قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد: "عندما نتحدث عن الصحافة، فإننا نتحدث عن خدمة عمومية، ومهنة نبيلة، مثل باقي المهن الولوج إليها يجب أن يكون عبر طرق واضحة، تليق بالمهام النبيلة التي يقدمها مجال الإعلام للمجتمع".
وأضاف بنسعيد، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية المنظم تحت شعار "تحصين المهنة وحماية المهنيين"، "أننا أصبحنا نشاهد بعض الظواهر التي لا تليق بمهنة الصحافة، خصوصا منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لا أريد أن أقول أننا ضد حرية التعبير، فالحمد لله بفضل الإصلاحات الدستورية والسياسية والخيار الديموقراطي أصبحت بلادنا بقيادة الملك محمد السادس، نموذجا إقليميا ودوليا في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة، غير أن البعض استغل هذا المناخ الديموقراطي ببلادنا، والتطور التكنولوجي، لبعض الممارسات، مثل الابتزاز التشهير، نشر الأخبار الزائفة، كونه أنه يمارس العمل الصحفي، والحقيقة هي أن الصحافة بريئة من كل هذه الممارسات، وكانت ولا تزال السلطة الرابعة".
وتابع: "الصحافة المغربية لها تاريخ كبير، واشتغل بمؤسساتها الإعلامية قيادات وطنية، ساهمت من مواقعها وتنظيماتها السياسية في الوصول إلى هذا المناخ الديموقراطي الذي نعيشه اليوم، وهناك أيضا رجال دولة اشتغلوا في المجال الصحفي، وهذا ما يعكس مكانة الصحافة داخل المجتمع وقيمها النبيلة، ورسائلها السامية، وهنا كل التحية والتقدير الشخصيات وطنية بارزة اشتغلت في مهنة الصحافة، وكانت من القيادات السياسية الوطنية، أمثال الأستاذ محمد اليازغي أطال الله في عمره".
وأورد أنه "كما اشتغل أيضا في الصحافة، شخصيات وطنية كبيرة رحلت عنا لكن ظل اسمها خالدا في المجال الصحفي والنقابي والسياسي، مثل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، والأستاذ عبد الكريم غلاب، والأستاذ علي يعتة، والأستاذ مصطفى العلوي، وغيرهم الكثير".
ولفت إلى أن "مهنة الصحافة مهنة نبيلة، ويجب تطويرها من جميع الجوانب، خصوصا الجوانب الاجتماعية والمادية، لذلك فلقد كان للاتفاق الاجتماعي الموقع مؤخرا، الأثر الكبير على عدد من الصحافيين والممارسين لمهنة الصحافة، وفي هذا الصدد، ندعو جميع المؤسسات الاعلامية، إلى العمل على تحسين الوضعية الاجتماعية، والاقتصادية للعاملين بمؤسساتها، فنحن في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، نرحب بأي اتفاق اجتماعي، أو اتفاقية اجتماعية، تحسن الوضعية الاجتماعية والمادية للعاملين في هذا المجال، وسنواصل العمل مع شركائنا الاستراتجيين لتحسين هذه الوضعية".
وذكر أن "الحكومة اليوم وهي حكومة اجتماعية تشتغل على تحسين الأوضاع الاجتماعية، فضلا عن تطوير المقاولات الإعلامية، ذللك صادقت الحكومة على مرسوم دعم وتحديث المقاولات الصحفية، والذي يشجع على الاستثمار في المجال الصحفي، خصوصا لمواجهة التحديات الخارجية، ذلك أن بلادنا تتوفر على صحافيين ذو المستوى العالي، ودور الصحافي اليوم هو إيصال المعلومة، والمساهمة في النقاش العمومي، والدفاع عن المصالح العليا للوطن خارجيا".
وشدد على أن "دور الصحافي يكمن كذلك في توعية المجتمع، وبناء المؤسسات والعمل على تنوير الرأي العام، والحد من المغالطات، وظواهر الأخبار الزائفة، صحيح ما تقوم به المؤسسات الإعلامية الوطنية عمل كبير، غير أن الطريق لا يزال طويلا، لبلوغ جميع الأهداف، والوزارة مستعدة لمواكبة جميع المشاريع التي يبقى هدفها النهوض بالمجال الإعلامي الوطني".
وجدد التأكيد على "التزام وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بالعمل مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لتحسين الوضعية المادية والاجتماعية للعاملين في مجال الصحافة، ومواكبة برامج التكوين المستمر، وخلق صحافة وطنية بحضور دولي".
وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، تكريم أحد روادها ومؤسسيها السياسي والصحفي محمد اليازغي.