يواصل "تيلكيل عربي" نشر نتائج البحث الوطني الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الأربعاء 21 أبريل، ونشرته من خلال مذكرة تسلط الضوء على الاختلافات الرئيسية المتعلقة بتجليات العنف عند النساء والرجال، وكذا تصورات الرجال حول العنف من أجل فهم أفضل لظاهرة العنف بمختلف مجالاتها وأشكالها.
وفي هذا الجزء الثاني من نتائج البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال لسنة 2019، تتطرق المندوبية لآراء الرجال بخصوص العنف الممارس داخل بيت الزوجية، بالإضافة إلى مدى اطلاع المغاربة على قانون محاربة العنف ضد المرأة.
ثلث الرجال مع حق الزوج في ضرب شريكته لأي خطأ
وجاء في مذكرة المندوبية أنه في بعض الجوانب المحددة والمتكاملة والمتعلقة بحق الشريك في تعنيف شريكته، أظهرت نتائج البحث، أن ما يقرب من ثلثي الرجال (64٪) يرفضون لجوء الزوج إلى العنف ضد شريكته مهما كان السبب. ومع ذلك، صرح أكثر من 25٪ من الرجال بحق الزوج في ضرب / تعنيف زوجته إذا خرجت بدون إذن منه و 15٪ إذا أهملت رعاية الأطفال.
ويوافق أكثر من 7٪ على أحقية الزوج في ضرب زوجته إذا رفضت ممارسة الجنس معه و 6٪ إذا أهملت العمل المنزلي و 6٪ إذا عارضته أو خالفته في الرأي.
ويعتبر سبعة رجال من كل عشرة أن العنف المنزلي مسألة خاصة ويفضل أكثر من ثلاثة من كل عشرة رجال عدم التدخل في حالة العنف بين زوجين
وعلقت المندوبية في مذكرتها عن هذه الأرقام بالقول: "تعكس التصورات الأخيرة آراء متمركزة ذات منظور ذكوري لا تزال مترسخة في المجتمع والتي يمكن توضيحها أيضًا من خلال تصورات الرجال لتقبل العنف الزوجي ومبرراته الاجتماعية، على وجه الخصوص، بعض التصريحات مثل (يجب على المرأة أن تتحمل العنف الذي يرتكبه الشريك للحفاظ على استقرار أسرتها) و(أن تعتبر هذا العنف أمرًا خاصًا لا ينبغي الكشف عنه للآخرين).
اقرأ أيضاً: 94٪ من الرجال يتعرضون للعنف النفسي داخل بيت الزوجية
وهكذا، يتفق 40٪ من الرجال على أن "على المرأة أن تتحمل العنف الذي يمارسه الزوج للحفاظ على استقرار الأسرة"، 15٪ منهم يتفقون بشكل قاطع و25٪ يتفقون إلى حد ما. ويبقى هذا التصور أعلى حدة لدى الرجال دون أي مستوى تعليمي (50٪ مقابل 22٪ من بين الحاصلين على تعليم عالٍ) ولدى الرجال القرويين (48٪ مقابل 36٪ بين الرجال الحضريين) وكبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و74 سنة (46٪ مقابل 37٪ بين البالغين 15 إلى 34 سنة).
وفي هذا الصدد، طرح الرجال عمومًا أسبابًا اجتماعية لتبرير استمرار العلاقة الزوجية مع الشريك العنيف. 72٪ من الرجال يعزون ذلك بشكل رئيسي إلى وجود الأطفال لدى الزوجين و6٪ إلى وجود العلاقات العائلية و4٪ إلى نقص الموارد لدى المرأة.
وبالإضافة إلى ذلك، اتفق 42٪ من المستجوبين (51٪ في الوسط القروي)، بشكل قاطع،على أن العنف بين الزوجين هو مسألة خاصة لا ينبغي للزوجة الإفصاح عنها بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى 28٪ الذين اتفقوا إلى حد ما على ذلك. مما يمثل مجموع 70٪ من الرجال الذين يؤيدون هذه الفكرة (76٪ في الوسط القروي و66٪ في الوسط الحضري).
وبترابط مع البعد الخاص للعنف الزوجي، تم استجواب الرجال أيضًا حول "ردود أفعالهم في حالة رؤيتهم لرجل يضرب زوجته". صرح أكثر من 36٪ منهم بأنهم "لن يفعلوا شيئًا" معتبرين أن هذا الوضع مسألة خاصة للمعنيين بالأمر. وتبقى هذه النسبة أعلى في الوسط الحضري (40٪) وبين العزاب (41٪).
الرجال وقانون محاربة العنف ضد النساء
من ناحية أخرى، أظهرت نتائج البحث الوطني للمندوبية أن أكثر من نصف الرجال (57٪) ليسوا على علم بوجود القانون 103-13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء. وتبقى هذه النسبة أعلى في الوسط القروي (69٪ مقابل 51٪ في الوسط الحضري) وبين الرجال دون أي مستوى تعليمي (74٪ مقابل 30٪ من ذوي المستوى التعليمي العالي).
أما في ما يتعلق برضا الرجال عن هذا القانون، فإن 17٪ منهم يعتبرونه كافياً لضمان الحماية الكاملة للنساء من العنف مقابل 31٪ من الرجال الذين يعتبرونه غير كافٍ وخاصةً سكان المدن (35٪) وذوي المستوى التعليمي العالي (41 ٪).