شهد فضاء جامعة محمد الخامس، خلال الدورة الـ30 للمعرض الدولي للكتاب، توقيع أستاذي كلية علوم التربية عبد الكريم الشباكي، وإيمان الرازي لمنجزهما العلمي، يوم أمس الخميس، بحضور عميد كلية علوم التربية وأساتذة وباحثين.
وجاء في تقديم كتاب الدكتور عبد الكريم الشباكي الموسوم بـ"أدب الهامش"، الذي أنجز تقديمه حسن السليماني، أن الأدب في عموميته مرآة، وأن الأدب الهامشي فن الإثارة المخفي في المجتمع. تراث "أبي حيان التوحيدي"، على سبيل المثال، يفسر وقوفه عند الموضوعات التي يمكن اعتبارها منطلقا صريحا لأدب الهامش في الآداب. أدب الضيح سواء مع من نظم الشعر أو مع من كتب النثر هذا إن لم نسلم بالقول الذي اعتبر الشعر مركزيا والهامش لأهل النثر.
وأضاف السليماني أن الدكتور "عبد الكريم شباكي" في مؤلفه هذا يعطي للقارئ صورة واضحة الالتقاط عن الهامش ومن اعتنقه وكتب له، وعنه، وذلك بلغة جاذبة لتقفي أثر المهمشين جذابة للتلقي، فالذي يطرق باب أدب الهامش يشبهه المؤلف هنا بالفضولي الذي تجذبه وتثيره الأشياء التي لم ينتبه لها الآخر عنوة، أو عمدا، فهو يسترق السمع للأشياء.
من جانبها، قدمت الدكتورة إيمان الرازي، منجزها العلمي المعنون بـ "بنية الخطاب القصصي- أحمد بوزفور نموذجا"، من تقديم محمد بلغزال، في جو أكاديمي بالجناح المخصص لجامعة محمد الخامس، خلال الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وجاء في تقديم الكتاب، أنه في عالم معلمه الأساس هو التشظي وتعاضد المتن السردي مع السند التاريخي، يصير المنجز الأدبي مرآة تنكسر عندها الذات الجماعية لتتراءى متداخلة، متنافرة، متراكبة هي نفسها لحظة انبراء الكتابة النقدية بوصفها فعلا مزدوجا استكشافا وإعادة بناء، تفكيكا وتأويلا.
وفي هذا السياق المتوتر، يقول بلغزال، تطل علينا الدكتورة إيمان الرازي بباكورة أعمالها النقدية التي وسمتها بـ "بنية الخطاب القصصي بالمغرب: أحمد بوزفور نموذجا"، في منعطف فاصل يفصح فيه الخطاب القصصي المغربي عن الحاجة إلى مشاكسة نقدية عالمة، كفيلة بإقامة الألفة بين البنية النصية والبنية الاجتماعية، وبتيسير البحث في الأنساق السردية عن تحققات الهويات المركبة والمتداخلة، في القصة القصيرة كشكل ممكن من أشكال انكتابها.
وأضاف: يتجاوز الكتاب أعتاب الوصف إلى محراب النقد باستدعاء مفاهيم البنيوية والسيميائيات، اعتبارا لكفاءتها التأويلية وسطوتها في تشكيل التجربة القصصية تبعا لأنساقها الجوانية، كما أن لهذا الكتاب سياقا ثانيا في الإصدار، وهو التراجع النوعي للدراسات النقدية المنتظمة في سلك الجدية، في مقابل قراءات الانطباع وتسليع النقد. وعليه، يمثل "بنية الخطاب القصصي بالمغرب" إسهاما شجاعا يروم استرجاع مسلوبات النقد المقتدر على تفكيك التمثلات السردية وفهمها كحلقات متعالية في نسق مجتمعي.