وقف المجلس الأعلى للحسابات على اقتراف المطاحن الصناعية وشركات صنع ملح الطعام مخالفات متكررة في ما يتصل باحترام معايير تقوية الأغذية عالية الاستهلاك.
ولاحظ المجلس في التقرير السنوي الذي صدر أمس الأربعاء حول عمل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بالاستناد على ملفات المخالفات المرصودة من قبل المكتب، أن منتجات القمح الطري المقوى والقمح الصلب المقوى، كما ملح الطعام المعالج باليود، تتميز بنسب عالية من عدم المطابقة مع المعايير التي يحددها القانون المغربي.
وكان المغرب وضع استراتيجية وطنية لتقوية الأغذية الواسعة الاستهلاك، لمكافحة آثار نقص المغذيات الدقيقة.
اقرأ أيضا: سموم يستهلكها المغاربة يومياً.. جطو يكشف اختلالات عمل ONSSA ويطالب بإخراجه من جلباب أخنوش
ويعتبر نقص الحديد والفيتامين A من بين الأسباب غير المباشرة لوفيات الرضع، ويعد نقص الحديد بالنسبة للبالغين السبب الرئيس لفقر الدم، حيث يتسبب ذلك النقص في مضاعفات أثناء الحمل ويمكن أن يؤدي إلى وفيات عند النساء الحوامل.
وذهب المجلس إلى أنه رغم دخول القوانين المتعلقة بتقوية الدقيق بالحديد وإضافة اليود إلى الملح حيز التطبيق على التوالي في 2007 و2009، لا تزال المطاحن الصناعية وشركات تصنيع ملح الغذاء، غير قادرة على ضبط هذه العملية.
وأكد على أن المخالفات التي رصدها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تتمثل في عدم احترام النسب الدنيا من الحديد واليود، رغم كون عمليات المراقبة لا تتباعد سوى بمدد قصيرة.
ولاحظ أن ملفات المخالفات ترسل إلى النيابة العامة بهدف تنفيذ العقوبات، المتعلقة بزجر الغش في البضائع والتي يمكن أن تصل إلى العقوبة الحبسية في حالة العود، إلا أن الشركات المصنعة، تواصل بيع منتجاتها رغم عدم احترامها معايير التقوية التي حددتها الدولة لمكافحة نقص المغذيات الدقيقة.
واعتبر أنه في ظل غياب معلومات حول نتائج المتابعات القضائية ذات الصلة بالمخالفات، يدل العدد المرتفع لحالات العود على أن العقوبات النقدية التي تتراوح بين 2400 و24000 ألف درهم غير كافية لزجر المخالفين.
ويعتبر البروفيسور، عبد اللطيف البور، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية، أن الحديد يلعب دورا حاسما في تكوين خلايا الدم الحمراء، مشيرا إلى أن كل خلية في الجسم تحتوى على كمية معينة من الحديد.
هذا ما يفسر في تصوره الإلحاح على احتواء الحبوب على كميات كافية من الحديد، خاصة أن الحديد يوجد بشكل خاص في خلايا الدم الحمراء، التي تقوم بنقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أعضاء الجسم، هكذا فإن الحديد يساهم في إنتاج الطاقة و نقل الإشارات العصبية داخل الجسم.
ويضيف كريم الوالي، أخصائي التغذية، أن نقص الحديد، يفضي إلى فقر الدم، بما ينتج عن ذلك، كما تشير البحوث العلمية، من نتائج متمثلة في الإعياء والضعف وصعوبة التركيز وانخفاض الأداء البدني وضعف القدرة على تنظيم حراة الجسم.
ويشير الوالي إلى أن المغرب يعاني من نقص المكونات الغذائية في التغذية، معتبرا أن التدبير الذي تعتزم الحكومة إلى اتخاذه سيساعد عل رفع معدل الحديد في غذاء المغاربة، مشيرا إلى النساء الحوامل في المغرب يعانين من ضعف معدل الحديد، ما يتسبب في فقر الدم، ما يطرح مشاكل عند الولادة.