يتواصل انتشال الجثث من تحت الأنقاض، اليوم الثلاثاء، بعد هجوم استهدف مسجدا داخل مقر شرطة بيشاور، بشمال غرب باكستان، وخلف حوالى 90 قتيلا و150 جريحا.
ووقع التفجير، أمس الاثنين، أثناء صلاة العصر في هذا الموقع، البالغ الحساسية من المدينة التي تبعد 50 كلم عن الحدود مع أفغانستان، وشهدت تدهورا في الوضع الأمني، في الأشهر الأخيرة.
وقال مدير شرطة بيشاور، محمد حجاز خان، لوكالة "فرانس برس"، إن نحو 90 بالمائة من القتلى من رجال الشرطة.
من جهته، قال بلال أحمد فايزي، المتحدث باسم الطوارئ، للوكالة: "سنزيل هذا الصباح القسم الأخير من السقف المنهار لنتمكن من انتشال المزيد من الجثث، لكننا متشائمون بشأن فرص العثور على ناجين آخرين".
وتواجه باكستان تدهورا أمنيا، منذ أشهر عدة، خصوصا منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، في غشت 2021.
وبعد سنوات من الهدوء النسبي، تجددت الهجمات التي ينفذها عناصر من حركة طالبان باكستان أو من تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، أو مجموعات انفصالية من البلوش.
ويرى المحللون أن نجاح حركة طالبان شجع هذه الجماعات. فيما تتهم باكستان الحركة بالسماح لبعض هذه الجماعات بالتخطيط لهجماتها، انطلاقا من الأراضي الأفغانية، وهو ما تنفيه كابول، على الدوام.
ونفت حركة طالبان باكستان، المنفصلة عن حركة طالبان أفغانستان، ولكنها تعتنق أيديولوجيا إسلامية متشددة مماثلة، مسؤوليتها عن هجوم الاثنين.
وبرزت الحركة المتشددة، في سنة 2007، ونفذت موجة من أعمال العنف المروعة في باكستان، أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين ومن قوات الأمن، قبل أن تطرد من المناطق القبلية في شمال غرب البلاد، في عملية شنها الجيش، في عام 2014.
وتصاعدت هجماتها، في الأشهر الأخيرة، وتؤكد أنها تستهدف قوات الأمن فقط، وليس أماكن العبادة.
وتعد منطقة المقر العام للشرطة في بيشاور من المناطق الخاضعة لأشد التدابير الأمنية في المدينة، وتضم مقرات وكالات استخبارات عدة.