تنتهي عطل نهاية السنة القمرية في الصين والتي تمّ تمديدها بسبب مرض كرونا المستجد، بينما تحاول البلاد العودة إلى حياة تعرضت للشلل بسبب انتشار الوباء. بدأ العمال يتقاطرون على المكاتب والمصانع في شتى أنحاء الصين اليوم الاثنين (10 فبراير2020)، بعد أن خففت الحكومة بعض القيود المفروضة على العمل والتنقل في أعقاب تفشي وباء كورونا الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 900 شخص معظمهم في بر الصين الرئيسي.
وتوفي يوم أمس الأحد 97 شخصا مسجلا بذلك أكبر عدد من حالات الوفاة خلال يوم واحد منذ اكتشاف تفشي كورونا أول مرة في دجنبر في سوق لبيع الحيوانات في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي.
وسبب الوباء تعطيلا كبيرا للحياة في الصين حيث تحولت المدن الصينية التي تعج عادة بالحركة إلى مدن أشباح خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن أمر زعماء الحزب الشيوعي الحاكم بإغلاق فعلي للمدن وإلغاء الرحلات الجوية وإغلاق المصانع والمدارس.
وكانت السلطات قد طلبت من الشركات تمديد عطلات السنة القمرية الجديدة عشرة أيام بعد أن كان من المقرر أن تنتهي مع نهاية يناير.
وحتى اليوم الاثنين سيظل عدد كبير من مواقع العمل مغلقا وسيواصل موظفون كثيرون العمل من منازلهم.
وخارج الصين، انتشر الفيروس في 30 دولة ومنطقة. منها حالتا وفاة، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين. بينما أكدت وزارة الصحة الألمانية ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة إلى 14 حالة إلى غاية اللحظة، مع ظهور حالات في هامبورغ بعد الأولى في ميونيخ.
من جانبها، أعلنت بريطانيا التي سجلت أربع حالات إصابة بالفيروس أن هذا الفيروس يمثل "تهديدا خطيرا ووشيكا للصحة العامة". وهذا التصنيف يعطي للحكومة سلطات إضافية لمكافحته.
وعلى الرّغم من أنّ وتيرة انتشار الوباء خارج الصين تبدو بطيئة نسبيا، إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت الأحد من تسارع وتيرة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ من خارجها، وذلك بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد.
وأرسلت المنظمة بعثة تابعة لها على رأس "بعثة خبراء دولية" إلى الصين للمساعدة في تنسيق مكافحة انتشار المرض.
وكانت منظمة الصحة العالمية تحدثت عن "بعض الاستقرار" في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في الصين، لكنها أكدت أنه من المبكر جدا القول أن كورونا بلغ الذروة. ويرى خبراء أن حالة الذروة لا يمكن استكشافها إلا بعد أن تعود الحياة العادية إلى المدن الصينية.