يترقب موظفو الوكالة الوطنية للمياه والغابات مصيرهم المهني وسط حالة من القلق وعدم اليقين، مع اقتراب موعد انتهاء المهلة القانونية المحددة في ثلاث سنوات، والتي تتيح لهم خيار الإدماج داخل الوكالة أو العودة إلى القطاع المكلف بالفلاحة.
وتنتهي هذه المهلة، المنصوص عليها في المادة 18 من القانون رقم 52.20، رسميا، اليوم الخميس؛ مما يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل هؤلاء الموظفين.
تساؤلات برلمانية
وفي هذا السياق، أعرب المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خالد السطي، يوم أمس الأربعاء، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، عن المخاوف المتزايدة التي تنتاب الموظفين المعنيين، مشيرا إلى احتمال فقدان مناصب المسؤولية، إلى جانب المخاوف من توقيف صرف الأجور، لاسيما أن قانون المالية لسنة 2025 لم ينص على توفير مناصب مالية خاصة بهم، في حال عودتهم إلى قطاع الفلاحة.
وأضاف السطي أن عددا كبيرا من الموظفين لم يبدوا حماسا لتقديم طلبات الإدماج داخل الوكالة، وسط ما وصفه بـ"الضغط والتهديدات" التي ترددت في الأوساط المهنية، وهو ما يزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار داخل المؤسسة.
إشكالات التقاعد والفترة الانتقالية
وحسب السؤال الكتابي نفسه، فإن من بين الإشكالات التي تثير القلق، أيضا، يبرز الغموض حول النظام التقاعدي الذي سيتم اعتماده مستقبلا داخل الوكالة، وهو ما دفع المستشار البرلماني إلى التساؤل حول إمكانية تمديد الفترة الانتقالية عبر تجديد الإلحاقات لمدة ثلاث سنوات إضافية، بما يسمح بإيجاد حلول توافقية تضمن حقوق الموظفين، وتحدّ من حالة عدم اليقين التي يعيشونها.
كما طالب السطي باعتماد مقاربة تشاركية موسعة تشمل جميع الشركاء الاجتماعيين، والجمعيات المهنية، وممثلي فئة المتصرفين، وذلك بهدف مراجعة النظام الأساسي للوكالة، بما يضمن الاستقرار الوظيفي للموظفين الغابويين، ويحفظ حقوقهم المهنية والاجتماعية.
دعوات لحلول عاجلة
وفي ظل استمرار حالة الترقب، نقل المتحدث نفسه تساؤلات العديد من الموظفين حول الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لضمان بيئة عمل مستقرة، بما يتيح للوكالة التركيز على تحقيق أهداف "استراتيجية غابات المغرب 2020-2030"، والتي دخلت عامها الخامس، مسجلا أن مستقبل هؤلاء يبقى مرهونا بقرارات السلطات الوصية، خلال الأشهر المقبلة، وسط مطالبات بإيجاد حلول مستدامة تضمن استقرارهم المهني، وتدعم جهود الوكالة في الحفاظ على الموارد الغابوية وتنميتها، وفق رؤية وطنية شاملة.