نصف المغاربة يجهلون معنى تحرير الدرهم

عبد الرحيم سموكني
بعد مرور قرابة النصف عام على اعتماد نظام صرف مرن للدرهم، ما زال نصف المغاربة يجهلون الشيء الكثير عن هذا النظام النقدي الجديد، ووفق ما كشفه استطلاع للرأي فإن مغربي من اثنين يجهل فائدة اعتماد هذا النظام.
ورغم أن مدادا غزيرا سال، سواء قبل اعتماد نظام الصرف المرن للدرهم أم بعده، إلا أن الضجة التي أحدثها قرار بنك المغرب، لم تف بمنح صورة واضحة للمواطنين عن دواع وفوائد نظام الصرف الجديد.
وأفاد استطلاع للٍرأي أجرته مؤسسة "سينرجيا" أن 51 في المائة من المستجوبين عبروا أنهم لا يدركون المغزى من اعتماد نظام مرن لصرف الدرهم مقابل الأورو والدولار، فيما عبرت نسبة 20 في المائة من المستجوبين بأنهم ضد هذا النظام، مقابل 18 في المائة يدعمونه، فيما قال 11 في المائة إنهم لا يتوفرون على رأي في الموضوع.
ووفق نتائج الاستطلاع، التي نشرتها يومية "ليكونوميست" في عددها اليوم الأربعاء 02 ماي، فإن الشريحة المتعلمة والتي لديها مستوى دراسي جامعي، تعاني بدورها من غموض في فهم معنى اعتماد نظام الصرف المرن للدرهم، إذ أن 17 في المائة منهم فقط، التي أجابنت بأنها تفهم ماهية هذا النظام، بينما قال 36 في المائة من هذه الشريحة، بأنهم لا يعلمون ما يعني نظام صرف مرن للدرهم، وعبر 30 في المائة منهم عن معارضتهم لهذا النظام النقدي الجديد، و16 في المائة قالوا إنهم لا يتوفرون على رأي في الموضوع.
أما بالنسبة للشريحة المجتمعية التي لا تتوفر على أي مستوى تعليمي، فإن نسبة الجهل بهذا النظام النقدي تصل إلى 78 في المائة، مقابل 15 في المائة فقط قالت إنها تتوفر على فكرة حول تحرير صرف الدرهم.
وحسب الدراسة فإنه كلما تقدم المستوى التعليمي للمستجوين، الذين بلغ عددهم في الاستطلاع الألف، كلما ارتفعت نسبة الإدراك بنظام الصرف المرن للدرهم.
ولم تنفع الحملات التواصلية التي أطلقها بنك المغرب ربيع وصيف العام الماضي لشرح أبعاد وحيثيات اعتماد نظام صرف مرن للدرهم، غير أن الخلط الذي جرى حينها بين مفهومي "نظام مرن متحكم فيه" و"نظام تعويم العملة"، خلق رجة في سوق العملة، ودفع شركات ومقاولات مغربية إلى البحث عن سيولة بالعملة الصعبة، ما خلق ارتباكا كبيرا في الأسواق المالية حينها.
وانخرط المغرب منذ عشرين سنة في إصلاح منظومته النقدية، غير أنه لم يسبق أن تسبب هذا الأمر في هرج ولغط وولد مخاوف من ارتفاع الأسعار وضرب القدرة الشرائية للمستهلك، ما أدى إلى ارتباك في سوق العملة الوطنية، وخلق طلبا كبيرا على الدولار والأورو، بل تخطى الأمر اهتماما واسعا من طرف العموم، الذين لم يتمكن كثير منهم من فهم معنى تحرير العملة، والفرق بينها والتعويم.