وجه 94 برلمانيا فرنسيا، من عدة جهات سياسية، رسالة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، يدعونه فيها إلى إعادة النظر في سياسة فرنسا في القارة الإفريقية، بما في ذلك إبداء موقف واضح من ملف الصحراء المغربية.
وحسب الرسالة المذكورة، اعتبر النواب الفرنسيون أن "المماطلة الفرنسية في ملف الصحراء المغربية (مقابل دعم إسبانيا وألمانيا للمخطط المغربي للحكم الذاتي)، وسياسة المشي على الحال المشدودة التي تنتهجها كواي دورساي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، مع الجزائر، دفع المغرب إلى البحث عن شركاء عسكريين واقتصاديين في أماكن أخرى، غير باريس".
وتابع البرلمانيون: "اليوم النيجر، أمس مالي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو، كلها رفضت فرنسا بقواتها وشركاتها. وعلى حسابنا، بعد فشل عملية برخان، ها هي ميليشيات فاغنر، غير المهتمة بحقوق الإنسان أو الديمقراطية، ولكنها متاحة تماما لجميع الطغاة أو القادة الموجودين الآن في السلطة، من خلال توحيد سكانها ضد "القوة الاستعمارية" القديمة. وتنتشر هذه الحركة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بمظاهرات وأعمال مناهضة لفرنسا إلى بلدان تعتبر قريبة منا؛ مثل كوت ديفوار، أو السنغال".
كما أعربوا عن "خيبة أملهم فيما يقع بالجزائر أيضا"، موضحين أن "الرئيس عبد المجيد تبون، الذي وصل إلى السلطة، في ظل ظروف صعبة، بسبب الحراك، يتحدث أحيانا عن التقارب وزيارة رسمية إلى باريس لا موعد محدد لها، إلى حدود الساعة، وأحيانا عن "الشيطان الأكبر" الفرنسي المسؤول عن كل شرور شعب الجزائر؛ وهو التأرجح الذي يدفع العديد من المسؤولين الفرنسيين إلى التشكيك في اتفاقيات عام 1968، التي لم يعد لها أي معنى الآن".
أما بخصوص تونس، فقال النواب الفرنسيون إن "الرئيس التونسي المتقلب يتحول، بالتناوب، إلى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والعالم العربي، وبدرجة أقل، إلى فرنسا، التي لم يعد لها دور متميز في البلد".
وذكر البرلمانيون ماكرون، بأن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ، ومجلس الشيوخ بأكمله، نبهوه حول السياسة الفرنسية في إفريقيا، مؤكدين: "نحن نعلم أن عصر فوكارت (المعروف بكونه مهندس الاستعمار الفرنسي الحديث لدول إفريقيا) انتهى تماما، لكننا لا نفهم تطور السياسة الفرنسية في إفريقيا، سواء على الصعيد العسكري، أو على صعيد التنمية المشتركة أو التعاون الثقافي واللغوي"، متسائلين: "اليوم، تم استبدال Françafrique الأمس بـRussafrique العسكرية، أو Chinafrique الاقتصادية، أو Américafrique الدبلوماسية. وماذا عن انحدار الفرنكوفونية مقارنة باللغة الإنجليزية للأسف؟".
وختموا رسالتهم بالتساؤل: "ألم يحن الوقت لإعادة النظر في رؤيتنا لإفريقيا وصلتها بفرنسا؟ ربما حان الوقت، حينما يبدو أن إفريقيا، القارة الصديقة، لم تعد تفهم فرنسا، وتتحدى دورها ووجودها، بشكل متزايد".