7 أنواع من حليب الأطفال الفرنسي المشتبه في تلوثه ببكتيريا "السالمونيلا"، التي تسبب جفاف الجسم والإسهال الحاد، وصلت إلى المغرب في وقت سابق، ووزعت على نقط البيع، هي المعلومة الجديدة، التي كشفتها وثيقة صادرة عن المستورد، أمس (الثلاثاء).
المعطى الجديد يناقض مضمون وثيقة أخرى، صادرة عن نفس الجهة، بتاريخ 6 دجنبر الجاري، تنفي فيها بشكل مطلق أن تكون الكميات الموزعة بالمغرب معنية بقضية التلوث المثارة بفرنسا.
الوثيقة الجديدة بعثت بها شركة "أليمونتيك"، التي يوجد مقرها في المنطقة الصناعية بسلا وتصل قيمة رأسمالها الاجتماعي إلى مليون و100 ألف درهم، إلى عدد من شركائها، من قبيل الصيادلة والموزعين، أمس (الثلاثاء 12 دجنبر)، وموسومة بعبارة "عاجل" مرفقة بجدول يحمل الأرقام الاستدلالية للمنتوجات الموزعة.
وقال المستورد في تلك الرسالة: "تبعا للإنذار الصادر عن لاكتاليس فرنسا (الشركة المصنعة)، المتعلق باسترجاع بعض أنواع حليب الأطفال الموزعة بالمغرب، وذات الأرقام التالية (...) نخبركم أن الشركة تعمل، احتياطيا، على استرجاع كافة الكميات الموجودة عندكم".
ويتعلق الأمر، بسبعة أنواع، هي، حسب الجدول الموجود في وثيقة الشركة، "بيكوت للسن الأول 400 غرام"، الحامل لرقم سلسلة الإنتاج "17 س 0012836، والحامل لتاريخ نهاية الصلاحية 22 ماي 2019".
الرسالة ذكرت أيضا منتوج "بيكوت للسن الأول 400 غرام، الحامل للرقم 17س 0013506، بتاريخ نهاية الصلاحية 26 شتنبر 2019"، ومنتوج "بيكوت ديجيست 400 غرام، ذو الرقم 17س 0013139، ذو تاريخ نهاية الصلاحية 25 يوليوز 2019".
الوثيقة ذاتها، تضمنت كذلك منتوج "بيكوت 2 من حجم 400 غرام، الحاملة علبه لرقم الإنتاج 17 س0012947، ذو تاريخ نهاية الصلاحية 12 يونيو 2019"، ومنتوج "بيكوت 2 فئة 400 غرام، ذو رقم سلسلة الإنتاج 17 س 0013266، ذو تاريخ نهاية الصلاحية 16 غشت 2019".
منتوج "بيكوت ليزا 400 غرام، ذو الرقم 17 س 0013214، تاريخ نهاية الصلاحية 2 يونيو 2019"، من الأنواع التي وزعت بدورها في المغرب، علاوة على منتوج "بري بيكوت 400 غرام، ذو الرقم 17 س 0012753، وذو تاريخ نهاية الصلاحية 10 نونبر 2018".
مراسلة "آليمونتيك" أو "بيكوت المغرب"، لم تتوقف عند إخبار موزعيها وباعة منتوجاتها بالأنواع السبعة المذكورة، بل قالت لهم أيضا بالواضح: "نلتمس منكم أن تقوموا بشكل مستعجل بإرسال كافة علب منتوجات بيكوت الموجودة لديكم، عبر الناقل التابع لنا".
ويفهم من تلك الوثيقة، أن بعض أنواع حليب الأطفال المشتبه في تلوثها ببكتيريا "السالمونيلا"، التي تسبب أساسا جفاف الجسم والإسهال الحاد للأطفال، سبق أن وزعت بالمغرب، على خلاف وثيقتين أخريين، واحدة صادرة عن الشركة المستوردة، في 6 دجنبر الجاري، وثانية صادرة عن 'لاكتاليس"، المجموعة الفرنسية المصنعة للحليب، وتنفيان بشكل مطلق أن تكونم المنتوجات الموجودة بالمغرب، معنية.
وفي هذا الصدد تقول المراسلة التي وجهت بـ"الفاكس" إلى موزعين بالجملة وبالتقسيط، إنه "بسرور كبير نخبركم أن منتوجات حليب الأطفال Picot، الموزعة بالمغرب، ليست معنية بالإنذار الصحي الصادر بفرنسا"، وبالتالي، فـ"كل الأنواع الموجودة بالمغرب يمكن أن ينصح بها، وتستعمل بكل أمان".
