تؤدي المتحورة دلتا إلى تفاقم الوباء في آسيا وإفريقيا وتسبب ارتفاعا في عدد الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة.
والمتحورة دلتا التي ظهرت في الهند أولا هي الأشد عدوى منذ ظهور الوباء في بداية 2020. ودفع انتشارها ورفع القيود الصحية في عدد من دول العالم منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن "العالم بات في نقطة خطرة" في هذا الوباء الذي أودى بحياة أربعة ملايين شخص.
وتوفي أربعة ملايين و4966 شخصا في العالم بالفيروس في العالم منذ ظهوره في نهاية ديسمبر 2019 ، حسب أرقام جمعتها وكالة فرانس برس من مصادر رسمية حتى الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش الخميس.
وقالت الشركتان في بيان إن "معطيات تمهيدية للدراسة تدل على أن جرعة معززة بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية تمنح أمانا ثابتا عبر تفعيلها مستويات عالية من الأجسام المضادة"، بما في ذلك ضد متحورة بيتا التي ظهرت في جنوب إفريقيا.
وتابعتا أن هذه المستويات "أعلى بما بين خمس وعشر مرات" من تلك التي شوهدت بعد الجرعتين الأولى والثانية.
كذلك، أشارت الشركتان إلى أن لقاحهما أظهر نتائج جيدة في المختبر ضد متحورة دلتا، لذلك ستكون جرعة ثالثة قادرة على تعزيز المناعة ضدها أيضا، موضحتين أن الاختبارات جارية "لتأكيد هذه الفرضية".
لكن السلطات الصحية الأميركية بدت حذرة. وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) ومراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها (سي دي سي) في بيان مشترك مساء الخميس إنهما تدرسان ما إذا كانت "هناك حاجة أم لا" لجرعة ثالثة من اللقاح.
وأضافتا أن "الأميركيين الذين تلقوا التطعيم بالكامل لا يحتاجون إلى جرعة معز زة (ثالثة) في الوقت الحالي. نحن على استعداد لإعطاء جرعات معززة، في حال أظهر العلم أن هناك حاجة إليها وعندما يتحقق ذلك".
في كوبا تبين أن اللقاح الثاني المرشح للترخيص "سوبيرانا 2" يتمتع بفاعلية نسبتها 91,2 بالمئة بعد ثلاث جرعات، حسبما أعلن الخميس فيسنتي فيريزمدير من معهد فينلاي للتطعيم الذي طور اللقاح.
وقال "لدينا القدرة على إنتاج لقاح فعال بنسبة 91,2 بالمئة"، بينما أفادت بوابة "كوباديبات" الإخبارية الرسمية نقلا عن مصادر في المعهد ، أن اللقاح "فعال بنسبة 91,2 بالمئة ضد الإصابات التي ترافقها أعراض" و "75,5 بالمئة ضد العدوى" و"مئة بالمئة ضد الحالات الخطرة والقاتلة".
وتواجه إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم في عدد السكان الذي يبلغ نحو 270 مليون نسمة، أسوأ موجة وبائية منذ بداية الأزمة تتمثل بمئات الوفيات وأكثر من ثلاثين الف إصابة جديدة كل يوم.
وتجاوز تدفق المرضى قدرة النظام الصحي بينما بدأ الإندونيسيون تناول عقار "إيفرمكتين" المضاد للطفيليات وقيل أنه علاج "معجزة" ضد كوفيد-19، على الرغم من التحذيرات الرسمية ضد هذا الدواء.
في آسيا أيضا، أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية الجمعة فرض اشد قيود تشهدها العاصمة سيول منذ بداية الوباء مع ارتفاع عدد الإصابات. وستدخل الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ الاثنين لمدة أسبوعين وتشمل منع التجمع بعد الساعة 18,00 وإغلاق المدارس والحانات والنوادي الليلية.
واعتبرت كوريا الجنوبية نموذجا لإدارة الوباء بسبب انضباط السكان الذين التزموا بدقة شديدة تعليمات التباعد الاجتماعي. لكن حملة التطعيم تتقدم ببطء بسبب نقص الجرعات. وأعلنت الحكومة تسجيل 1316 حالة جديدة الجمعة معظمها في سيول والمناطق المحيطة بها حيث يعيش نصف سكان البلاد تقريبا.
ستشدد إجراءات العزل في سيدني كبرى مدن أستراليا الجمعة مع بلوغ عدد الإصابات الجديدة بكورونا فيها مستوى قياسيا وتحذير السلطات من أن تفشي متحورة دلتا يخرج عن نطاق السيطرة.
وقالت رئيسة وزراء الولاية غلاديس بريجيكليان لسكان سيدني البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة "لا تغادروا منازلكم إلا إذا كنتم مضطرين إذ سجلت في المدينة 44 حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة".
وعلى الرغم من أسبوع ثالث من الإغلاق، يتواصل تسجيل إصابات جديدة قياسية بين السكان غير الملقحين بغالبية ساحقة في سيدني.
في الولايات المتحدة، حيث نجحت حملة التطعيم يرتفع عدد الإصابات بالفيروس مجددا.
من جهتها بدأت كندا تخفيف قيود السفر على مواطنيها لكن لن ي سمح للمسافرين الأجانب غير الملقحين بدخول البلاد "لبعض الوقت"، كما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التونسية الخميس أن الوضع الصحي "كارثي" في تونس التي سجلت في الأسابيع الأخيرة عددا قياسيا من الإصابات بكورونا ، في إشارة إلى "انهيار" النظام الصحي. لذلك، قررت ليبيا الخميس إغلاق حدودها مع تونس.
لكن في تشيلي، أعلنت الحكومة الخميس تخفيف القيود للسيطرة على الجائحة من دون إعادة فتح الحدود، بينما تم تطعيم 73 بالمئة من سكانها البالغ عددهم 19 مليون نسمة.
وأعلنت جزر فيجي أنها فرضت على موظفي القطاعين العام والخاص تلقي لقاح في الأسابيع المقبلة. وقال رئيس الوزراء فرانك باينيماراما إن المسؤولين الفيجيين يجب أن يأخذوا إجازة إذا لم يتلقوا الجرعة الأولى بحلول 15 آب/أغسطس وقد يفصلون من العمل إذا لم يتلقوا الجرعة الثانية بحلول الأول من تشرين الثاني/نوفمبر. ويفترض أن يتلقى الموظفون في القطاع الخاص جرعتهم الأولى بحلول الأول من آب/أغسطس.
في أوروبا، أعادت فرنسا فتح نواديها الليلية الجمعة بعد إغلاق استمر حوالى 16 شهرا. لكن الإجراءات الصحية الصارمة التي فرضتها الحكومة منعت استئناف النشاط في معظمها.
وتدهور الوضع الصحي بشكل حاد في الأيام الأخيرة في إسبانيا مع ارتفاع كبير جدا في عدد الإصابات بين الشباب.
في البرتغال، ارتفعت نسبة الإصابات بمتحورة دلتا إلى نحو تسعين بالمئة.