حقق المغرب أداء قياسيا للشهر الثاني على التوالي في عام 2025، فقد بلغ عدد الوافدين إلى نقاط الحدود نحو 1.4 مليون في فبراير، مسجلا زيادة ملحوظة بنسبة +22 بالمائة، أي نحو 248,000 دخول مقارنة بشهر فبراير 2024.
في هذا السياق، تواصل موقع "تيلكيل عربي"، اليوم الاثنين، مع الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، والذي أفاد أن الانتعاشة استمرت في فبراير من السنة الجارية، إذ سجلنا زيادة قدرها 22 بالمائة، مقارنة بشهر فبراير 2024، ولكن عند مقارنتها مع 27 بالمائة التي سجلت في شهر يناير، نجد أن نسبة النمو تتباطأ، ما أدى إلى خسارتنا ل 5 نقاط في فبراير مقارنة بيناير، وهذا يجعل الرقم التراكمي يتراجع لزائد 24 بالمائة مقابل زائد 27 بالمائة التي كانت في يناير.
وأوضح بوحوت أننا فقدنا الكثير في السياحة الدولية، حيث إنه في يناير كانت لدينا زائد 26 بالمائة، فقدنا 8 نقاط وقمنا بزيادة متمثلة في 18 بالمائة، نسبة النمو موجودة لكن ليس بنفس الوتيرة، وهذا ما يجعل الرقم التراكمي يتراجع إلى زائد 22 بالمائة".
وأشار الخبير إلى أن "مغاربة العالم الذين تزايدوا بنسبة 28 بالمائة في يناير، هم الذين جعلوا زيادة شهر فبراير تكون في حدود زائد 24 بالمائة، لأنهم في المعدل التراكمي أصبحت نسبة نموهم متمثلة في 27 بالمائة".
ونبه إلى نقطة مهمة متمثلة في أن مطارا واحدا من بين جميع المطارات، ومن ضمنها 6 مطارات أساسية، هو الذي عرف زيادة في شهر فبراير، أكبر من التي سجلت في يناير، والمتمثل في مطار أكادير، بحيث سجل زيادة نمو في يناير متمثلة في 21 بالمائة واليوم في فبراير سجل زيادة متمثلة في 28 بالمائة".
واستطرد قائلا: هذا ما يجعل الرقم التراكمي زائد 25 بالمائة، أما المطارات الأخرى، من قبيل مراكش فقد خسرت 7 نقاط في نسبة الزيادة، بحيث سجلت 27 بالمائة في يناير، فيما سجلت زائد 20 بالمائة فقط في فبراير، وهذا الذي يجعل الرقم التراكمي يتراجع إلى زائد 23 بالمائة.
وفي ما يتعلق بمدينة الدارالبيضاء، قال بوحوت، إنه كان لديها زائد 25 بالمائة في يناير لينخفض إلى 15 بالمائة في فبراير، وطنجة كان لديها زائد 37 بالمائة الآن لديها فقط زائد 33 بالمائة، وفاس سجلت زائد 19 لتنخفض إلى زائد 13 بالمائة، والرباط كانت زائد 55 بالمائة لتخفض إلى 37 بالمائة، إذا هناك تراجع في نسبة النمو وجب الانتباه إليه.
وفي السياق ذاته، قال بوحوت إن نفس ما لاحظناه بخصوص المطارات والنقل الجوي، موجود في الأسواق، كذلك الأسواق الأولى الأساسية، فالسوق الفرنسية حافظت على نسبة النمو في زائد 17 بالمائة، بينما الأسواق الأخرى كلها عرفت تراجعا في نسبة النمو، أساسا إسبانيا كان لديها زائد 19 بالمائة أصبحت فقط 9 بالمائة، المملكة المتحدة التي كانت 45 بالمائة أصبحت فقط 37 بالمائة في فبراير، إيطاليا التي كانت زائد 47 بالمائة أصبحت زائد 20 بالمائة، ألمانيا التي كانت زائد 15، أصبحت زائد 5 بالمائة".
