ما الذي يجعل مباراة لكرة القدم تتحول إلى فتيل حرب يشتعل بالمدرجات ويأتي على كل شيء حتى خارجه؟ ليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها التساؤل حول حرب الانتماءات، فالظاهرة تعود إلى الواجهة مع كل 90 دقيقة، تخرج عن نطاقها الرياضي، وتتحول فرجة المستطيل الأخضر إلى شغب وتخريب، وتهديد للسلامة الجسدية للأشخاص.
حتى قبل صافرة نهاية "كلاسيكو" الجيش الملكي والرجاء الرياضي (الأربعاء 13 فبراير بمركب الأمير مولاي عبد الله)، كانت بوادر التوتر بادية على مدرجات الغريمين، فالملاسنات، والتوعد، وترديد الشعارات المستفزة من كل جهة، صاحبت دقائق المباراة منذ بدايتها.
"كلاسيكو" الرعب والدم
مع نهاية المباراة الكروية، تحول احتقان المدرجات إلى محيط المركب الرياضي، لتبدأ مواجهات عنيفة بين عدد من أنصار الرجاء والجيش الملكي، وثقت كاميرات المشجعين تفاصيلها، وظهر عدد كبير من المصابين في صفوف الطرفين.
فئة أخرى من الجماهير، التي لم تغادر الملعب بعد مباراة "الكلاسيكو" مباشرة، فقد اضطرت إلى الانتظار لساعات، خلف الأبواب الرئيسية لمركب الأمير مولاي عبد الله، بسبب أحداث التخريب أيضا التي طالت الممتلكات الخاصة، وسيارات الأمن، وسيارات الإسعاف، ومرافق المركب الرياضي، بانتزاع السياجات الحديدية، وجزء من الأبواب، وحتى تكسير أبواب مراحيضه، واستعمالها سلاحاً في حرب لم يسلم منها حتى رجال الإعلام الحاضرين لتغطية اللقاء الكروي.
ساعة من الرعب، عاشها أيضا مستعملو الطريق السيار الرابط بين مدينة الرباط والدارالبيضاء، والسبب الرشق بالحجارة الذي تعرضت له السيارات التي تقل الأنصار، والذي لم يسلم منه أيضا من لم يكن لها علاقة بمباراة الرجاء والجيش الملكي.
حافلة فريق الرجاء الرياضي التي أقلت اللاعبين، والطاقم المرافق لهم، انتظرت تقريبا لساعتين قبل مغادرة المركب الرياضي، بسبب الاحتقان الكبير الذي هز محيطه، وغيرت مسارها من الطريق السيار إلى الشاطئ، بتوجيه من الأمن.
13 موقوفا بعد شغب "الكلاسيكو"
قدمت مصالح ولاية أمن الرباط حصيلتها بعد أقل من 24 ساعة، على أحداث الشغب التي أعقبت "كلاسيكو" الرجاء والجيش؛ إذ تم توقيف وإيداع 13 شخصا تحت تدبير الحراسة النظرية، للاشتباه في تورطهم في عمليات الرشق بالحجارة، وإلحاق خسائر مادية وتخريب ممتلكات عمومية، وحيازة أسلحة بيضاء وشهب نارية، والعنف في حق موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم.
وحسب الأرقام التي قدمتها المصالح الأمنية، فإن حرب "الحجارة" وأعمال الشغب خلفت إصابات جسدية في صفوف القوات العمومية، بعد تعرض مجموعة منهم لجروح وإصابات بدنية، من بينهم ثلاثة موظفين إصاباتهم متفاوتة الخطورة، مع تسجيل إصابة عنصرين للوقاية المدنية، وإصابة 22 مشجعا بجروح.
الخسائر المادية التي أحصتها ولاية الأمن بالرباط أكدت تعرض 19 مركبة للأمن الوطني، وشاحنة تابعة للوقاية المدنية وسيارة الإسعاف لأضرار، إضافة إلى 6 سيارات تعود ملكيتها للخواص.
مواقع تواصل اجتماعي للتحريض
يرى يوسف الشعبي، واحد من مؤسسي "إلترا عسكري"، المساندة لفريق الجيش الملكي وعضو سابق بها، أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً سلبيا في الرفع من حدة التوتر والحساسية بين المناصرين، عن طريق فتح مجال للأصوات المتطرفة، لتطوير خطابها، ونشر رسائل الحقد والكراهية.
