المرضى المغاربة في الحجر.. لا تطبيب وخوف من كوفيد

عبد الرحيم سموكني

أثرت فترة الحجر الصحي, التي طبقها المغرب لأزيد من ثلاثة اشهر على "المرضى العاديين", سواء كانوا المصابين بأمراض مزمنة أو عابرة, إذ لم يتمكن عدد كبير منهم من الوصول إلى الخدمات الصحية في زمن جائحة كوفيد 19.
ووفق ما كشفته دراسة للمندوبية السامية للتخطيط في المرحلة الثانية من البحث حول تأثير فيروس كورونا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر.

وكشفت الدراسة أن من بين 11,1 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تطلبت فحصا طبيا أثناء الحجر, 45,2 في المائة لم يستطيعوا الولوج إلى الخدمات الصحية, وأن النسبة الأكبر سدلت لدى الرجال 46,6 في المائة مقابل 44,4 في المائة لدى النساء.

أما فيما يخص التوزيع الجغرافي للمرضى ، فوصلت النسبة إلى 53,2 لدى السكان القرويين مقابل سكان المدن 41,4 في المائة.

أما بالنسبة للأمراض العابرة, والتي مست 10,1 في المائة من الأشخاص خلال فترة الحجر الصحي, وكانوا في حاجة إلى استشارة طبية, فإن 36,9 في المائة منهم لم يستطيعوا الاستفادة من هذه الخدمات الطبية, 46 في المائة في الوسط القروي مقابل 33 في المائة في الوسط الحضري.

وهذه النسبة هي أعلى في صفوف الرجال 41 في المائة مقارنة بالمساء 35 في المائة, وبين الأشخاص البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 55 سنة, 39 في المائة, مقارنة بالأطفال دون سن الخامسة, إذ بلغت النسبة 34 في المائة.

أما فيما يتعلق بصحة النساء أثناء الحجر الصحي, واللاتي شكلن نسبة 7 في المائة من النساء اللواتي احتجن إلى متابعة الحمل أو استشارات ما قبل أو بعد الولادة, فإن 26,2 في المائة منهن لم يستفدن من هذه الخدمات, 22 في المائة منهن في الوسط الحضري مقابل 33 في المائة في الوسط القروي.

 وحسب الدراسة فإن 2,4 من الأشخاص الذين احتاجوا إلى متابعة طبية تتعلق بالصحة الإنجابية, 21 في المائة لم يتمكنوا من الوصول إليها, 98 في المائة منهم نساء, و 27 في المائة في الوسط القروي مقابل 17 في المائة في الوسط الحضري.

وساهم الخوف من عدوى كوفيد 19 ونقص الإمكانيات المادية في الحد من الوصول إلى الخدمات الصحية أثناء الحجر, وأرجع 34 في المائة من الحالات عدم توجههم إلى التطبيب إلى نقص المال, ووصلت هذه النسبة إلى 35 في المائة بالنسبة للأمراض العابرة و 26,2 بالنسبة لخدمات صحة الأم .

وفيما يتعلق بخدمات الصحة الإنجابية, يعود سبب عدم الوصول إلى هذه الخدمات بالنسبة ل36 في المائة من الحالات إلى الخوف من الإصابة بالفيروس, وهو الخوف ذاته الذي وقف سببا في التخلي عن التلقيح لدى الأطفال دون سن الخامسة بالنسبة لنصف الحالات 50,1 في المائة.