قال مسؤولون طبيون في غزة إن 12 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب المئات في مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال واحدة من أكبر المظاهرات الفلسطينية على الحدود بين إسرائيل وغزة في السنوات الأخيرة.
وقال مسؤولون محليون إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يضغطون من أجل حق عودة اللاجئين احتشدوا في خمسة مواقع على طول الحدود المسيجة البالغ طولها 65 كيلومترا حيث نصبت الخيام للاحتجاج من المقرر أن يستمر ستة أسابيع. وقدر الجيش الإسرائيلي أن عدد المشاركين 30 ألفا.
واصطحبت الأسر أطفالها إلى المخيمات على بعد مئات الأمتار من الحاجز الأمني الإسرائيلي مع القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
لكن مع مرور الوقت تجاهل مئات الشبان الفلسطينيين دعوات من المنظمين والجيش الإسرائيلي للابتعاد عن الحدود حيث فرض الجيش الإسرائيلي مراقبة من وراء حواجز ترابية.
وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية استخدمت الذخيرة الحية بشكل أساسي ضد المحتجين بالإضافة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وذكر شهود أن الجيش أرسل طائرة دون طيار فوق أحد المواقع على الأقل لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال مسعفون فلسطينيون إن أحد القتلى يبلغ من العمر 16 عاما وإن ما لا يقل عن 400 شخص أصيبوا بسبب الذخيرة الحية بينما أصيب آخرون بسبب الرصاص المطاطي أو تلقوا العلاج من استنشاق الغاز.
ويقام الاحتجاج بمناسبة "يوم الأرض" الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى مقتل ستة من عرب إسرائيل داخل الخط الأخضر على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة الحكومة لأراض في شمال إسرائيل.
* حق العودة
لكن محور الاهتمام هو مطلب السماح للاجئين الفلسطينيين بحق العودة للبلدات والقرى التي هربت أسرهم أو طردت منها عندما قامت دولة إسرائيل عام 1948.
وفي بيان اتهم الجيش الإسرائيلي حماس "باستغلال النساء والأطفال وإرسالهم إلى السياج الحدودي معرضة حياتهم للخطر".
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قال في مقابلة إنه جرى نشر أكثر من 100 قناص على امتداد الحدود مع غزة تحسبا لوقوع اضطرابات".
وحثت حماس المحتجين في وقت سابق على الالتزام "بالطبيعة السلمية" للاحتجاج.
وترفض إسرائيل حق العودة خشية تدفق العرب بأعداد تفوق أعداد اليهود. وتقول إسرائيل إنه يجب إعادة توطين اللاجئين في دولة مستقبلية يسعى الفلسطينيون لقيامها على أراض تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتصاعد التوتر على الحدود لتزامن الاحتجاج مع بدء أسبوع عيد الفصح عند اليهود وإحياء المسيحيين لمراسم الجمعة العظيمة وهي فترة تكون فيها قوات الأمن الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى. ويصل الاحتجاج إلى ذروته في 15 مايو في ذكرى "النكبة" وهو يوم قيام دولة إسرائيل.
ويتضمن منظمو الاحتجاج حماس ومندوبين من فصائل فلسطينية أخرى.
واندلعت احتجاجات صغيرة في الضفة الغربية المحتلة وأصيب نحو 65 فلسطينيا.
وفي غزة أطلق على مخيم الاعتصام "مسيرة العودة". وحملت بعض الخيام أسماء القرى التي ينحدر منها اللاجئون.
وسار منسي نصار (80 عاما) صوب الحدود متكئا على عكازه متجاهلا نداءات ليظل على مسافة 700 متر من الحاجز.
وقال "أنا من مواليد بيت دراس داخل فلسطين ومش راح أقبل بأقل من إني ارجع لها" في إشارة إلى مسقط رأسه إلى الجنوب من مدينة أشدود الإسرائيلية حاليا. ولم يعد للقرية وجود.