ولعل أبرز الأمثلة التي استحضرها المتحدث ذاته، عن مساهمة "السوشل ميديا" في نشر الكراهية والشحن بين الجماهير هي حرص البعض على متابعة البعض تحركات جماهير الخصم وموعد وصولها إلى المدن المستضيفة لمباريات فريقها، من أجل الترصد بهم، سواء تنقلوا أفرادا عبر وسائلهم الخاصة، أو جماعات.
"في التسعينات مثلاً، كانت العداءات أو التوترات حاضرة بين الجماهير، لكن هذه المشاحنات كانت تقتصر على الملعب ولا تتعدى الـ90 دقيقة، فمثلا من المعروف الحساسية بين أنصار البيضاء والرباط، مكناس ومدينة فاس، طنجة وتطوان، في حدود الندية وداخل الرقعة المستضيفة للمباراة، حاليا تطور الأمر، وأصبحنا شاهدين على خسارات جسيمة، أرواح أبرياء تُهدر في الطريق من وإلى المركبات الرياضية، في الأحياء، وقبل أسبوع أو أسبوعين من موعد اللقاءات الكروية..."، يتابع الشعبي.
والأكيد، حسب مشجع فريق الجيش الملكي، أن تأطير المدرجات أصبح ضرورة ملحة، مع إشراك مكونات أخرى من الجماهير ، كالجمعيات ذات الإطار القانوني، والمستقلين.. وليس فقط "الإلتراس".
وشرح المتحدث ذاته أن "الإلتراس" دورها الأساسي ليس مرتبطا بالتأطير الجماهيري، بل هي فئة يجب أن تمثل الأقلية (لا تتعدى 10 في المائة) من مجموع الأنصار داخل الملاعب، وأعضائها يؤطرون وينظمون نفسهم بشكل ذاتي، وغياب مكونات جماهيرية أخرى عن المشهد الكروي حسبه، جعل من "الإلتراس" تتحمل أشياء أكثر مما تحتمل.
أبرز نقطة أشار إليها المشجع العسكري في حديثه هي الحاجة الماسة إلى انخراط مكونات أخرى تمثل الجماهير في العمل التأطيري، وهم أشخاص بتجربة كبيرة، بالإضافة إلى الدور التربوي الذي يجب أن تلعبه الدولة، عبر مؤسسات التعليم، وأيضا جمعيات المجتمع المدني.
وتابع: "المشجع المشاغب الذي يتنقل إلى الملعب يوم الأحد، من الضروري إلقاء نظرة على البيئة التي احتك بها طيلة الأسبوع، فأحيانا يصل الشاب أو المراهق مشحونا، وما نراه من مظاهر مسيئة، بالنسبة لي، تحصيل حاصل، لفشل منظومة ككل، وأيضا تفكك القيم بالمجتمع المغربي. من قبل، كان الحي يربّي، الجار مثلا يكون أبا للجميع، لكن حاليا نحن أمام جيل له قابلية تلقي الخطاب المتطرف كيفما كان نوعه، لذا وجب التفكير في حل شمولي يراعي الجانب النفسي، والاجتماعي، وأيضا التربوي للمشجع، إن أردنا فعلا احتواء وتأطير هذه الموجة".
وكان يوسف الشعبي قد تعرض إلى إصابة خطيرة بالعمود الفقري في يناير 2015، وتحديدا في رحلة عودته من مدينة الحسيمة صوب الرباط، بعد متابعة مباراة لفريقه بملعب ميمون العرصي، تطلب بعدها إجراءه لعملية جراحية مستعجلة.
تداخل السياسي والرياضي وتطور "العداء"
محمد جمالي، المعروف بـ"سيمو الطبيب"، مؤسس وعضو سابق بـ"إلترا اغرين إيغلز"، المساندة لفريق الرجاء الرياضي، أكد، لـ"تيلكيل عربي"، أن عوامل متداخلة، تشكل ظاهرة ارتفاع الحساسيات وتطورها إلى العنف بين الجماهير المغربية.
