يواصل موقع "تيلكيل عربي" نشر مقتطفات من مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول لحكومة "التناوب التوافقي"، التي يكشف عما عاشه خلال تجربته الإنسانية والسياسية التي امتدت لعقود.
في هذه الحلقة نتوقف مع اليوسفي حول حديثه عن حزب العدالة والتنمية، وكيف فسر صعوده الانتخابي؟
مذكرات اليوسفي ضمت عرضا قدمه اليوسفي بعد الانتخابات الجماعية لسنة 2003، اعتبر فيه أن الانتخابات التشريعية لسنة 2002 سجلت انتصار حزب إسلامي هو حزب العدالة والتنمية بحصوله على عدد ملحوظ من المقاعد.
وأطلق اليوسفي على العدالة والتنمية "الحزب الإسلامي الملكي" لأن رئيسه عبد الكريم الخطيب كان دوما ومنذ الاستقلال أحد رجالات القصر.
واعتبر اليوسفي أن السبب الذي جعل حزب العدالة والتنمية يفاجئ بانتصاره يكمن في أن نتائجه في انتخابات 1997 قلصتها الإدارة، مشيرا إلى أنه تبنى استراتجية ذكية في انتخابات 2002 بتقديم ترشيحاته في 56 دائرة فقط، من أصل 91 وتركيز جهوده عليها وحث أنصاره على التصويت على الاستقلال أو الحركة الشعبية في الدوائر التي لم يترشح فيها حزب العدالة والتنمية من أجل مواجهة الاتحاد الاشتراكي الذي عانى من تشتت الأصوات، الذي سببته بحسبه جماعة الأموي التي لم تحصل في النهاية سوى على مقعد واحد، مضيفا أنه رغم كل ما حدث حصل الاتحاد الاشتراكي على أكبر عدد من الأصوات ومن المقاعد.
من جهة أخرى، لم يترك اليوسفي الفرصة دون أن يتحدث عن الراحل عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، ودوره في المقاومة وتحرير المغرب، وقال "إنه كان يقوم بمهمته بكل إخلاص، وكان حاضرا في كل الاجتماعات التي تعقد سواء في تطوان، طنجة، مدريد، أو القاهرة"، كما قدم خدمات للمقاومة في مدينة الدار البيضاء، حيث قام بعلاج بعض المقاومين داخل عيادته عند تعرضهم للإصابة، وعند اكتشاف أمره، غادر المغرب إلى فرنسا.