بعد تفجر فضيحة الاعتداءات الجنسية وتحرشات هارفي وينستين، المنتج السينمائي العالمي بممثلات مشهورات طيلة سنوات، انطلقت حملة دولية في "تويتر" و"فيسبوك" تحث النساء على فضح المتحرشين. مشهورات مغربيات، قررن أن ينوبن عن جميع النساء المجبرات على الصمت، ويتحدثن في شهادات لـ"تيلكيل"، حول التحرش الجنسي الذي تعرضن له. في الحلقة التاسعة، البوح لنادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا.
بصفتي طبيبة ورئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، فإنني أشتغل في ميدان يمس كل ما يندرج في إطار المحظور في المجتمع المغربي: العلاقات الجنسية، عاملات الجنس، المثلية والمتعاطون للمخدرات...
ولكم أن تخيلوا امرأة عليها الحديث عن كل هذه المواضيع مع سياسيين ورجال دين!
في البداية، كنت أتعرض للترهيب من طرف زملائي أنفسهم: "لا تنسي أنك امرأة وبأنه لا يمكنك الكلام عن هذه المواضيع في وسائل الإعلام".
لقد تعلمت، منذ ذاك، اتخاذ الموقف المناسب لكل وضع. حين نقوم مثلا بحملة تحسيسية حول فوائد العازل الطبي، فبالإضافة إلى نعتنا أحيانا بالقيام في نفس الآن بالترويج للعلاقات خارج الزواج، يوظف بعض الرجال سخرية ليست في محلها.
"هكذا إذن، تقومين بالترويج للعوازل الطبية؟ هل لديك البعض منها؟ هل يمكنك تزويدي ببعضها؟"، يقول هؤلاء متخذين هيئة لم يكونوا ليتخذوها لو كان مخاطبهم رجلا.
أجيبهم في مثل هذه الحالات: "أتمنى أن يكون أبناؤكم يحمون أنفسهم".
إذا كنت قد تعلمت كيف أعيد الرجال إلى مكانهم في الوسط المهني، فإنه من اللازم علي الإقرار بأن الفضاءات العمومية ليست في ملكية النساء، بل في ملكية الرجال.
وليست هناك ساعة محددة داخل هذه الفضاءات للتعرض للتحرش.
وبالتالي، فنحن نطور ردود فعل للدفاع عن أنفسنا تقلص حريتنا: ركوب السيارة لتفادي السير راجلات،
التفكير في طريقة اللباس، إلخ. أما في الشواطئ، فالوقائع أفظع حيث يتحرش شبان في الثانية عشرة من العمر بنساء بلباس السباحة في سن أمهاتهم... إنه داء أسوأ من السيدا.
وعلينا من جهتنا، قصد محاربته، مضايقة السياسيين حتى يقتنعوا بمعالجته عن طريق التربية."