في إطار مجهوداته، التي يحاول بها أن ينفض الغبار عن العاصمة الاقتصادية للمملكة، وقف الوالي الجديد محمد امهيدية عند نقطة سوداء بالدار البيضاء، عمرت كثيرا دون أن تجد طريقا للحل، وهي مطرح الأزبال مديونة، التي تنبعث منه روائح كريهة إلى كل المنازل المجاورة."
امهيدية بعد عدة اجتماعات طويلة مع مسؤولي المدينة، قرر التحرك للميدان، إذ قام بزيارة تفقدية إلى مكان مطرح مديونة، بمعية العمدة نبيلة الرميلي، والمفوض له في قطاع النظافة أحمد أفيلال، ومدير شركة التنمية المحلية" كازا بيئة"، ومسؤولين عن ليدك، والشركة المكلفة بالمطرح.
ولإنهاء هذه النقطة السوداء التي تفسد صورة أكبر مدينة بالمغرب، وجه مهيدية تعليمات صارمة من أجل إيجاد حل لمخلفات المطرح، التي تسبب روائح كريهة.
ودعا الوالي إلى الإسراع في إيجاد حل واقع وجذري لهذه الآفة التي تهدد صحة البيضاويين، ودعا إلى ازالة المواد الضارة المنتشرة بجوار طريق مديونة".
هذا ومايزال النقاش حول القطعة الأرضية التي سيتم فيها تدشين مصنع جديد يعمل على معالجة وتثمين النفايات المنزلية الصادرة عن الساكنة البيضاوية.
وقد اقترحت جماعة الدارالبيضاء، عقارا مملوكا للجماعة السلالية "أولاد مجاطية ولاد طالب" ومتكون من خمسة قطع أرضية، بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 260 هكتارا.
وكانت وزارة الداخلية قد وجهت مراسلة إلى رئيسة جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي تؤكد فيها أن اللجنة المكلفة بالإشراف على عمليات تفويت العقارات المملوكة للجماعات السلالية من أجل إنجاز مشاريع الاستثمار "أبدت بإجماع عدم موافقتها على طلب اقتناء هذا العقار".
وفي هذا السياق، يؤكد عمر، وهو أحد ساكنة مديونية، انتقل مؤخرا للاستقرار بهذه المنطقة، أنه يعيش معاناة يومية مع الروائح الكريهة التي تتسرب إلى المنازل جراء هذا المطرح، مشيرا إلى أن " هذه الروائح تصل حتى للمناطق البعيدة (منطقتي سيدي عثمان وسباتة) مع هطول الأمطار".
وأكد المتحدث ذاته، في تصريح هاتفي لـ"تيل كيل عربي"، أن مبادرة مصنع النفايات قد تضع حدا لمعاناتهم اليومية مع هذه الروائح الكريهة، داعيا السلطات إلى إقامة مطرح جديد بعيدا عن الساكنة".
للإشارة فإن المعطيات سابقة لشركة التنمية المحلية الدار البيضاء للبيئة المكلفة بتدبير النفايات، كشفت أنه يتم جمع ما لا يقل عن 4000 طن يوميا من النفايات المنزلية والمشابهة لها منها 7 طن من النفايات الخضراء، من العاصمة الاقتصادية".