قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، "علينا الاستيراد لمدة ستة أشهر ما سنأكله، للمحافظة على القطيع الوطني لكي لا يُذبح، لما بدأنا الاستيراد وجدنا الأسعار مرتفعة من المصدر، لذلك ذهبنا إلى الأسواق الأخرى، وبحثنا حتى في أستراليا".
وشدّد وزير الفلاحة، أثناء حلوله ضيفا على وكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الثلاثاء، على أنه "لا يجب أن نقتصر على سوق واحدة، إما إسبانيا أو فرنسا، بل علينا الانفتاح على أسواق أخرى، وهم أيضا يستوردون من الأسواق التي لجأنا إليها".
وذكر المتحدث ذاته، أن "عدد العجول التي تم استيرادها اقتربت من الوصول إلى 20 ألف رأس، ودخلت من البرازيل 1800 رأس، وهي أول شحنة، (مشحال وحنا تنجريو وعاد دخلات)".
وحول أصناف الشحنة من العجول التي وصلت إلى الجديدة، أوضح أنه "من الأصناف الممتازة، اسمه نيلوري (Nélore)، تُنتج منه البرازيل 214 مليون رأس، وتصدره على الصعيد العالمي، إلى الولايات المتحدة وأوروبا والصين، وله مميزات جد مهمة، ولا يقدم له العلف، بل يرعى في المراعي، وجودة لحومها معروفة وممتازة".
وتابع: "(كاين واحد كروازي)، وهو نتيجة التلقيح بين نيلوري وأنغوس، المعروفة أكثر بجودتها، والبرازيل تصدر مليون رأس سنويا منها".
ولفت إلى أنه "ما يقال في الفيديوهات مغالطات، وأصعب نظام للمراقبة هو بالمغرب، نرى الأبقار قبل دخولها، ونطلع على مسارها، والأطباء البياطرة ذهبوا إلى البرازيل".
وفي رد له على ما كشفه طبيب بيطري لـ"موقع تيلكيل عربي"، قال الوزير: "(أنا بغيت نشوف هاذ البيطري لي تيقول شي حاجة أخرى)، والتحاليل نقوم بها، وعلى المواطنين أن يكونوا مطمئنين، سلامة وجودة".
وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب البيطري، وصفي بوعزاتي، كشف لـ"تيلكيل عربي" أن "أمريكا اللاتينية، وخصوصا البرازيل والأورغواي، تعتمد مجموعة من الاستعمالات، التي تخص تسمين العجول، بشكل قانوني، إلا أنها ليست قانونية في المغرب؛ مثل استعمال هرمونات النوم، والمضادات الحيوية المعززة للنمو، بالإضافة إلى استعمال البرازيل، بحكم أنها بلد استوائي، لمضاد طفيليات اسمه (Ivermectine)، والذي يجب أن يكون آخر استعمال له قبل عملية الذبح بشهر".
وتابع الطبيب البيطري أنه "لا يشك في المصالح الصحية المغربية، ودورها في المساهمة، فعليا، في حماية المستهلك، إلا أنه يجب على مصالح "أونسا" أن تكمل عملها، بأخذ عينات من اللحوم، بعد الذبح، وتقوم بتحاليل مخبرية، للتأكد من خلوها من بقايا المواد الكيميائية المحظورة".
وأضاف د. وصفي البوعزاتي أن "البرازيل منعت، منذ عام 2018، المضادات الحيوية المعززة للنمو، إلا أن ذلك لا يعني أن كل الفلاحين هناك امتثلوا لهذه القوانين"، لافتا في تصريحه لـ"تيلكيل عربي"، إلى أن المغرب "لم يطلب من بلد المنشأ التحاليل الخاصة باستعمال هرمونات النوم، والمضادات الحيوية المعززة للنمو، ومضاد الطفيليات المسمى (Ivermectine)".