وجه إمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، في خطاب له عصر اليوم بـ"واغادوغو"، تحية خاصة للملك محمد السادس بشأن جهوده في مكافحة التطرف وعلاوة على إدانته لجرائم الاستعمار الأوربي بإفريقيا، أعلن رفع السرية عن كل الوثائق الموجودة لدى فرنسا بشأن اغتيال توماس سانكارا، الرئيس الشيوعي الأشهر لـ"بوركينافاصو"، الموصوف عالميا بـ"تشي غيفارا" الإفريقي.
وبشأن الملك محمد السادس، وجهود مكافحة التطرف، قال الرئيس الفرنسي: "أريد هنا أن الثناء على ملك المغرب، على عثوره دوما على الكلمات اللازمة، ودوره البارز الذي يسحب له"، مبرزا أن الأولوية هي الذهاب إلى أبعد مدى في مكافحة التطرف، فأضاف "لا بد من وقف التطرف الديني، وعدم ترك أي فضاء له، بمحاربته في المدارس والجامعات"
وكلن الرئيس الفرنسي يتحدث طيلة ساعة في خطاب بجامعة "واغادوغو"، تحدث فيه عن عدة مواضيع، ومنها أنه سيقترح "مبادرة أوربية إفريقية من أجل ضرب التنظيمات الإجرامية وشبكات التهريب"، التي تستغل المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، وحولت بعضهم إلى "عبيد"، واعدا بدعم كبير لإجلاء الأشخاص المعرضين للخطر في ليبيا"، سيما أن بيعهم كالعبيد، هو "جريمة ضد الإنسانية"
ولم يتردد الرئيس الفرنسي، في الاعتراف بجرائم الاستعمار الأوربي بالبلدان الإفريقية، فقال "كانت هناك أخطاء وجرائم كما كانت هناك أشياء كبيرة وقصص سعيدة"، ولكن "جرائم الاستعمار الأوربي ثابتة"، مضيفا أنها "ماض يجب أن يمر".
وفيما خاطب الرئيس الفرنسي بشأن الفرنكفونية، طلبة جامعة "واغادوغو"، طالبا عدم الاستسلام لموضة اللغة الإنجليزية، وملتمسا منهم المساعدة على جعل الفرنسية اللغة الأولى في العالم في العقود المقبلة، تطرق أيضا إلى اغتيال "توماس سانكارا"، القائد الإفريقي البوركينابي، الموصوف بتشي غيفارا الإفريقي، في 1987.
وفي هذا الصدد أبرز الرئيس الفرنسي بأنه بعد محادثاته مع روش مارك كريستيان كابوري، رئيس بوركينافاصو، قرر رفع السرية عن الوثائق الموجودة لدة فرنسا بشأن القضية، قائلا "الأرشيف صار متاحا ومفتوحا أمام القضاء البوركينابي، باستثناء الوثائق الموسومة بسر الدفاع الوطني"، ثم أضاف: "آخذت على عاتقي التزاما: الوثائق سترفع عنها السرية لفائدة القضاء البوركينابي، الذي سيكون الولوج إلى كل الوثائق حول قضية سانكارا".