يدور نقاش مثير وفلسفي نوعا ما بين ردهات قاعات العرض في المهرجان الدولي للفيلم حول ما معنى أن ترعى منصة عرض رقمية مهرجانا سينمائيا يعيش وينمو من الصالات المظلمة، سيما وأن عقيدة منصات البث الرقمي تبنى على تقديم أعمال سينمائية ومسلسلات في الويب وفي قلب البيت.
وبرز في اليوم الثاني من المهرجان جدال سينمائي من نوع جديد، خاصة وأن مهرجان مراكش يدخل في شراكة مع إحدى أكبر هذه المنصات وهي "نيتفيلكس" التي ترعى برنامج "ورشات الأطلس".
ورفض تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان كان الفرنسي ومدير معهد لوميير في ليون، الرد على سؤال لـ"تيل كيل عربي"، حول مستقبل التعايش بين السينما ومنصات البث الرقمي الجديدة كـ"نيتفليكس"، وقال "في ما يتعلق بنيتفليكس، أرفض الإجابة عن هذا السؤال، ولن أرد".
ومنع مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة أفلاما سينمائية أنتجتها "نيتفليكس"، بعد ضغط من أرباب القاعات السينمائية الفرنسية، على اعتبار أنه لا يحق لأفلام لم تعرض على شاشات السينما أن تنافس على "السعفة الذهبية" أو باقي جوائز المهرجان العريق.
لكن بالمقابل، يرى النجم الأمريكي روبير دي نيرو الجدال من زاوية أخرى، ويساند صاحب 75 عاما فكرة دخول هاته المنصات على خط إنتاج الأفلام.
وقال دي نيرو، اليوم الأحد في مراكش خلال ندوة مع وسائل الإعلام، على هامش تكريمه في المهرجان، "العالم يتغير، وحتى طبيعة الإنتاجات السينمائية تغيرت؛ إذ تطغى أفلام الخيال العلمي على أضخمها، والسينما التي أحب وأنا ومارتي (مارتن سكورسيزي)، لم يعد يتجه إلى إنتاجها كثيرون، لذا فإذا كان "نيتفليكس" قادرا على توفير إنتاج لصناعة السينما التي نعرف ونحب، فلابأس إذا".
وأضاف دي نيرو، الذي قال إنه يحب العمل مع مخرجين هما كورسيزي والفنزويلي جوناثان ياكوبوفيتش، "أعتقد أنه ليس لدينا حل آخر غير نيتفليكس لننتج الأفلام التي نريد"، وزاد موضحا "ضروري أن يحدث تعايش يوما ما بين منصات العرض الحديثة ودور السينما".