كشف وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، أن علاقته مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، "متقلبة".
وأضاف ألباريس في حوار أجراه مع صحيفة "elDiario.es" الإسبانية، أن بوريطة هو "أكثر وزير خارجية في العالم يجري معه العديد من المحادثات والمكالمات".
وتابع المسؤول أن تداعيات أزمة ماي المنصرم، مع المغرب، مازالت واضحة؛ حيث أعرب عن رغبته الكبيرة في عودة السفيرة كريمة بنيعيش إلى مدريد، مشيرا إلى أن السفارة المغربية في إسبانيا لم تتأثر بغيابها؛ حيث مازالت مفتوحة، تحت مسؤولية القائم بالأعمال.
وفضّل ألباريس الحفاظ على الجزء الإيجابي من العلاقات بين البلدين، والذي يتعلق بالتعاون في ملف الهجرة غير الشرعية؛ حيث أكد أنه "كان من الصعب للغاية، منع أكثر من 1000 مهاجر من اقتحام أسوار سبتة ومليلية المحتلتين، في ظرف 15 يوم فقط، خلال فترة أعياد الميلاد، لولا تعاون المغرب مع إسبانيا. وهذا ما يجعله شريكا استراتيجيا لنا، وأيضا، لأوروربا".
وأصر وزير الخارجية الإسباني على ضرورة تجنب أي نوع من الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تزعزع ثقة الطرف الآخر، مضيفا: "وأنا متأكد من أننا عاجلا، وليس آجلا، سنتخذ الخطوات لتعزيز علاقة القرن الحادي والعشرين بيننا وبين المغرب. تستغرق الدبلوماسية وقتا، وأحيانا تتطلب صبرا. لكنها تؤتي ثمارها دائما".
وحول ما إذا كان التقارب مع الجزائر كشريك استراتيجي في مجال الغاز هو السبب وراء استدعاء المغرب لسفيرته في إسبانيا من أجل التشاور، رد ألبرايس: "مطلقا. قرارات تعيين وعودة السفراء قرارات مستقلة لكل دولة"، مشيرا إلى أن "المغرب هو الوحيد الذي يعرف متى ستعود بنيعيش إلى مدريد".
وبخصوص إذا كان يرى مجالا لحل الصراع بين المغرب والجزائر، قال المسؤول الإسباني: "لا يمكنني التحدث باسم دولتين تتمتعان بالسيادة في اتخاذ القرارات. إنهما شريكان استراتيجيان لإسبانيا من الدرجة الأولى، وما نريده هو أن يعيش جيراننا في سلام وانسجام".
وختم وزير الخارجية الإسباني كلامه عن المغرب، بإشارته إلى ما دار بينه وبيم المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا: "نقلت إليه دعم إسبانيا الكامل لإنهاء الصراع الذي استمر لفترة طويلة، والذي يجب إيجاد حل له، كما عرضت عليه إمكانية استخدام طائرة تابعة للقوات الجوية الإسبانية في رحلاته".