على خلفية الضجة التي خلفها تجميع عشرات الملايين من بيانات مستعملي موقع ''فيسبوك''، من قِبَلِ ''كَامْبْرِيدْجْ أَنَالِيتِيكَا''، وهي مؤسسة قريبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسب ما ذكرته صَحِيفَتَا ''ذُو كَارْدْيْنْ'' و''نيويورك تايمز'' يوم 17 مارس الجاري، تم نشر طرق يمكن من خلالها لمستخدمي الموقع منع الشركات من الحصول على معطياتهم الشخصية والاستفادة منها وتوجهيها كما حصل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
المعلومات التي تَمَّ تجميعها كان الهدف منها أن يستخدمها ترامب لاستهداف الناخبين بشكل أفضل خلال الانتخابات الرئاسية. وفي أغلب الحالات، فإن مستخدمي "فيسبوك" لم يوافقوا على عملية كهذه. وإليكم الطريقة التي ستحمون بها بياناتكم:
كيف يمكن لشركة أن تجمع معطياتك من "فيسبوك"؟
حسب ''نيويورك تايمز''، فإن الأمر هَمَّ 30 مليون مستخدم لموقع التواصل الاجتماعي المذكور، وحسب ''ذو كاردين'' فإن الأمر يتعلق بـ 50 مليون مستعمل "فيسبوك". واستخدمت ''كامبريدج أناليتيكا'' معطيات المستخدمين من خلال برامج خفية، مثل لعبة، أو اختبار، أو خدمة مثل ''تِينْدْرْ''، والتي تُمَكِّنُ من الدخول إلى حساب المُسْتَخْدِمِ في الموقع المذكور.
التطبيق اسمه ''هذه حياتك الرقمية''، وطورها ألكسندر كوكَان، وهو باحث من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة. وتم تقديمه إلى "فيسبوك" على أساس أنه موجَّهٌ للدراسة الأكاديمية. وفي الداخل، كانت هناك استمارة أسئلة، لم تكن متاحة إلا بالنسبة للذين يعدون منخرطين في موقع التواصل الاجتماعي وفي اللوائح الانتخابية الأمريكية.
بعض مئات الآلاف من الأشخاص أجابوا عن أسئلة الاستمارة، والمشكلة هي أنه عندما تَقْبَلُ بهذا، فإنه يتاح لتطبيق ''هذه حياتك الرقمية'' الدخول إلى مجموعة من بياناتك الشخصية.
وبفضل خاصية لم تعد موجودة حاليا، فإن التطبيق المذكور يمكن، أيضاً، من الحصول على بيانات تخص الأشخاص الذين تواصل معهم المستخدمون دون ربط حساباتهم مباشرة بتطبيق "هذه حياتك الرقمية". وكل هذه المعطيات هي التي مكنت ''كامبريدج أناليتيكا'' من القيام بعمليتها الخاصة بالتواصل السياسي لفائدة دونالد ترامب.
قرار "فيسبوك" لوقف جمع معطيات مستخدميه دون إذنهم
في أبريل 2015، قَيَّدَ "فيسبوك" كمية المعلومات التي يمكن جمعها عَلَى النظام الأساسي الخاص به. ومَنَع الموقع، بشكل خاص، التطبيقات من الدخول إلى لوائح الأصدقاء الخاصة بمنخرطيه بشكل أوتوماتيكي. ووحدهم الأصدقاء الذين يستعملون تطبيق "هذه حياتك الرقمية"، والذين قبلوا بشروط استعماله، هم من يمكن أن يكونوا مرئيين بالنسبة لِلِمُطَوِّرِينَ.
وهذه الحماية من المفترض أن تمنع، على الأرجح، جمع معطيات كبيرة مثل ما تقوم به ''كامبريدج أناليتيكا''.
ومن جهة أخرى، ودائما منذ أبريل 2015، فإن "فيسبوك" قدَّم خاصيات تسمح لمستخدميه باختيار، يَدَوِيّاً، البيانات التي يريدون مشاركتها مع تطبيق ثلاثي.
كيف نختار البيانات التي تجمعها التطبيقات؟
خلال أول اتصال لك مع تطبيق "فيسبوك"، يصبح بإمكانك اختيار البيانات التي تريد أن تتشاركها. وإذا كنت قد استخدمت التطبيقات المذكورة سابقا، فإنه من الممكن، أيضا، أن تعود إلى الخلف. ولكي تقوم بذلك، فإنه بمجرد الدخول إلى الموقع، يجب التوجه إلى ركن الإعدادات، وبعد ذلك إلى ''تطبيقات'' في يسار الشاشة، بحيث تمكن الخاصية الأولى من إزالة لائحة التطبيقات المرتبطة بحسابك، والتي تريدها أن تختفي، وذلك من خلال الضغط على العلامة الرمادية الصغيرة.
يمكن، كذلك، الضغط على الْقَلَمِ ''تعديل الإعدادات'' الموجود على يسار العلامة الرمادية المذكورة، وبعد ذلك تُفْتح نافذة، يصبح بإمكانك من خلالها اختيار، بدقة، المعلومات التي يمكن للتطبيق الوصول إليها.
وإذا أردتم الانتقال إلى المستوى الأعلى، فيجب عليكم أن تختاروا ''تطبيقات المواقع الإلكترونية والنماذج''، واضغطوا على ''تعديل''، وبعدها على ''تعطيل المنصة''. وهذا يمنعكم من الدخول إلى بعض الخاصيات، مثل إمكانية تعريفكم من قبل مواقع إلكترونية أو تطبيقات من حسابكم في "فيسبوك". ويمكنكم الرجوع في هذا القرار وتغييره في أية لحظة. أخيرا، اختاروا ''تطبيقات يستعملها آخرون''، واسترجعوا التطبيقات التي تريدونها.
جدير بالذكر أن هذه العمليات لا تعني، بالضرورة، أن التطبيقات ستمسح البيانات التي جمعتها في الماضي من حسابكم.