اتخذ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، ترقيم الأضاحي كخطوة جديدة، من شأنها أن تجنب المغاربة سيناريو تعفن لحم الأضحية، الذي حدث السنة الماضية، في وقت تستعد فيه الأسر المغربية للاحتفال بعيد الأضحى، أواخر غشت الجاري. وقد اختلف تقييم العملية بين من اعتبرها خطوة إيجابية تطمئن المستهلكين وبين من اعتبرها غير ناجعة، لأنه تم الاكتفاء بمراقبة العلف والماشية، دون إجراء تحاليل مخبرية.
تجنب التعفن
أطلق المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية حملة لتسجيل وحدات تربية الأغنام والماعز مطلع فبراير 2018، من خلال تعبئة 300 طبيب بيطري و60 تقني لمراقبة الأغنام، ورصد كل الممارسات التي من شأنها الإضرار بالقطيع، فضلا عن مراقبة البقايا والأعلاف الحيوانية، كما عبأ 350 شخصا مكلفا بوضع الحلقات لرؤوس الماشية.
ويأتي هذا الإجراء بالموازاة مع تحسيس المواطنين بأهمية اقتناء الأضاحي التي تحمل علامة الترقيم، وذلك عن طريق حملات تبثها وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
من جهتها، شددت كل من وزارة الداخلية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على أهمية المراقبة ضد مواد غير مرخص لها لتعليف الماشية، بما في ذلك الأدوية، وفضلات الدواجن.
وفي السياق ذاته، ناشد المجلس الوطني لهيأة الصيادلة بالمغرب، جميع الصيادلة لتوخي الحيطة، والتبليغ عن أي طلبات غير عادية للأدوية المحفزة على البناء العضلي أو موانع الحمل.
الترقيم بعيون الكسّاب
شملت عملية الترقيم التي تتم بعد تسجيل أرباب وحدات تربية وتسمين الأغنام والماعز، لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، 115 ألف وحدة منذ انطلاق عملية الترقيم مطلع يونيو المنصرم
وحسب ما أكد "عدنان" الذي يشغل مديرا تسويقيا لمقاولة صغرى، تعمل على بيع المنتجات الفلاحية، ورؤس الأغنام، فقد قام بالتسجيل لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية.
وقال "عدنان" إن لجنة من المكتب انتقلت إلى ضيعتهم المتواجدة بضواحي تامسنا، غير بعيد عن العاصمة الرباط، وعاينت القطيع المكون من 100 رأس من الغنم، قبل أن تقوم بترقيمها.
من جهته، صرح "حمزة"، الذي يعمل كسابا بمنطقة ولاد سعيد بإقليم سطات منذ سنوات، بأن عملية الترقيم والمراقبة لن تكون ناجعة، نظرا لأن لجنة الـONSA اكتفت بمراقبة العلف والماشية، دون إجراء تحاليل مخبرية، ما سيفتح الباب أمام التلاعبات.
ويضيف حمزة، في اتصال هاتفي مع "تيلكيل عربي"، أن علامة الترقيم الآن باتت همّ الكساب والمستهلك على حد سواء، بغض النظر عن مدى سلامة المواشي.
حملة "خليه يتصوف" والترقيم يطمئن
تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسما (هاشتاغ) بعنوان "خليه يتصوف"، في دعوة صريحة لمقاطعة خروف العيد، تعبيرا عن سخطهم من تغير لون أضاحي العيد وتعفنها، وكذا احتجاجا على غلاء أثمانها، الذي اعتبروه غير مبرر.
وبدأت حملة الدعوة إلى مقاطعة الأضاحي نهاية أبريل الماضي، غير أن التدابير الاحترازية لتفادي تكرار الأمر، التي كشف عنها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، امتصت الغضب بحسب ما صرح به عدد من المواطنين لـ"تيلكيل عربي"، مؤكدين أن ترقيم الأضاحي يبدو مطمئنا، ويرد للمواطن الثقة بالقطيع، بعد أن فقدها خلال العام الماضي.
حجم قطيع مهم وتباين في الأثمنة
يتراوح ثمن الأضاحي في ضيعة "حمزة" بمنطقة أولاد سعيد بين 3000 درهم و4000 درهم، فيما تتراوح الأثمنة في ضيعة "عدنان" الواقعة بتامسنا بين 2000 و2800درهم.
وسعى ONSA إلى بلوغ 6 ملايين رأس غنم خاضعة للمراقبة والترقيم متم يوليوز الماضي، كما يعتزم تجهيز 25 سوقا متنقلا مؤقتا، فضلا عن أنه وضع رقما هاتفيا (080.100.36.37) رهن إشارة المواطنين، لتقديم كل الشروحات والمعلومات حول الموضوع.