بعد أن بلغ من العمر 90 سنة، استجابت البحرية الملكية المغربية، لنداء أمريكي بتسليم "كينيث آف لينكولن"، الذي عمل جنديا في مصلحة الحرائق بقاعدة بحرية أمريكية في المغرب خلال الحرب العالمية الثانية، وساما تشريفيا توج به في حينه، نظير تدخله لإطفاء حريق كبير اندلع بالرباط.
الجائزة التي جرى تسليمها في حفل كبير، انتدبت البحرية الملكية مسؤولا فيها يدعى شاكر العيساوي، الذي تخرج من المدرسة الحربية للبحرية الأمريكية "نافال وير كوليدج"، في نيوبور، بولاية برود آيلاند، لحضوره رفقة مسؤولي المدرسة، إذ استحق "كينيث آف لينكولن"، الوسام قبل 70 سنة، نظير جهوده في إطفاء حريق بالرباط، لكنه رغم عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود، لم يتسلمه.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، اليوم (الجمعة)، إن المحارب القديم "كينيث آف لينكولن"، وبعد أن بلغ من العمر 90 سنة، تذكر أنه لم يتسلم وسامه الذي أعلن عن تشريفه به قبل 70 سنة، فاتصل بربيكا جينينغ، مندوبة الخدمات لقدماء المحاربين في بلدة نورث أتلبورو، حيث يعيش، والتابعة لولاية ماساتشوستس.، ملتمسا مساعدته في الحصول على ميداليته، حتى يتمكن من أن يورثها لأبنائه، قبل وفاته، فتمت الاستجابة للطلب، وإقامة حفل لتسليمها.
وقال لينكولن، الثلاثاء الماضي، بأنه "فخور جدا"، بالجائزة لأنه استحقها، لكنه في الوقت ذاته مضطرب قليلا، لأنه لم يكن ينتظر ذلك، قائلا "في عمري 90 سنة، ويجب أن أكون على كرسيي المتأرجح"، في حين اعتبر كريغ كول، رئيس القيادة في المدرسة العسكرية "نافال وير كوليدج"، الذي رافق المغربي شاكر العيساوي لتقديم الجائزة، إنه "من المهم أن نظهر للعالم أن قدماء المحاربين معترف بهم على مر السنين".
وفيما أضاف المسؤول في المدرسة الحربية التابعة للبحرية الأمريكية، "لقد تعلمنا الكثير من كل الذين كانوا في الخدمة خلال الماضي عبر كل الحروب والنزاعات التي خضناها"، أخرج المحارب القديم "كينيث لينكولن"، من أرشيفه صورا خاصة بحريق الرباط قبل 70 سنة، وحكى لوسائل الإعلام عن تدخله فيه، والسياق الذي قاده إلى العمل بالمغرب، إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا الصدد، كشف "كينيث"، أنه أرسل إلى المغرب بعد انضمامه إلى القوات البحرية الأمريكية في 1945، وألحق بمصلحة الحرائق في محطة بحرية بالمغرب، ويتذكر أنه تدخل في عدة حرائق كانت تندلع بسبب ارتفاع درجة الحرارة في الصيف، ومنها إطفاء حريق الرباط، الذي اندلع الحريق في عدد من الأكواخ في صيف 1946، وتبعا لمساهمته في إطفائه، تقرر تتويجه بالميدالية التكريمية، لكنه لم يتسلمها إلا بعد مرور 70 سنة.
وحكى المحارب الأمريكي القديم، عن التفاصيل قائلا "لقد كان علينا الخروج، وكانت الحرارة مرتفعة جدا"، مضيفا "لقد اسودت السماء، واستمرت رقعة الحريق في التوسع لكننا ظللنا هناك"، ويبدو أنه نجح رفقة باقي المتدخلين في احتوائه، إذ قال إنه "لم يسمع بوقوع أي وفاة في الحريق، رغم أن عددا كبيرا من المنازل التهمتها النيران"، وهو ما تظهره صوره وهو يتدخل لإطفاء الحريق، يحتقظ بها مع صور قديمة خاصة به بلباسه العسكري، بينها التي التقطها بنفسه بكاميرا "سيلفي" عمرها 72 سنة.
ولـ"كينيث لنكولن"، خمسة إخوة، ثلاثة منهم اجتازوا الخدمة خلال الحرب العالمية الثانية، وصرح بأنه التحق بالجيش من أجل تشريف وتعويض أخيه "لورنس"، الذي كان جندي مظليا وقتل ببلجيكا، وبعد انتهاء حدمته بالمغرب، عاد إلى "ماساتشوستس"، فتزوج وأنجب أربعة أطفال، واشتغل ناظرا في مقاولات للبلاستيك قبل أن يطلق مقاولته الخاصة بتغليف المعادن والبلاستيك، وهو لاعب "بولينغ"، واحتفل حديثا بعيد ميلاده الـ90 بحلبة للبوليتغ قرب منزله في نورث أتلبورو.