قرر الكثير من الشباب الروسي في سن التجنيد الفرار من البلاد، فور إصدار الرئيس فلاديمير بوتين أمرا باستدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا.
وشكل تصريح بوتين بخصوص "التعبئة الجزئية" مخاطرة للرئيس الروسي الذي حاول حتى الآن، الحفاظ على مظاهر السلام في العاصمة والمدن الروسية الكبرى الأخرى في بلاده؛ حيث تركزت الاستدعاءات السابقة على الجنود من العرقيات والأقليات في الأقاليم والمناطق البعيدة.
وحسب بيانات شركات الطيران ووكالات السفر المنشورة، اليوم الأربعاء، باتت تذاكر الرحلات الجوية التي ستغادر روسيا محجوزة، بشكل شبه كامل، الأسبوع الجاري.
ورغم إعلان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن الاستدعاء سيقتصر على من لديهم خبرة كجنود محترفين، ولن يتم استدعاء الطلاب أو من خدموا كمجندين فقط، إلا أن بيانات "غوغل تريندس" أظهرت ارتفاعا حادا في عمليات البحث على "أفياسيل"، وهو الموقع الأكثر شعبية في روسيا لشراء تذاكر الرحلات الجوية، حسب وكالة "رويترز".
ووفق نفس المصدر، نفذت تذاكر الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى كل من تركيا وأرمينيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان، وهي وجهات تسمح للروس بالدخول من دون تأشيرة.
ووصلت تكلفة أرخص الرحلات الجوية المنطلقة من موسكو إلى إسطنبول مثلا، أكثر من 80 ألف روبل؛ ما يعادل 1321 دولارا، ثم ارتفعت إلى 173 ألف روبل على موقع الخطوط الجوية التركية. فيما بلغت تذاكر أخرى أكثر من 300 ألف روبل؛ أي ما يقارب خمسة آلاف دولار، وهو خمسة أضعاف متوسط الأجور الشهرية تقريبا.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات "غوغل" أن البحث في روسيا عن "تذاكر" و"طائرة" ازداد بأكثر من الضعفين، اليوم الأربعاء، بعد الساعة 06,00 بتوقيت غرينيتش؛ أي بعدما بدأ بث كلمة بوتين.
كما أظهرت بيانات "غوغل ترند" أن مصطلح "مغادرة روسيا" كان أكثر رواجا بمائة مرة في الصباح مقارنة بالأوقات العادية.
يشار إلى أن مرسوم التعبئة الجزئية الذي دخل حيز التنفيذ، اليوم الأربعاء، هو الأول من نوعه، منذ أن كان الاتحاد السوفييتي السابق يقاتل ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.