما يجري في جوارهما. 

وحسب البيانات التي قدمها مركز شيان لتتبع ومراقبة الأقمار الاصطناعية، الموجود في مدينة شيان في الصين، فإن انفصال ''ألكوم سات 1'' عن الصاروخ الفضائي ''لونغمارش 3 ب'' الذي كان يحمله، ودخوله موقعه المداري الثابت بالنسبة للأرض، قد تمت، وفق موقع ''الخبر'' الجزائري، بنجاح، وذلك بعد 26 دقيقة من الإقلاع العمودي.

وأفادت الوكالة الفضائية الجزائرية، التي كانت، حسب المصدر نفسه، وراء إطلاق القمر الاصطناعي المذكور، بالتعاون مع الصين، في بيان لها، أن مرحلة إطلاق ''ألكوم سات 1''، ستليها مرحلة أخرى، تتراوح مدتها ما بين 3 و6 أشهر، سيوضع خلالها هذا الأخير في الموقع، وستجرى له اختبارات مدارية، وذلك قبل استغلاله ميدانيا، حسب ''الخبر''.

وحسب الطرح الرسمي الجزائري، الذي عبرت عنه الوكالة الفضائية الجزائرية في البيان المذكور، فإن القمر الاصطناعي ''ألكوم سات 1'' متعدد المهام، بحيث سيوفر تغطية وطنية جزائرية، وإقليمية في منطقتي شمال إفريقيا والساحل، مبرزة أنه سيسمح بتحسين الاتصالات السلكية واللاسلكية، واستقبال العديد من برامج البثين الإذاعي والتلفزيوني. كما سيوفر، حسب الوكالة المذكورة، خدمات تهم الإرسال الصوتي والإنترنيت بتدفق عال، إضافة إلى التعليم والطب عن بعد، فضلا عن خدمة التداول بالفيديو.

وعن استغلال ''ألكوم سات 1''، الذي يعد أول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات، والتحكم فيه، وفق بيان الوكالة الفضائية الجزائرية، فإن هذا الأمر سيتكلف به مهندسوها، في مركزي بلدية بوغزول في ولاية المدية، وبوشاوي في الجزائر العاصمة، الخاصين باستغلال أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية، حسب موقع ''الخبر الذي أضاف أن ذلك سيتم انطلاقا انفصال ''ألكوم سات 1'' عن الصاروخ الذي كان يحمله، إلى حين أن يوضع في موقعه المدري الثابت بالنسبة للأرض، مبرزا أنهم سيشغلون، ويرصدون، ويراقبون، الأنظمة الفرعية للقمر الاصطناعي والملحقات الخاصة به؛ وهي حسب المصدر ذاته الهوائيات، والألواح الشمسية، والعاكسات، الخ.

وأوضح بيان الوكالة الفضائية الجزائرية أنه تم تكوين وتأهيل كفاءة بشرية ميدانية، تضمن الاستمرارية على مستوى التشغيل المبدئي للقمر الاصطناعي ''ألكوم سات 1''، وقادرة على استغلاله، مضيفا أن مهندسين جزائريين في مجالات دقيقة، مرتبطة بتصميم وإنجاز القمر الاصطناعي المذكور، استفادوا من برنامج تكوين واسع. كما تم، وفق البيان، تكوين دكاترة وأشخاص حاصلين على شهادة الماستر، في تخصصات متعلقة بتكنولوجيات الاتصالات الفضائية.

وكان كيار سبوغوفسكي، وهو باحث في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، وسبق أن اشتغل في المديرية العامة للتسلح، التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية، قد قال، في حوار مع موقع فرانس 24، ترجمه ''تيلكيل عربي''، إنه حينما يريد بلد ما غزو الفضاء، فإنه يقتني، في البداية، قمرا اصطناعيا صغيرا. ويتم في العقد، حسب سبوغوفسكي، إقرار بنود بتحويل التكنولوجيا، مبرزا أن الجزائر كشفت عن إرادتها في الوصول إلى مرحلة تصنيع أقمارها الاصطناعية بنفسها.

وفي المقابل، أوضح سبوغوفسكي، في الحوار، أنه لم يظهر بعد أن المغرب يسير في ذلك الاتجاه، مبينا أن العقد الموقع مع فرنسا، فيما يخص تصنيع القمر الاصطناعي ''محمد السادس 1''، يشبه صفقة اقتناء أسلحة بالمعنى الكلاسيكي.  

من جهة ثانية، من المهام المتنوعة التي سيضطلع بها القمر الصناعي "محمد السادس-أ"، الذي صممه تكتل تاليس آلينيا سبيس وإيرباص، حسب ورقة نشرتها وكالة المغرب العربي ، اليوم، رسم الخرائط والمسح، وإعداد التراب الوطني، وتتبع الأنشطة الفلاحية، والوقاية من الكوارث الطبيعية وتدبيرها، ورصد التطورات البيئية والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والساحل.
وهكذا ، تضيف الوكالة، أن القمرالذي تم تثبيته في مدار يبعد عن الأرض بحوالي 700 كلم،  سيوفر تطبيقات في مجال مراقبة البيئة، والتحكم في حرائق الغابات واستباقها، وتدبير الموارد الغابوية والتنقيب عن المياه. كما سيمكن من الوقاية من الكوارث الطبيعية وتدبيرها بشكل أفضل، وضمان تتبع دقيق للتغيرات المناخية والتوسع العمراني.

وستتيح المعطيات التي سيتم جمعها انطلاقا من صور عالية الاستبانة تطوير آليات معالجة وتدبير الغطاء النباتي، والمساحات الغابوية والمراعي، إلى جانب إمكانية تقييم الموارد المائية والتنقيب عن المياه الجوفية. وسي ستخدم الجهاز الجديد أيضا في القيام بدراسات الجدوى للطرق والسكك الحديدية والمشاريع الضخمة التي ما فتئ المغرب يطلقها عبر ربوع المملكة.
وسوف يكون الجهاز العالي التكنولوجيا قادرا على التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط حيث سيقوم الخبراء المغاربة بتسييره