أطلقت مجموعة "شابات من أجل الديمقراطية" حملة واسعة في مختلف جهات المغرب، استهدفت الفتيات والنساء العاملات في القطاع الزراعي، واللاتي قدمن شهادات بخصوص ظروف عملهن في الحقول الزراعية، خاصة في فترة الحجر الصحي.
"تيلكيل عربي" اطلع على تسجيلات توصل به من المجموعة، تتضمن شهادات العاملات الزراعيات حول ظروف اشتغالهن، إذ اشتكين من "حرمانهن من التعويضات عن ساعات العمل، وتعرضهن للعنف، خاصة منه الأسري، واستمرار التحرش بهن، وعدم استفادة عدد منهن من تعويضات صندوق 'كوفيد-19' رغم أنهن معيلات لأسرهن".
وأوضحت المنسقة الوطنية لمجموعة "شابات من أجل الديمقراطية بشرى الشتواني، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن "حملة جمع شهادات العاملات الزراعيات، هي صرخة إلكترونية لهن في زمن جائحة فيروس "كورونا" المستجد.
وقالت الشتواني إن المجموعة اختارت للحملة شعار "يودا" بالأمازيغية؛ أي "باركا" و"كفى" من أجل "التنديد بمختلف أنواع العنف والتمييز الممارس على هذه الفئة المنسية".
تعتبر هذه المرحلة الأولى من الحملة، حسب المتحدثة ذاتها، وهي تتكون من شقين، "الشق الأول تحسيسي بوضعية هذه الفئة، والشق الثاني تعريفي بمطالبها، من أجل تعبئة الرأي العام حولها".
كما أنهذه الحملة، تضيف الشتواني، استهدفت جمع أكبر عدد من الشهادات عبر التراسل الفوري مع العاملات الزراعيات، لتحديد المناطق المستهدفة، في انتظار تنظيم قافلة تحسيسية نحوها، بعد انتهاء فترة الحجر الصحي.
وعن مضمون الشهادات التي توصلن بها، وأبرز ما وقفت عليه "شابات من أجل الديمقراطية"، قالت المنسقة الوطنية للمجوعة إن "العاملات الزراعيات مازلن يتعرضن لمختلف أنواع التحرش، وكذلك الاستغلال الجنسي، وبعضهن يؤكدن أنهن، في الكثير من الحالات، يخضعن لابتزاز الجنس مقابل العمل والمال".
ونقلت الشتواني شهادة "شابة اضطرت للعمل بعد وفاة والدها، قالت إنها تعرضت للاغتصاب وسط البيوت البلاستيكية في الضيعة حيث تشتغل، ومرات كثيرة تعرضت لتحرش جنسي في وسيلة النقل (بيكوب)".
وبخصوص تتبع الحالات التي أفصحت عن شهاداتها، وظروف العمل في الضيعات الفلاحية خلال فترة الحجر الصحي، صرحت المنسقة الوطنية لـمجموعة "شابات من أجل الديمقراطية": "مازلنا في تواصل وتتبع كامل لوضعيتهن المهنية والاجتماعية، كما حاولنا تقديم بعض المساعدات العينية لمجووعة من العاملات اللواتي نشتغل معهن بشكل مباشر، وأغلبهن يشتغلن في ظروف قاسية دون ضمان اجتماعي ودون أمان و كذلك لساعات طويلة خلال اليوم".
"ما أثار انتباهنا، تقول المتحدثة ذاتها، هو أن هذه الفئة، بحكم عملها، كانت تقضي جل الوقت في العمل، وبالتالي من فقدانه خلال فترة الحجر الصحي. أفراد أسرهن لم يتقبلوا مكوثهن بالمنزل، ما جعل وتيرة العنف تتزايد، كما صرحت إحدى العاملات. وجل المنازل حيث تمكث العاملات الزراعيات مع أسرهن لا تتعدى غرفة أو غرفتين ومطبخ".
وشدد الشتواني على أنه "خلال الحجر الصحي، وجدت شريحة كبيرة من هذه الفئات نفسها دون مدخول، بل هناك من لم يتم تعويضهن حتى على بعض الأيام التي اشتغلن فيها قبل الحجر الصحي. إضافة إلى أن أغلبهن لا يتوفرن على بطاقة 'راميد'، كي يستطعن الحصول على التعويض الذي خصص من صندوق 'كوفيد-19'، وهناك من ليس لها حتى بطاقة التعريف الوطنية وهذه إشكالات أخرى".
"أظن أن رفع الحيف والتهميش يبدأ بتوعية العاملات وإيصال الوعي الحقوقي والمهني لهن في الفضاءات التي يعشن وسطها، ثم دعمهن اجتماعيا ونفسيا كي يكتسبن شجاعة الحكي والتعبير عن مطالبهن، ثم تبني مطالبهن من طرف كل من يحمل هم بناء مجتمع عادل ومتساو، بالإضافة إلى تشريع ترسانة قانونية، تضمن لهن حقوقهن المهنية والاجتماعية وتحترم كل الالتزامات الحقوقية التي تعهد بها بالمغرب دوليا"، تقول المنسقة الوطنية لمجموعة "شابات من أجل الديمقراطية".