جمالي أوضح بأن دخول عقلية "الإلتراس" إلى المغرب في سنة 2005 ساهم بدوره في ارتفاع ظاهرة العنف المبني على الانتماءات الكروية، ليشرح: "المبادئ الأساسية، التي يروج لها فكر الإلتراس، تنبني على الحب الزائد والمبالغ فيه للفريق والمدينة، وترويج فكر الدفاع عن هذا الثنائي بشراسة. وغالبا ما ينتهي الأمر بتطاحنات بين الجماهير تتجاوز الملعب".
العامل الثاني، حسب المتحدث ذاته، الذي أخرج المشجع من مجال الارتباط بالفريق ونصرته إلى شخص يُمارِس أو يُمَارس عليه العنف اللفظي والجسدي بسبب انتمائه الكروي، هو التطور التكنولوجي وما رافقه من مشادات كلامية افتراضية تُشعل فتيل الصراعات، والفتن بين المشجعين، بالإضافة إلى استفادة الدخلاء من إمكانية نشر أفكار "مسمومة" بشكل سريع وسهل، ويصل إلى أكبر عدد من الأشخاص المحبين لكرة القدم.
ونبه محمد جمالي إلى عامل ثالث، ومهم حسب تعبيره، يهم تداخل المصالح السياسية مع الرياضية، معتبرا أن تهافت السياسيين، على سبيل المثال، على رئاسة الأندية أو الانتماء لمكاتبها لعب دورا "خطيرا" في الرفع من حدة التوتر بين الجماهير، وأصبح التراشق فيما بينها بناء على وجود أشخاص من هذا الحزب أو ذاك بالنادي.
كما أن الجشع والتهافت على الرياضة، باعتبارها مورد اغتناء ورزق بالنسبة لأطراف معينة، يمكن أن يدفع أحيانا إلى تكوين تحالفات حتى في داخل الفريق الواحد، وقد يصبح العنف والشحن على التفرقة بين الأنصار وسيلة للدفاع عن مصالحهم، يضيف جمالي.
الحد من الظاهرة، حسب المشجع الرجاوي، يتطلب الرفع من وعي المجتمع، مشيرا إلى أن النقاش تم فتحه بين المناصرين خلال السنوات الأخيرة، لكن تكرر المآسي، تحت غطاء الانتماء والتعصب الكروي الشديد، مازال حاضرا، كما عاتب أيضا المؤسسات التعليمية التي كان يُعول عليها للردع والتأطير، ليصبح العنف داخلها من بين الظواهر التي يجب أن تعالج.
المراهقون والشباب فئة سهلة الانصياع
عادل غزالي، أستاذ علم النفس بجامعة الحسن الثاني المحمدية، قدم، لـ"تيلكيل عربي"، المقاربة السيكولوجية لظاهرة العنف المتنامية في الملاعب وخارجها.
ونبه غزالي إلى ضرورة التمييز بين جماعتين أساسيتين خلال مقاربة الظاهرة، بداية بما يسمى بالمشجعين الذين يظهرون حبا لكرة القدم وأيضا للفريق بشكل مجاني، وبدون مقابل، كما أنهم دائمو التنقل بين الملاعب (جماهير المغرب التطواني على سبيل المثال، يمكن رؤيتها بأعداد مهمة في أكادير، رغم بعد المسافة).
من جهة أخرى، بين غزالي تواجد جماعة أخرى يمكن تصنيفها ضمن خانة "الهوليغانز"، وهدفهم الأساسي يكون ممارسة العنف تجاه الخصم، سواء تعلق الأمر بمشجعين أو لاعبين، وتخريب مرافق الملاعب، ويصل بهم الأمر إلى المس بممتلكات الغير خارج الفضاءات الكروية، وصولا إلى الاعتداءات على المارة، تهشيم واجهات المحلات...
في المغرب، وحسب الباحث، أصبحت هذه الظاهرة ملاحظة بشكل قوي، ومؤرقة في نفس الوقت بالنسبة للسلطات وللمجتمع، بفعل التطور النوعي لممارسة العنف وتسجيل بعض الملاحظات بخصوص الظاهرة.
