كانت الأنظار متجه إلى قمة العشرين ليس بسبب جدول أعمالها والنتائج المرتقبة منها، ولكن لمعرفة كيف سيتم التعامل مع الأمير محمد بن سلمان على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وحرب اليمن. فكيف أستقبل الأمير السعودي في القمة؟
شارك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين، وهي أول قمة دولية يحضر فعالياتها، منذ جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول قبل شهرين.
ولطخت تلك الجريمة سمعة ولي العهد السعودي، بسبب شكوك حول احتمال تورطه فيها، وهو من من اكتسب قبل ذلك سمعة الإصلاحي، الذي يريد إخراج المملكة من الانغلاق. كما تلطخت سمعته بسبب استمرار النزاع الدامي في اليمن، الذي يعاني منه المدنيون أكثر من غيرهم.
يذكر أن منظمة هيومان رايتس ووتش قدمت شكوى الاثنين الماضي ضد ولي العهد السعودي أمام القضاء الارجنتيني.
وإذا كان بعض المحلّلين قد توقّع بأن وليّ العهد السعودي سيكون في قمة مجموعة العشرين أشبه بـ"المنبوذ" فإنّ ما جرى في اليوم الأول من القمّة (الجمعة 30 نوفمبر) أثبت العكس إلى حد ما. فقد كان بن سلمان نجم شريطي فيديو جرى تناقلهما على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويصوّر أحد هذين الشريطين المصافحة بين ولي العهد السعودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تميّزت بكثير من الودّ، إذ تصافح الرجلان بحرارة على طريقة مراهقين أو رياضيين اثنين، قبل أن يجلسا متجاورين على طاولة القمة، وهما يتحادثان ويتبادلان الابتسامات.
Lässige Begrüßung zwischen dem saudischen Kronprinzen Mohammed bin #Salman und Wladimir #Putin beim #G20-Gipfel in Buenos Aires. pic.twitter.com/9qtDeNtimP
— tagesschau (@tagesschau) November 30, 2018
وعلى ما يبدو فإن ذلك اللقاء الحار بين بوتين وبن سلمان لم يثر إعجاب الرئيس ترامب كما يبدو في الصورة التالية:
G-20-Gipfel: Putin klatscht mit Salman ab – Trump muss zuschauen https://t.co/v38wE5E4kI pic.twitter.com/EoRsXfX9fr
— WELT (@welt) December 1, 2018
وأمام الكاميرات، تجاهل كل من ترامب والأمير السعودي بعضهما البعض، غير أن البيت الأبيض أكد أنه "تبادل عبارات المجاملة" مع ولي العهد، على الرغم من أن مسؤولاً كبيراً أصر على أن الأمر ليس أكثر من هذه الإيماءات التي تبادلها مع جميع القادة في القمة. ونفى ترامب عقد "مباحثات" مع ولي العهد لكنه أيضا لم يستبعد إمكانية عقد لقاء بينهما في المستقبل.
كما شوهد ولي العهد السعودي وهو يتبادل الكلام مع ابنة الرئيس ايفانكا ترامب، وظهر أيضا في الصورة وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو.
Turns out Trump and Saudi Prince Salman did have an encounter at the G20 - the White House says they 'exchanged pleasantries - but cameras caught them chatting as Ivanka looked on https://t.co/XLidx4rfzy
— Emily Goodin (@Emilylgoodin) November 30, 2018
بعد ذلك صافح ولي العهد السعودي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيث جرى بينهما حديث مقتضب. وبحسب الرئاسة الفرنسية، فإن الرئيس الفرنسي طلب من المسؤول السعودي "إشراك خبراء دوليين في التحقيق" بشأن جريمة قتل خاشقجي، كما دعاه الى العمل على "حل سياسي في اليمن".
وفي شريط فيديو تناقله رواد الإنترنت ظهر الرئيس الفرنسي وهو يتحدّث بالإنجليزية بحدّة مع ولي العهد السعودي الذي بدا بالمقابل أكثر ارتياحاً وبادر للضحك لبضع لحظات ما أن لمح الكاميرا تصوّر المحادثة. وبسبب الضجيج تعذّر سماع كل ما دار في المحادثة بين ماكرون وبن سلمان لكن يمكن سماع الأمير السعودي يقول يقول بوضوح للرئيس الفرنسي "لا تقلق"، فيجيبه الأخير "أنا أقلق فعلاً. أنا قلق" وبعدها يقول له "أنت لا تستمع إلي أبداً" فيجيبه بن سلمان "كلا، بالطبع أنا استمع".
فيديو جانب من لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل #ماكرون @EmmanuelMacron قبيل انعقاد قمة العشرين#محمد_بن_سلمان_في_قمة_G20#CrownPrinceInG20#G20Argentina pic.twitter.com/0fj9vq5Zwb
— بدر العساكر Bader Al Asaker (@Badermasaker) November 30, 2018
أما رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي فقد عقدت اجتماعا الجمعة مع بن سلمان "وشددت على أهمية ضمان محاسبة المسؤولين عن واقعة مقتل جمال خاشقجي المروعة واتخاذ السعودية إجراءات لبناء الثقة وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث المؤسف أبدا"، حسب مكتبها في لندن.
ولا يزال برنامج المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لا يتضمن لقاء مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. وذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية أن ميركل لم تتواصل على نحو خاص مع ولي العهد السعودي خلال مأدبة العشاء التي جمعت بين زعماء القمة مساء أمس الجمعة.
وعقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعا مع ولي العهد السعودي وقال إن بلاده تولي دائما أهمية كبيرة لعلاقاتها مع السعودية، وأن استقرار السعودية يمثل حجر الزاوية لازدهار وتقدم الخليج، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).