جبهات مقاومة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي متعددة، منها المقاومة بالكتاب التي تعد شكلا قويا من أشكال الصمود الثقافي والفكري، إذ يسعى الكتاب الفلسطينيون من خلال أعمالهم إلى توثيق التاريخ، ونقل الرواية الفلسطينية، وتعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في النقاشات العلمية والأدبية.
في هذا الشأن، تقف دور النشر الفلسطينية في الخط الأول لمواجهة الحصار الإسرائيلي الذي يسعى إلى حظر الكتب وتأخير التصاريح الجمركية والتفتيش الدقيق.
تمثل المقاومة بالكتاب جبهة حيوية من جبهات النضال الفلسطيني. فهي ليست فقط وسيلة للحفاظ على الثقافة والهوية، بل هي أيضا طريقة لنقل الحقيقة وتحدي الروايات الزائفة التي تسعى إلى تهميش وتجريد الشعب الفلسطيني من حقه في الوجود والكرامة.
الاحتلال من كافة مناحي الحياة
بكر محمد زيدان، أمين سر اتحاد الناشرين الفلسطينيين، أبرز في تصريح لـ"تيلكيل عربي" أثناء تواجده في رواق وزارة الثقافة الفلسطينية بالمعرض الدولي للكتاب، الذي عقد الأسبوع الماضي، أن "الاحتلال يحتلك من كافة مناحي الحياة، يلاحقك كإنسان وفكر وأدب وكتاب. الصورة واضحة، فلسطين، شعبها ومجتمعها وتراثها وثقافتها وأدبائها، تحت الاحتلال".
وأضاف صاحب دار الشامل للنشر والتوزيع أن "المشاركة في هذا المعرض تعتبر الأولى من نوعها للكتاب الفلسطيني، إذ تم جمع الكتاب الفلسطيني تحت رواق وزارة الثقافة الفلسطينية".
وأوضح أن "المشاركة في المعارض العربية بالنسبة للناشر الفلسطيني تواجه صعوبات جمة ومعيقات كثيرة لأنه كما تعرفون فلسطين لا زالت قابعة تحت الاحتلال، ولا يوجد لنا سلطة على المعابر ولا الحدود".
وأشار إلى أن "التنقل من فلسطين إلى العالم فيه صعوبة فكيف بالكتاب، نظرا للحصار، وأيضا عملية الشحن تحتاج إلى إمكانيات وتكاليف أكثر، ولهذا السبب تكون المشاركة الفلسطينية في بعض المعارض العربية محدودة وهي خارج إرادة دور النشر الفلسطينية".
حارة المغاربة
وشدّد القادم من نابلس الفلسطينية على أنه "لا يختلف اثنان أن الشعب المغربي يحب فلسطين وله تضحياته، والمغرب معروف له إرثه في القدس، في حارة المغاربة، نحن وأنتم نعتز به، ونرى هناك خصوصية بين البلدين ليست بالبسيطة".
وأكد عضو اتحاد الناشرين العرب، أن "القارئ المغربي يبحث بين أدق التفاصيل لإشباع رغباته وحاجاته التي توصله للمعرفة. لدينا إنتاجات تناول أدب السجون للأسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال، والرواق يزدهر ببعض الكتب التي نجحت في الوصول إلى هنا".
وأورد أن "كتاب 'فلسطين: تاريخها وقضيتها' حقق إقبالا ملحوظا، كما أنتجنا 'قصة ريم روح الروح' الطفلة الفلسطينية التي استشهدت في غزة وجدها نعتها باسم روح الروح، والتي تناقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكنا سباقين لإنتاج هذه القصة ولقيت نجاحا كبيرا في المعرض رغم أن القصة وصلت متأخرة".
وذكر أن "هذا ما لدينا في جعبتنا، ونبقى نقول: حفظ الله المغرب، ملكا وشعبا وأرضا ووحدة، ونشكر إدارة المعرض على استقبالها وتوفير ما تستطيع لكي نكون حاضرين، تحيتنا من فلسطين إلى المغرب".