واستشهد المتحدث ذاته بمثال عن ارتفاع حدة الندية عبين الجماهير، كما حصل بين فريق الوداد والرجاء بالفترة الأخيرة، بسبب المواجهات المحلية وكذا العربية التي جمعت الطرفين.
الظواهر التي أصبحت تؤثث فضاء كرة القدم قال عنها المتحدث ذاته إنها مادة خام من أجل فهم أيضا التحولات السياسية والاجتماعية، والسيكولوجية، باعتبارها تمثل مجتمعاً مصغرا لما يجري، مع ربطها بما يعيشه المغربي في حياته اليومية، من بؤس وضغوطات وظروف عمل، وصولا إلى السياق الذي يجد فيه منفذا للتعبير بدون رقابة، فالملعب، حسب غزالي، هو تجمع عفوي ومنظم (إلتراس، جمعيات، روابط الأنصار..)، وكل طرف فيه يظن أنه محمي وسط الجماعة، ويمكن لأي شخص قيادة كل هؤلاء لعدد من الأمور من بينها الفعل التخريبي الانتقامي.. كما أنه أرض خصبة لنشر الإشاعات التي تؤجج الصراع.
وتابع: "الملعب يصبح هنا أرضا للمعركة، ننتقل فيه من الرياضي الكروي إلى ساحة حرب بمواجهات بعيدة عن مبادئ اللعبة الأكثر شعبية، والتي يتابعها المغاربة بشكل كبير".
وقارن غزالي بين التعبيرات المقبولة داخل الملعب وغيرها من التعبيرات المستفزة والعدوانية، مسترسلا: "مثلاً في مباراة سابقة لنهضة بركان ومولودية وجدة، جماهير الأخير حملت صورة راقي بركان الشهير، والنتائج كانت وخيمة، لأن الأمر كان استفزازا للناس في حالة توتر، وقد يجر لأمور عديدة وسلوكات غير محسوبة".
أما بخصوص الشريحة الأكبر التي تكون المشجعين بالملاعب، فهي من الشباب والمراهقين، يقول الأستاذ في علم النفس، مضيفا أن سلوك المخاطرة بالنسبة لها هو شكل من أشكال التعبير، ورفض للأوامر الأبوية، وتعليمات السلطات الأمنية مثلاً.. دون وضع أي حدود داخل المتنفس الكروي، يصل أحيانا إلى المشاركة في الصراعات والتخريب، وإن تم عرض ما قاموا به بعدها، لن يكونوا راضين عنه، لكن علاقتهم بالجماعة وسلوكها، يضعهم أمام خيار الانصياع.
ويضيف غزالي شارحا: "كرة القدم أصبحت تخرج عن إطارها، وهذه النقاشات التي تحاك طيلة الأسبوع بمثابة إعداد نفسي، وبالتالي العداء والاعتداءات والشغب يتجاوز الملعب، إلى الشارع، ومن يؤدي الثمن هو المواطن البسيط؛ إذ يكفي أن يحمل شخص قميص فريق غريم، ليكون معرضا للاعتداء، بسبب انتمائه لفريق خصم، كما أن السلوكات العدوانية أصبحت مبعثا للفخر وأيضا السخرية بالنسبة لهذه الفئة".
كما نبه الباحث المغربي إلى المعلومات المشوهة والدور الذي أصبح يلعبه الإعلام غير التقليدي (مواقع التواصل الاجتماعي)، في إيصال رسائل التوعد، وترويج أشياء تشحن الجو الرياضي.
ليس كل من يتردد على الملاعب مشجعا
ويقول عبد الرحيم بورقية، السوسيولوجي صاحب كتاب "إلتراس في المدينة"، إنه من الصعب الجزم قطعا في مساهمة الفصائل التشجيعية في الرفع من حدة التعصب والاحتقان بسبب الانتماءات، والمتواجد أصلا بين الجماهير، التي يساند كل منها فريقا مختلفا.
وتابع: عالم الإلتراس خلق نوعا من الألفة الاجتماعية بين الأنصار وداخل بعض المجموعات التشجيعية بالتأكيد، لكن التشدد والتعصب عند البعض الآخر يمكن أن يصل إلى ما يمكن اعتباره عنفا ووسيلة وأداة لتحقيق أهداف معينة، وعلى سبيل المثال استغلال التجمعات الرياضية من أجل السرقة والتهديد والابتزاز".