تلك المعطيات، تثير أسئلة، بينها متى وزعت الأنواع في المغرب؟ إذ لحظة انفجار القضية بفرنسا في 4 دجنبر الجاري، اتصل "تيلكيل" بعدد من الصيادلة، وعرض عليهم لائحة المنتوجات التي طلبت وزارة الصحة والتضامن الفرنسي من مواطنيها عدم استهلاكها وقررت سحبها من السوق، فخلصوا بعد معاينة ما يوجد لديهم في الصيدليات، أن أرقام سلسلة المنتوجات المعلنة بفرنسا، كلها من سلسلة تبدأ بـ"17س"، بينما الموجودة لديهم في المغرب، هي من سلسلة تبدأ بـ"16س"، ما استنج منه حينها، أن الكميات المشتبه في تلوثها، لم تصل بعد المغرب، قبل أن تأتي وثيقة، أمس (الثلاثاء)، لتؤكد وجودها.
وإذا كان معلوما، أن فرنسا نفسها ذكرت رسميا اسم المغرب في هذه القضية، بتاريخ 10 دجنبر الجاري، بأن أعلنت حكومتها، وفق قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، أنها قامت بسحب كميات كبيرة من 600 نوع حليب الأطفال المصنع من قبل مجموعة "لاكتاليس"، بلغ مجموع كميتها 7000 طن، وكانت موجهة للتصدير إلى المغرب، و10 بلدان أخرى، ناسبة إلى متحدث رسمي باسم مجموعة "لاكتاليس" قوله "لست مخولا للحديث عن الكميات التي سبق استهلاكها"، تجعل المعطيات والوثائق، المستورد بالمغرب، مطالبا بمزيد من التوضيحات.
السعي وراء تلك التوضيحات هو الذي قام به "تيلكيل - عربي"، في الساعة الواحدة والنصف من زوال اليوم (الثلاثاء)، من خلال التواصل مع "آليمونتيك"، بوصفها المستورد الحصري لحليب الأطفال المشتبه في تلوثه، من فرنسا إلى المغرب، لكن الموقع لم يجد "المسؤول" الذي يمكن أن يتحدث للصحافة في المقر، إذ طلبت مصلحة استقبال الهاتف معاودة الاتصال لاحقا.
إقرأ أيضا: وزارة الصحة تقرر سحب 12 نوعا من حليب الأطفال "الملوث"
وفي الوقت الذي كشف فيه بلاغ وزارة الصحة، أمس (الثلاثاء)، أنه "لم تسجل بالمغرب أية حالة مرضية موثقة لأي طفل، ناتجة عن استعمال هذا النوع من الحليب"، مؤكدة أن سحب المنتوجات وتعليق بيعها هو "لا سبيل الاحتياط إلى حين التأكد من سلامتها"، أوضح صيادلة لـ"تيلكيل – عربي"، أن عشرات الأسر توجهت طيلة أمس إلى الصيدليات وسلمت المنتوجات الموجودة لديها، بعضها تم استرجاع ثمنه، والبعض الآخر استبدل بأنواع أخرى، كما شرعت الشركة الموزعة للمنتواج بالمغرب، فعليا، في سحب منتوجاتها واسترجاعها من نقط البيع.
يشار إلى أن وزارة الصحة، دعت أمس (الثلاثاء) "الآباء والأمهات الذين لا يزال لديهم منتوجات بيكوت PICOT، إلى عدم استخدامها، سواء كانت جديدة أو استعملت بالفعل"، على سبيل "الاحتياط، وحفاظا على سلامة وصحة الأطفال الرضع"، مشيرة إلى أنه "يجب على الآباء والأمهات الذين يستخدمون علبا من هذا المنتوج تغيير نوع الحليب على الفور بعد استشارة الطبيب"، وإذا ظهرت "أطفالهم أعراض المرض المنقول بالغذاء (كالإسهال الذي قد يكون مصحوبا بالحمى)، عليهم الاتصال بالطبيب في أقرب وقت ممكن أو التوجه إلى أقرب الصيدليات".
وارتباطا بقضية حليب الأطفال الفرنسي المشتبه في تلوثه بـ"السالمونيلا"، وهي بكتيريا أعراض الإصابة بها "جفاف الجسم والإسهال الحاد وارتفاع درجة حرارة الجسد بشكل كبير"، كشفت بالمغرب، قضية أخرى، تتعلق بوجود بعض منتوجات حليب الأطفال للسن الأول، في بعض المساحات التجارية التي لا تخضع لرقابة الصيادلة، رغم حساسيتها.
وفي هذا الشأن، قال يوسف فلاح، الخبير في السياسة الدوائية وجودة المنتوجات الصيدلانية، في تصريح، أمس (الثلاثاء) لـ"تيلكيل - عربي"، إن ما كشفته قضية الحليب الفرنسي، يستلزم أن تكون "كل أنواع الحليب سواء للعمر الأول (ما قبل 6 أشهر ) أو بعده، وكل أنواع الدقيق المعد للخلط للرضع، حصرا في رفوف الصيدليات حفاظا على صحة أطفالنا وضمانا لجودتها من التعفن بمنتوجات غدائية أخرى و تسهيلا لعملية سحبها من السوق في حالة أي تلوث كما وقع الآن في فرنسا".