ولفت الانتباه إلى أن السوق الوحيد من بين الأسواق الأساسية الذي عرف زيادة هو الولايات المتحدة الأمريكية، لأننا قمنا بتعزيز النقل الجوي، نفس الشيء بالنسبة للصين، التي لاتزال أرقامها إلى حدود الآن ضعيفة مقارنة بالأسواق الكبرى.
وأضاف بوحوت أنه إذا لم نحافظ على وتيرة النمو، خصوصا الأسواق التي تحتل المرتبة 4 5 إلى آخره فستبقى لدينا هذه الأسواق ضعيفة. وكملاحظة، فالأسواق الأساسية، فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، هي التي تسجل أرقاما تتجاوز تقريبا مليونا، والأسواق الأخرى التي تتبعها، أساسا نتحدث عن إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة، فقد سجلنا أقل من 360 ألفا في 2024، بمعنى أنه إذا كانت هذه الأسواق بها نسبة نمو ضعيفة فلن نستطيع الوصول في الأسواق الثلاثة المباشرة مع الأسواق التقليدية حتى ل500 ألف في نهاية 2025".
واسترسل المتحدث قائلا: وجب معالجة هذه الأسواق، خصوصا السوق الألمانية، فإلى حدود الآن لم نجد المفتاح، أو يمكن القول إنه يصعب التعامل معه لأن له علاقة وطيدة مع البنية التحتية باعتبارهم يفضلون السياحة الشاطئية التي وجب تطويرها".
في سياق متصل، كشف بوحوت، أنه وبالرغم من هذه الزيادات في 2024 وحتى في بداية 2025، هناك أسواق رغم قوتها في السياحة المصدرة دوليا، فإن الرصيد الذي يأخذه المغرب لا يزال ضعيفا فيها، على سبيل المثال السوق الألمانية إلى حدود نهاية 2024 سجلنا فقط 361 سائح ألماني، والسوق الأمريكية 351 ألف سائح وهي السوق التي يخرج فيها أكثر من 125 مليون سائح في السنة.
وتابع قائلا إنه بالنسبة للصين هناك تطور كبير، كما أن الرقم سيتطور أكثر ولكنه بعيد عن الإمكانيات الموجودة لدى هذا البلد. مشيرا إلى أن التوقيع على الاتفاقيات وجب أن يستمر كما أن النقل الجوي يجب أن يزيد. 2024 عرفت زيادة 40 خطا، ولكن هناك أسواق قوية، والأرقام التي نسجلها إلى حدود الآن تبقى ضعيفة مع إمكانيات هذه الأسواق.
وأورد أنه لدينا ثلاث أسواق أساسية، من قبيل فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، التي نستطيع أن نقول إننا نستقبل منها أكثر من مليون، يعني المملكة المتحدة حوالي مليون وجميع الأسواق الأخرى أقل من 500 ألف.
وأفاد بوحوت أن أول سوق يأتي بعد المملكة المتحدة هو إيطاليا بـ 452 ألفا، وألمانيا 361 ألفا، إذا لاتزال لدينا إمكانيات كبيرة ولكن هذا يتطلب مجهودا كبيرا، لأن هذه ليست الأسواق التي يمكننا أن نصل إليها بالتكلفة المنخفضة التي يأتي بها السائح من أوروبا.
وأضاف أن هذه الأسواق تتطلب شركات كبرى وطائرات من الحجم الكبير، كما يجب أن نتوفر على شركة قوية للطيران، تقوم بتطوير اقتناءاتها أكثر. بعد ذلك سنصل إلى توزيع النشاط على مختلف الجهات وهي مسؤولية مشتركة، ولكن بنصيب أكبر للفاعلين المحليين لأن الفاعل المحلي وجب أن يلعب دوره كذلك، فليست وزارة السياحة هي التي ستقوم بكل شيء، هناك خارطة الطريق فعلا ولكن إذا لم يكن العمل الميداني والتنفيذ في الوقت المناسب، فلا يمكن لهذه الجهات أن تتطور أكثر.
واختتم حديثه قائلا: هذا ما سيكرس غياب العدالة المجالية، آخر شيء هو الاختلال بين عدد الوافدين وليالي المبيت ومداخيل العملة الصعبة وهذه هي المؤشرات التي يجب أن نطورها أكثر.