وفي السويد التي تستعد أيضا لإعلان قرارها، باشرت قيادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي، منذ صباح أمس السبت، اجتماعا حاسما يرجح أن يتخلى خلاله الحزب المهيمن على الحياة السياسية في هذا البلد عن موقفه المعارض للانضمام.
وفي حال أعطى حزب رئيسة الوزراء، ماغدالينا أندرسون، موافقته، سيكون بإمكان السويد إعلان ترشيحها بعد اتباع خط الحياد لأكثر من قرنين، ثم اعتماد سياسة عدم الانحياز العسكري، اعتبارا من التسعينات.
وبعد قطيعة مع حيادهما في التسعينات مع انتهاء الحرب الباردة، عبر إبرامهما اتفاقات شراكة مع الناتو وانضمامهما إلى الاتحاد الأوروبي، سيعزز البلدان الإسكندنافيان تقاربهما مع الكتلتين الغربيتين.
ويتعين بعد ذلك على البلدين تقديم ترشيحهما رسميا إلى مقر الحلف الأطلسي، لبدء مفاوضات الانضمام التي تتطلب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين.
وبالرغم من خطر العرقلة التركية، أعلن نائب الأمين العام للحلف، ميرسيا جيوانا، اليوم الأحد، في برلين: "إنني مقتنع بأن الحلفاء ينظرون بعين بناءة وإيجابية إلى انضمام البلدين".
وتتهم تركيا البلدين، وخصوصا السويد، بإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، منظمة إرهابية.
وإزاء مخاطر قيام روسيا بتحرك ضدهما، سعت السويد وفنلندا، في الأسابيع الماضية، للحصول على ضمانات بشأن حمايتهما خلال عملية الانضمام.
ولا ينطبق بند الحماية المتبادلة المدرج في المادة الخامسة من معاهدة الحلف سوى على الدول الأعضاء، وليس على الدول المرشحة.
وأجرى الرئيس الفنلندي اتصالا هاتفيا، أمس السبت، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لإبلاغه بطلب الترشيح الوشيك، وهو قرار تعارضه موسكو.
من جهته، قال بوتين خلال المكالمة إن الانضمام إلى الحلف الأطلسي "سيكون خطأ"، مؤكدا أنه "ليس هناك أي تهديد لأمن فنلندا"، بحسب ما أورد الكرملين.
وتترقب هلسنكي ردا روسيا، لكنها تستبعد عملية عسكرية.
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة بأن نسبة الفنلنديين الراغبين في الانضمام إلى الحلف تجاوزت 75 في المائة؛ أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا.
وفي السويد أيضا، ارتفعت نسبة مؤيدي الانضمام إلى الناتو لتصل إلى حوالى 50 في المائة مقابل 20 في المائة الذين يرفضون ذلك.