من العمل عن بعد إلى وضع الكمامات اعتبارا من سن ست سنوات والحد من التنقلات، تحدد الحكومة الفرنسية طرق تطبيق الحجر الجديد الذي يدخل حيز التنفيذ الجمعة لمدة شهر على الأقل للحد من موجة ثانية من وباء كوفيد-19 "قد تكون أكثر فتك ا من الأولى".
واعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس أمام الجمعية الوطنية "كنا نتوقع موجة ثانية من الاصابات بكوفيد-19" مع نسبة دخول مرضى الى المستشفيات في نوفمبر "أعلى من شهر أبريل:.
وبين الاجراءات الزام الاطفال وضع الكمامات اعتبارا من سن السادسة والعمل من المنزل "طيلة الاسبوع".
ولن يكون العزل شبيها للذي طبق في الربيع في فرنسا لمدة شهرين عندما تسببت موجة اولى من الاصابات بوفاة 30 الف شخص.
والتغيير الاساسي بقاء الحضانات والمدارس والمؤسسات التربوية مفتوحة مع تطبيق بروتوكول صحي مشدد ما يتيح للعديد من الاهالي مواصلة العمل.
وستغلق المتاجر "غير الضرورية" تماما كما دور السينما والمسارح.
وقال كاستيكس "علينا الاستمرار في العمل قدر الامكان بالطبع ضمن شروط صحية وقائية مع وقف تفشي الفيروس لان البطالة والفقر قد يقتلان ايضا".
ويجب ان تبقى الحدائق العامة والاسواق مفتوحة وعدم الغاء المسابقات الرياضية.
وباختصار سيتمكن الفرنسيون حتى الاول من ديسمبر من الخروج من منازلهم للعمل في حال لم يتمكنوا القيام بذلك عن بعد وزيارة طبيب والتبضع او مساعدة قريب يواجه وضعا صعبا.
والخميس قام الفرنسيون بآخر التحضيرات قبل بدء تطبيق العزل عند منتصف الليل.
وكما في الربيع كانت المتاجر تبيع بكميات كبيرة ورق المراحيض والمعكرونة بشكل خاص.
ووقف اربعون شخصا في طابور امام متجر لبيع الادوات المنزلية وسط باريس قبل دقائق من فتح ابوابه.
ويعمل بيير (40 عاما) في مجال المعلوماتية وجاء ليشتري "كمبيوتر ليعمل من المنزل ولوازم اخرى ليكون اكثر ارتياحا".
كما بيعت ادوات رياضية بكميات كبيرة في المتاجر المتخصصة. وامتلأت صالونات الشعر بالزبائن قبل أن تضطر للاغلاق الجمعة.
وشهدت فرنسا موجة ثانية قاسية جدا من الاصابات بكوفيد-19 مع اكثر من ثلاثة آلاف مريض في قسم العناية الفائقة (+127 خلال 24 ساعة)اي اكثر من نصف عدد الاسرة ال5800 المتوفرة لمرضى كورونا في كافة انحاء البلاد.
ووفقا لوزير الصحة اوليفييه فيران يقدر ب"مليون" عدد الفرنسيين المصابين حاليا بفيروس كورونا.
وسجلت فرنسا حتى الآن 35785 وفاة بكوفيد-19 اي 244 وفاة اضافية عن اليوم السابق وفقا لآخر حصيلة رسمية نشرت مساء الاربعاء وافادت بتسجيل 36437 حالة جديدة في 24 ساعة.
وفي الاوساط السياسية انتقدت المعارضة "فشل" ايمانويل ماكرون في معالجة الازمة لكنها دعت الى احترام اجراءات العزل.
وقالت مارين لوبن زعيمة التجمع الوطني (يمين متطرف) "سنحترم بالطبع التعليمات". واضافت "لكن سوء ادارة الازمة وقلة ترقب الموجة الثانية من الاصابات هما سبب قرارات سيكون تجاوزها صعبا جدا بالنسبة الى الكثير من مواطنينا وشركاتنا".
والموقف نفسه في صفوف اليسار المتطرف حيث دان جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا المتمردة" على تويتر "فشل" سياسة رفع تدابير العزل خلال الصيف. وقال "الوباء خارج عن السيطرة تماما كالرئيس. لم نستخلص العبر. تبقى كافة بؤر انتقال العدوى مفتوحة. ولكن ماذا بقي من حياتنا؟ سنحترم القيود الصحية لكن دون التغاضي عن هذه الادارة غير المتماسكة".
وجاءت عناوين الصحف الفرنسية قاتمة مع اعلان اعادة فرض الاغلاق بعد اقل من ستة اشهر من انتهاء العزل الاول.
وكتبت صحيفة "ليبيراسيون" على صفحتها الاولى عن "اليوم الذي لا نهاية له" وتبدو البلاد غارقة فيه.
من جهتها ذكرت صحيفة "لي درنيار نوفيل دالزاس" انه "علينا ملازمة منازلنا مجددا. وقطع كل اتصال مع العالم والاحباء والاسرة وهذا امر يدمي القلب ويسبب ايضا آلاما كبيرة لملايين الفرنسيين الذين يواجهون اصلا اوضاعا صعب . "