ظهر ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، اليوم الأحد، مبتسما ومبتهجا، بعد إلقائه كلمة في اجتماع وزراء الخارجية بالجزائر. لكنه ورغم عناقه لعبد القادر مساهل، الذي سبق له أن اتهم المغرب بـ"المتاجرة بالمخدرات"، إلا أنه استغل الوضع ورد عليه بأسلوبه.
بين اختيار المشاركة من عدمها، لم يكن أحد، صباح اليوم، يعرف إن كان الوزير المغربي للشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، سيشارك في الاجتماع الـ14 لوزراء خارجية الدول الأعضاء، بمنتدى حوار غرب البحر الأبيض المتوسط "5 + 5". وذلك بعدما لمح الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، بشكل ضمني، قبل 4 أيام، بأن المغرب يحاول "إغراق الجزائر بالحشيش والكوكايين".
لكن ورغم ذلك وصل بوريطة اليوم الأحد (21 يناير) إلى الجزائر للقاء نظيره الجزائري، في حين أن المشاركين في هذا الاجتماع كانوا قد التقوا أمس وزير الخارجية الجزائري. وقال أحد الديبلوماسيين الجزائريين الذي انزعج من سلوك الوزير المغربي "المفاجئ"، في تصريحه لموقع "TSA"، أنهم "لا يعرفون سبب هذا التصرف"، وذلك بعدما حطت طائرة الخطوط الملكية المغربية، التي تقل الوفد المغربي، مساء أمس السبت.
ووفقا لموقع TSA، فقد وصل ناصر بوريطة اليوم الأحد لكي "يتجنب استقبال نظيره عبد القادر مساهل". وأفادت مصادر دبلوماسية جزائرية للموقع بأن الوزير المغربي "حاول إفشال اللقاء بعدما طلب تأجيله في وقت سابق، ليعدل عن قراره، بعدما تبين له أنه هو الخاسر إذا قام بمقاطعته"، بحسب المصدر ذاته.
الشيء الأكيد في هذا الاجتماع؛ هو أن بوريطة حظي بحفاوة من طرف الجزائريين، ونال عناقا مع نظيره عبد القادر مساهل. لكن ورغم ذلك فإن بوريطة حاول أن يعرب عن انزعاج المغرب من التصريحات التي طالت شبكة الخطوط الجوية المغربية، والتي سبق أن اتهمها مساهل بأن طائراتها "تنقل الحشيش وتستخدم لتبيض الأموال".
وخلال كلمته، شدد ناصر بوريطة قائلا: "تجدر الإشارة قبل أن أختم كلمتي، بأن استقرار منطقتنا مرتكز أساسي، ويجب تقدير مدى قوته. هذا الاستقرار لا يهتز بتصريحات شاذة. كما أن التعاون الإقليمي لم يسبق له أن تقدم باتهامات واهية". وأضاف الوزير المغربي، أنه "إضافة لذلك، فإن حسن الجوار قيمة والتزام لدى الدول. وبالتالي فالاستقرار لا يتماشى مع اللامسؤولية".
واستخدم بوريطة في حديثه عن الاستقرار، نفس الجملة التي جاءت في الاتهامات السابقة لمساهل، وختم كلمته بعبارة "الجميع يعلم هذا الأمر".