بعدما حلت محل محل اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير عقدت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية "نارسا" اليوم الأربعاء 26 فبراير أول اجتماع لمجلس إدارتها برئاسة عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك.
وصادق المجلس الإداري للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية على المخطط الثلاثي للوكالة وبرنامج عملها وميزانيتها برسم سنة 2020، والنظام الأساسي للموظفين والهيكل التنظيمي للوكالة ونظام الصفقات.
واعتبر عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك أن احداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بموجب قانون والانتقال من لجنة وطنية إلى وكالة وطنية للسلامة الطرقية يعكس تحول كبير على مستوى السلامة الطرقية، معتبرا أن الإمكانات المادية والبشرية الموضوعة رهن إشارة الوكالة ستمكنها من لعب دور أكبر في تثبيت وتنزيل الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2017_2026.
من جهة أخرى، اعتبر عمارة أن المعطيات المسجلة بخصوص حوادث السير في المغرب تظل مشجعة، مشيرا في هذا الصدد إلى انخفاض عدد القتلى سنة 2019 بنسبة 2.9 في المائة أي ما يعادل انقاذ 101 شخص من الموت، كما انخفض عدد المصابين بجروح بليغة بنسبة 3.53 في المائة.
واعتبر عمارة أن محاربة حوادث السير يتطلب العمل وفق رؤية شمولية بمشاركة جميع القطاعات المتدخلة، مشيرا إلى أن إحدى أهم الأمور المكتسبة من احداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية هي تمثيل جميع الفاعلين والمتدخلين في مجال السلامة الطرقية.
ولفت عمارة إلى أن السلوك البشري يعد السبب الرئيسي لحوادث السير في المغرب بنسبة 95 في المائة، مشددا على أن الدراسات العلمية تؤكد ذلك.
وأشار عمارة إلى أن الحكومة تبدل مجهودا في انشاء الطرق والبنية التحتية عموما، مبرزا أنها تخصص حوالي 30 مليار درهم لهذا الغرض.
من جهته، قال ناصر بولعجول، مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية إن الميزانية المعتمدة للوكالة تتضمن برنامج استثماري بمبلغ 750 مليون درهم ورثته عن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، كما رصدت لهذه السنة ميزانية استثمارية قدرها 570 مليون، كما تم تخصيص 127 مليون درهم للموظفين.
وأشار بولعجول إلى أن الوكالة ستعمل على تنزيل الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية مع مختلف الشركاء من قطاعات حكومية، ومجتمع مدني وإعلام، مشيرا في هذا الصدد إلى انجاز برنامج بعنوان "لنتعلم مع مريم" ستقدمه الطفلة مريم أمجون، بطلة تحدي القراءة العربي لسنة 2018،وسيبث على القناتين الأولى والثانية.
محاور متعدد
وسطرت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية محاور للعمل ستشتغل عليها خلال هذه السنة
وتتضمن هذه المحاور تنصيب لجان الرقابة والحكامة واعتماد المواثيق الخاصة بها، ومواصلة تنزيل مختلف هياكل الوكالة من خلال تنصيب 12 تمثيلية جهوية للسهر على تحسين خدمات القرب لفائدة المرتفقين.
كما ستشتغل الوكالة على محور يتعلق من مهنية القطاعات الخدماتية للوكالة، حيث ستعمل على رقمنة الخدمات وإعداد دلائل خاصة بالمساطر لتسهيل تدبير هذا المرفق، وإحداث مراكز الاتصال من أجل تقديم المساعدة اللازمة للمواطنين، كما ستعمل على وضع نظام معلوماتي لتتبع وتحليل المعطيات الخاصة بحوادث السير وانجاز مشروع طبع الوثائق الالكترونية لرخصة السياقة والبطاقة الرمادية.
من جهة أخرى، تعهدت الوكالة بالعمل خلال سنة 2020 اقتناء بعض المعدات الآلية لمراقبة مخالفات السير، وتعزيز دعم البحث العلمي في مجال السلامة الطرقية، واعداد مخطط للتكوين في مجال السلامة الطرقية لفائدة المستخدمين.
للأطفال نصيب
من جهة أخرى، تسعى الوكالة إلى إشراك الأطفال في برامجها من خلال انتاج معدات بيداغوجية تربوية، وخلق أندية السلامة الطرقية بالمؤسسات التعليمية، واستغلال فضاءات التربية الطرقية بالمخيمات الصيفية ودور الشباب.
في السياق ذاته، دشن وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عبد القادر عمارة، رفقة مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية مركزا تفاعليا للتربية الطرقية بتمارة، سيكون جاهزا خلال سنة.
ويقع المركز على مساحة تقدر ب5 آلاف متر مربع، حيث سيحتضن تقديم دروس نظرية وتطبيقية للأطفال في مجال السلامة الطرقية.
ويؤكد ناصر بولعجول، مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن الوكالة قررت افتتاح عدد من المراكز التفاعلية في vعدد من المدن بما يمكن الأطفال من تملك ثقافة السلامة الطرقية، مشيرا إلى أن هذه العملية سيشرف عليها أطر متخصصون. وستمكن هذه الفضاءات الأطفال من اكتشاف الفضاء الطرقي ومكوناته، والاستعمال السليم للفضاء الطرقي، والسلوكات المحفوفة بالمخاطر.