وجه الشبه المخادع.. كيف تميز بين جدري القرود والحصبة؟

محمد فرنان

كشف الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "بعض الأعراض العامة والجلدية لجدري القرود (Mpox) تتشابه مع الحصبة، ولكن هذين المرضين مختلفان تماما".

أعراض متشابهة

وشدد حمضي، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، على أن "كلا المرضين لهما أعراض عامة قبل ظهور الآفات الجلدية الحويصلية المميزة، مثل الحمى، الصداع، الإرهاق، وفقدان الشهية، تليها ظهور أولى الآفات على الجلد والتي تتطور عبر 5 مراحل أولاها بقع صغيرة حاكة بحجم العدسة، وثانيها ارتفاع البقع لتشكل حبوبا، وثالثاظهور بثور صغيرة تحتوي على سائل شفاف (حويصلات)، أما رابعا فيصبح هذا السائل عكرا (قرحة)، وخامسا تنهار الحويصلة في مركزها، ثم تتكون قشرة تسقط بعد ذلك (تقشير)".

الاختلافات

وأضاف حمضي أن "جدري القرود تكون فيه الحمى أكثر حدة مع قشعريرة، وألم في الحلق، وسعال، وآلام عضلية، والأهم من ذلك تورم الغدد الليمفاوية، وهو ما لا يظهر في حالة الحصبة، كما تكون آفات الجلد أكبر وأعمق في الجلد، وأكثر حكة وألما في جدري القرود، وتتأثر راحات الأيدي وباطن القدمين في جدري القرود وليس في الحصبة، وحوالي 7 في المائة من حالات جدري القرود تكون بدون أعراض، ولكن يمكن أن تنقل الفيروس".

توقيت المرض

وأشار إلى أنه "في جدري القرود، تظهر الآفات في دفعة واحدة، وتكون جميع آفات الجلد في نفس مرحلة التطور، بينما في حالة الحصبة تظهر الآفات الجلدية في دورتين أو ثلاث دورات متتالية، ويمكن العثور على آفات في مراحل مختلفة (بقع، حبوب، حويصلات، قرح، قشور) لدى الشخص نفسه، ويستمر جدري القرود لفترة أطول، بين أسبوعين وأربعة أسابيع، بينما تشفى الحصبة في حوالي عشرة أيام دون مضاعفات".

الأشخاص المصابون

وذكر أن "الحصبة تصيب بشكل أساسي الأطفال دون سن العاشرة، غالبا بدون مضاعفات، ولا تصيب البالغين إلا نادرا ( 7%)، بينما تصيب السلالة الجديدة من جدري القرود البالغين والأطفال على حد سواء".

العدوى

ولفت الانتباه إلى أن "فيروس الحصبة ينتشر عن طريق الجهاز التنفسي فقط، بينما يدخل فيروس جدري القرود الجسم عن طريق الجهاز التنفسي والأغشية المخاطية والآفات الجلدية، ولا تنتقل الحصبة عن طريق الاتصال الجنسي".

الوقاية

وأضاف: أنه "في حالة جدري القرود، يجب تجنب أي اتصال بالمريض أو الحيوان أو أغراض المريض المصاب أو الأشياء التي لمسها، أما في حالة الحصبة، فإن التطعيم هو وسيلة الوقاية الأكثر فعالية".

العلاج

وتابع: "العلاج الداعم (العناية المحلية، مسكنات الألم ...) هو القاعدة في انتظار الشفاء، وهناك دواء مضاد للفيروسات واحد فقط يمكن استخدامه حاليا لعلاج الحالات الشديدة من جدري القرود".

اللقاحات

وأورد أن "لقاحات الحصبة آمنة وفعالة وتمنع المرض، وتوصى بها للأطفال بدءا من سن 12 عاما إذا لم يصابوا بالحصبة من قبل، بينما يوجد حاليا لقاحان ضد جدري القرود، تتوفر هذه اللقاحات على نطاق عالمي بشكل محدود، ولا تستخدم إلا في حالات محددة حتى الآن".

الوفيات

وأفاد المتحدث ذاته أنه "نادرا ما تحدث وفيات بسبب الحصبة، بينما تقدر نسبة الوفيات بجدري القرود بـ 3.6 في المائة في عامة السكان و10 في المائة لدى الأطفال".

فيروسات مختلفة تماما

وأشار إلى أن "جدري القرود هو فيروس من عائلة فيروسات الجدري: orthopoxvirus، وهو مختلف تماما، ويعتبر الإنسان والعديد من الحيوانات خزانات له، بينما تسبب الحصبة فيروس الهربس الذي يكون الإنسان هو الخزان الوحيد له، وتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود بين 5 و21 يوما، في حين تتراوح فترة حضانة الحصبة بين 4 و7 أيام".

المناعة على المدى الطويل

وأشار إلى أن "الأشخاص المصابون بفيروس جدري القرود يحصلون على مناعة طويلة الأمد ضد المرض، بينما يبقى فيروس الحصبة في الجسم البشري في الخلايا العصبية طوال الحياة، وينشط مرة أخرى لدى بعض الأشخاص".