حضور شبه باهث للدورة الثانية عشرة التي تنظمها الطريقة البودشيشية مقارنة مع الدورات السابقة. السبب كما يرجح الحاضرون يرجع إلى غياب "سيدي حمزة".
حضورالضيوف وكما عاينته "تيلكيل عربي" لم يكن قويا، وحضرته جنسيات مختلفة من دول القارة الإفريقية ومن الأردن وسوريا ومصر، إضافة لجنسيات أجنبية من إسبانيا وفرنسا ومن القارة الأمريكية والآسيوية. هذه الدورة تنظم لأول مرة في غياب الشيخ الراحل حمزة البودشيشي، الذي وافته المنية في يناير من هذه السنة، وكان تأثيرغيابه واضحا.
وقال مدير الملتقى منير القادري البودشيشي، حفيد الراحل "الشيخ حمزة"، في كلمة افتتاحية إن "القرية التضامنية" (مقر الزاوية) التي تنظم بها هذه الدورة، "تم بها تسخير كل الطاقات والجمعيات، من أجل إنجاحها على أحسن وجه، ومن أجل خدمة كل ضيوفها الكرام كعادتها".
لكن وبحسب ما أفاد به بعض "المريدين" من جنسيات أجنبية لـ"تيلكيل عربي"، فإن "هذه الدورة لم تشهد حضورا وازنا كما شهدته من قبل، ناهيك عن التنظيم والحفاوة التي ألفناه في حياة الشيخ الراحل "sidi Hamza". لكن حبنا لله وللطريقة يكفينا وهو فوق كل شيء"، يقول هذا الأجنبي الذي اعتاد الحضور كل سنة.
ضيوف الافتتاح المحاضرين أثنوا على دور التصوف في تهذيب الواقع، ولم يفتهم التنديد بالتفجيرات التي وقعت بمصر في الفترة الأخيرة، والتي راح ضحيتها 305 أشخاص. شيخ الزاوية من جهته جمال البودشيشي، ووريث الراحل الشيخ حمزة، وكما عاينته "تيلكيل عربي" عن قرب، عند نزوله من السيارة، قبل افتتاح الملتقى، ذكر بما وقع بمصر واعتبر الأمر فضيعا ومهولا.
منير القادري أضاف في كلمته أن الصوفي اليومي أصبح "ابن وقته وعصره"، مشيرا إلى أن الطريقة تنهج السياسة الديبلوماسية في جانبها الروحي، والذي يندرج فيه الاهتمام بإفريقيا كاستراتيجية جديدة للمملكة.
الحاضرون من جنسيات مختلفة من ربوع العالم وفي "القرية الروحية"، الواقعة بمداغ بنواحي مدينة بركان، في شرق المغرب، يستعدون وعلى امتداد 3 أيام، لاستقبال ليلة المولد النبوي يوم الخميس المقبل، حيث يحج إليها ما يقارب 80 ألف مريد، حسب المنظمين.
وتنظم الزاوية البوتشيشية، الطريقة الصوفية الأشهر في العالم، دورة الملتقى العالمي للتصوف لهذه السنة، تحت شعار "التصوف والديبلوماسية الروحية: الأبعاد الثقافية والتنموية والحضارية"، في الفترة ما بين ابتداء من 28 نونبر الجاري إلى غاية الفاتح من دجنبر.
يذكر أن الدورة ستناقش "الدبلوماسية الروحية وترسيخ ثقافة السلام"، "والدبلوماسية الروحية ودورها في الوقاية من آفتي الغلو والتطرف"، و"الدبلوماسية الروحية وتنمية الرأسمال اللامادي للشعوب"، و"الدبلوماسية الروحية المغربية في العمق الإفريقي"، و"الدبلوماسية الروحية والقضايا الوطنية".