أما بخصوص سؤال "تيلكيل عربي" عن أسباب خروج الانتماءات الكروية من إطار التشجيع، المساندة، و"الشدّان" أحيانا، إلى العنف، الذي يظهر عبر حرب المدرجات ويصل إلى اعتداءات خارجها، رد المتحدث ذاته قائلاً : "نحتاج إلى خلاصة أولية، قبل أن نقول إننا أمام نوعين من العنف وكلاهما يجد مصدره ومسبباته بعيدا عن الملعب والشغف بكرة القدم؛ فالأول يثيره جانحون، هدفهم إثارة الفوضى، والسرقة، فليس كل من يقصد الملعب حاملا شعار فريق غرضه التشجيع، والنوع الثاني نجد أن من بين أسبابه تورط مشجعين ومنتمين لمجموعات الإلتراس بأحداث لا تتعدى المواجهات بمحيط الملعب وقد تتطور في حال غياب التواجد الأمني".
المتحدث ذاته حرص على التنبيه إلى ضرورة عدم إغفال الجانب الذي يهم التلاعب بالمشجعين، سواء المنتمين منهم لفصيل أم غيرهم، لتحقيق مآرب شخصية بدرجة أولى، فالملعب، حسبه، هو نموذج مصغر للمجتمع، وليس كل شخص يتردد عليه يمكن اعتباره مشجعا.
وعن الإلتراس وأيضا روابط المحبين يقول: "هذا العالم يحمل في طياته أشكال التواصل الاجتماعي والتفاعل مع المحيط، بالاستجابة لهوية ومنطق ثقافي جديدين يعكسه تفاعل المجموعة مع مجموعات أخرى، كما يكشف عن جانب البنية الاجتماعية والاقتصادية لعينة من الشباب والمراهقين والصغار في مجتمعنا، بمخاوف جدية تهم القضايا الاجتماعية ذات الصلة بالاضطرابات والفقر والإقصاء والاحتقار وسوء الفهم، والتنشئة الاجتماعية، والتكامل، وحلم الهروب إلى الخارج...".
الاحتفالات المستفزة ممنوعة على اللاعبين
كريم البركاوي، لاعب المنتخب الوطني المحلي وفريق حسنية أكادير، وجه نصيحة إلى زملائه، ونصحهم بالتركيز على المستطيل الأخضر، والابتعاد عن كل المؤثرات الخارجية، التي يمكنها جر اللاعب إلى ما هو بعيدة عن الرياضة وروحها.
وتابع لاعب الأسود المحلية، في حديث لـ"تيلكيل عربي": "أغلبية اللاعبين الذين يمكنهم الانسياق وراء الاستفزازات أو الدخول في أمور تهم الجماهير، هم أبناء الفريق والأمر يتكرر مثلاً في المباريات التي تحمل حساسية كبيرة".
واعتبر البركاوي أن الاحتفالات المستفزة خلال تسجيل الأهداف بالنسبة للاعبين، يجب تجنبها، تفادياً لشحن الجماهير، والرفع من حدة توتر المدرجات، مع الحرص على احترام الخصوم داخل وخارج الملعب.
وقال البركاوي إن الجماهير في المدرجات لها كامل الحق في التعبير، كما تريد، وبالطريقة التي تراها مناسبة لتمرير رسالتها، لرغبتها في رؤية فريقها في أحسن وجه، عكس اللاعب المطالب بتأدية مهمته على أكمل وجه، والتركيز على تقديم أفضل صورة عنه وعن الفريق الذي يمثل، ما سيجر عليه احترام كل الأطياف.
وعن سؤال إن كانت العناصر الوطنية المنتمية للبطولة تحتاج إلى مواكبة من نوع خاص من طرف معد ذهني، لتفادي الاستفزازات والصمود أمامها حتى في الأوقات العصيبة، رد قائلا: "ليس من الضروري ذلك، أرى أن عقلية اللاعب هي التي تتحكم في سلوكاته، فضلا مدى تركيزه على العمل الذي يقدم بكل تفان، والأخلاق التي يجب استحضارها في مواقف مماثلة".