قال الروائي والفيلسوف الليبي إبراهيم الكوني، إن "إفلاس الفكر عالميا، وفي الغرب بالدرجة الأولى، هو الذي أدى إلى إفلاس الواقع الإنساني من جهة القيم الأخلاقية والدينية".
وأضاف الكوني في الندوة الافتتاحية حول موضوع، "في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل، انحسار دور الفكر، الأسباب والنتائج"، بالمركز الثقافي بوكماخ، عشية أمس الخميس، "عنوان هذا الإفلاس، عندما يُقنن أن يهان هذا الدين في بلد السويد، بحرق القرآن، وسط حراسة الشرطة، وبتشريع من محكمة، بدعوى الديمقراطية التي أصبحت تتخذ لنفسها وجها ديكتاتوريا، لذلك أسمي هذا الأمر بديكتاتورية الديمقراطية".
وأوضح مؤلف أكثر من 80 كتابا، أن "الغرب الآن، يريد أن يسوق ديمقراطية معينة، لكي يفرضها بالقوة، وبديكتاتورية على العالم، بحيث يُجذف في حق الطبيعة، فعندما تشرعن عملية تحويل المذكر والمؤنث، فهذا اغتراب ليس عن الأخلاق، بل عن الطبيعة أيضا، هذا تجديف في حق الطبيعة".
وتابع: "نحن ندين تذكير المؤنث، وتأنيث المذكر حتى في اللغة، فكيف نقبل به في الواقع الإنساني، الغرب يحاول أن يفرض علينا هذا التجديف، والويل كل الويل، لمن يحاول مقاومة هذه النزعة".
وأبرز الكاتب الحاصل على 15 جائزة آخرها، جائزة الزمالة العالمية، جامعة لويس الإيطالية 2023، أن "الاتحاد الأوروبي الذي زكى حرق القرآن في السويد، يشرعن ويقنن تأنيث المذكر، وتذكير المؤنث بالقوة، وباسم الديمقراطية يحرق القرآن، وباسم الديمقراطية يُفرض التجديف في حق الديانات السماوية أو في حق العادات التقليدية وأبسط القيم بدعوى فرض الديمقراطية".
وشدد صاحب رواية ناقة الله على أن "هذا لم يكن ليحدث، لولا الغيبوبة التي يعيشها العالم فكريا، منذ الغزوات الجديدة، غزو العراق وليبيا واليمن وسوريا، بحيث خلت الساعة الغربية من الأسماء المرجعية، لكي توقف هذا التجديف".
ولفت إلى أن "انحسار فكرنا ليس نابع من واقعنا من الأصل، هي مفروضة علينا، لذلك علينا أن نتسائل لما يحدث ذلك، وسببه يعود لأمرين، طغيان الإيديولوجيا من ناحية، وطغيان تقنية المعلومة".