تجيب رئيسة فرع المغرب للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا نادية بزاد على ثلاثة أسئلة تخص تأثير (كوفيد-19) على العمل التحسيسي حول داء فقدان المناعة المكتسب (سيدا)، ودور المدرسة في الوقاية منه، والإنجازات التي تحققت في مجال محاربة هذا الداء.
وشددت السيدة بزاز في حوار بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا (1 دجنبر)، على ضرورة توعية الساكنة، لاسيما الشباب، بمخاطر انتقال العدوى والتصدي لمختلف الأحكام الجاهزة والكليشيهات حول الداء.
1- أي تأثير ل(كوفيد-19) على عمل فرع المغرب للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، والحمالات التحسيسية بشأن الداء؟
لقد أربكت الجائحة ، بشكل كبير ، نظام عمل المنظمة التي أجبرت على تعليق حملات التحسيس والتوعية، والتشخيص المبكر والوقاية طيلة فترة الحجر الصحي.
بالإضافة إلى ذلك، ونظرا لضعف جهاز المناعة لديهم، تملك المرضى خوف شديد من احتمال الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث امتنعوا عن مغادرة منازلهم.
لحسن الحظ، عرفت المنظمة كيف تتكيف مع هذا الوضع الاستثنائي من خلال مواصلة تقديم خدماتها داخل مختلف مراكز علاج المرضى، ومن خلال تمكين المصابين من فترة علاج تستمر ثلاثة أشهر بدل شهر واحد، وذلك لتجنب أي تنقل إضافي لهم.
2- ماهي التحديات التي واجهت المنظمة في عملها الميداني لمحاربة السيدا؟
إن أكبر عائق أمام المنظمة يظل هو غياب تربية جنسية في المدارس وداخل الأسر. لا يوجد برنامج مدرسي حقيقي في المغرب يركز على التربية الجنسية. لذلك فالمدرسة لا تلعب دورها "المربي" بشكل كامل، مما لا يضمن التربية الجنسية للأجيال القادمة، التي تظل أساسية في حياة كل فرد.
كما أن استمرار وصم المصابين بالسيدا بأقبح النعوت، والطابوهات التي لا تزال قائمة حول هذا الداء، يشكلان عائقا حقيقيا للتصدي والتعامل مع فيروس نقص المناعة المكتسب.
في المغرب، يتعلق الأمر بمرض مخجل، ومصطلح "الحشومة" منتشر في كل مكان، والأحكام تزيد من معاناة المرضى، مما يدفعهم أحيانا للعيش في الخفاء لتجنب الاتهامات.
3- ما هو التطور الذي حصل في المغرب لمواجهة انتشار السيدا؟
يجب أن نعلم أن هذا الداء مرض من الممكن تجنب الإصابة به تماما، ويظل التحسيس أفضل طريقة لمكافحة انتشاره.
وعليه، فإن المجتمع المدني والمدارس والأسر مدعوون إلى الانخراط الكامل في هذا العمل النضالي، من أجل شرح وسائل الحماية المختلفة للشباب مع توفير تربية جنسية من دون طابوهات.
كما أن الأطباء المعالجين، وخاصة في الطب العام، مدعوون ، من جانبهم ، للتكفل بالمصابين. وبما أن السيدا مرض مزمن، يجب على كل طبيب أن يساهم في العلاج ورفع مستوى الوعي العام ، بقدر الإمكان ، حول هذا الموضوع.
في الواقع، حقق المغرب تقدما كبيرا في مجال تحسيس السكان في مجالات الصحة الجنسية والإنجابية، لا سيما مع اعتماد توصيات منظمة الصحة العالمية في عام 2019 بشأن الرعاية الصحية. ويضاف إلى ذلك إطلاق التطبيق الأول للشباب حول الصحة الجنسية والإنجابية، والذي يركز على عدة مواضيع تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، في إطار تعليمي وترفيهي.