حوار.. وزير الصحة يكشف كل شيء عن اللقاح وكواليس حملة التطعيم (1/2)

وزير الصحة خالد آيت الطالب - رشيد التنيوني
أحمد مدياني

متى سيصل اللقاح ضد فيروس "كورونا" إلى المغرب؟ وكم عدد الجرعات المرتقب التوصل بها؟  وكم نحتاج من الوقت لتطعيم المستهدفين من الحملة الوطنية للتلقيح؟ وهل سيشمل جميع المغاربة؟ ولماذا وقع الاختيار على اللقاح الصيني ثم بعده اللقاح البريطاني - السويدي؟ وما هي الوسائل والبنى التحتية التي جهزتها الدولة لإطلاق عملية التلقيح؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللقاح سيكون فعالا لتكوين مناعة جماعية في أوساط المغاربة؟

أسئلة وأخرى يجيب عنها وزير الصحة خالد أيت الطالب في الجزء الأول من حواره مع "تيلكيل عربي" و"تيلكيل".

*إلى أي حد، السيد الوزبر، كانت الشراكة بين المغرب والصين ناجعة في مجال البحث عن لقاح لكرونا؟

ما يجب معرفته الآن أن اللقاح هو مادة نادرة وأصبح مادة حيوية، ولتدبير هاته الجائحة على هذا المستوى يجب أن تشرف عليه الدولة.

شراء اللقاح هي مسألة حكومية طبعا، التدبير لم يكن عبر شركة أو وساطة بل عبر اتفاقية شراكة في لقاء بين حكومتي المغرب والصين، والشركة الصينية هي شركة حكومية لا تستطيع القيام بأي شيء دون الرجوع إلى الحكومة الصينية، وهذه الأخيرة تم التواصل معها عبر وزارة الخارجية انطلاقا من القنوات الدبلوماسية وصولا إلى المسائل التقنية. وبالنسبة للشق الخاص بوزارة الصحة التقى وفد خاص بالتقنيين الصينيين، لفهم السبل لاقتناء اللقاح.

الشراكة التي تربطنا بهم هي شراكة كبرى تؤطر ثلاثة محاور، منها اقتناء اللقاح ثم الشروع في تصنيع نفس اللقاح مستقبلا في مصنع سيشيد بشمال المغرب، وثالثا استفدنا من نقل الخبرة في التجارب السريرية، وكانت هذه أول مرة يقوم المغرب فيها بالتجارب السريرية من هذا النوع من اللقاحات، إذن اكتسبنا خبرة وربحنا كفاءات قادرة على مواجهة مثل هذه التطورات الصحية مستقبلا. وبعد اكتساب الخبر في تصنيع اللقاحات، لن نكتفي بلقاح "كوفيد-19" فقط، بل من الممكن أن يشمل لقاحات أخرى.

الشراكة التي تربطنا بهم هي شراكة كبرى تؤطر ثلاثة محاور، منها اقتناء اللقاح ثم الشروع في تصنيع نفس اللقاح مستقبلا في مصنع سيشيد بشمال المغرب، وثالثا استفدنا من نقل الخبرة

*شرعت دول عديدة في استخدام لقاحات بعينها. ما هي المحددات التي تسمح باستخدام لقاح دون غيره؟ 

كل التجارب السريرية في الوقت الحالي في العالم هي في الطور الثالث، و هذا الطور يمر بمرحلتين، المرحلة التقنية حيث هناك تحقيقات بخصوص الحقن والجرعات والأمصال، ثم المرحلة الثانية التي تتعلق بالمراقبة.

إذن كل الدول أو كل منتجي اللقاح اليوم، يتم التواصل معهم على ضوء النتائج الأولية للطور الثالث الذي يسمى بالطور الوسيط، وعلى أساس نتائج هذا الطور، نستطيع تحديد نسبة الدقة في هذا اللقاح.

بطبيعة الحال في هذه الحالة، كل الدول تستطيع القول إن لقاحا ما يعطي نسبة حماية في حدود 93 في المائة مثلا، لأن هناك افراز لمضادات الأجسام في الجسم. وبالنسبة للنتائج، هناك القليل من المرضى الذين جربوا اللقاح و أصيبوا بـ"كورونا" المستجد.

بالنسبة للشق الثاني، تتمتع البلدان تلقائياً بسيادة معينة فيما يتعلق بخياراتها، ولديها آلياتها للتحقق من كفاءة المنتج، مثل وكالات الأدوية، دون أن نغفل أن السلطات الدولية تؤيد نتائج التحليلات، وكل دولة تتخذ القرار تحت بند الاستخدام الطارئ. ليس هناك دولة اليوم تستطيع استعمال اللقاح دون الرجوع إلى  هذا البند، أي الاستخداد الطارئ، وآخر مثال هو بريطانيا.

* وماذا عن التأطبر القانوني لهذه العملية؟

عملنا مع شركتين لاقتناء لقاح الشركة الصينية "Sinopharm" وهي واحدة من بين سبع منتجين للقاح في العالم، كما تعاقدنا أيضا مع الشركة البريطانية السويدية "AstraZeneca"، وهناك اتفاقات وعقود موقعة بخصوص الجودة واليقظة الدوائية.

البيانات العلمية التي أعلنت عنها شركة "AstraZeneca" بخصوص نتائج التجارب السريرية التي قامت بها في البرازيل، نتوصل بها. وبطبيعة الحال سوف نجمع كل هاته المعطيات و نقوم بوضع قوانين منظمة لعملية اللقاح، لأن أي دواء أو لقاح لا يمكن استعماله في المغرب، إذا لم يكن مرخصا له من طرف مديرية الأدوية والصيدلة، وهذا الترخيص مرتبط بالتراخيص الدولية.

لأننا إذا قررنا بعد عملية التلقيح إصدار ما يمكن تسميته بـ "جواز مناعي"، فهناك على الأقل هيئة دولية تسمى منظمة الصحة العالمية تعترف بهذا اللقاح أو الآخر

في هذا الإطار هناك دائما سيادة وطنية، بالإضافة إلى المتابعة الدولية لمنظمة الصحة العالمية، مع ضرورة الإشارة إلى أنه لا يجب أن يكون هناك خلط بالنسبة للبعض الذين يعتقدون أن علينا انتظار الترخيص  من منظمة الصحة العالمية، هذه الأخيرة ليس لها هذا الامتياز هي فقط هنا لتقوم بالتأهيل.

ولماذا هذا التأهيل مهم؟

لأننا إذا قررنا بعد عملية التلقيح إصدار ما يمكن تسميته بـ "جواز مناعي"، فهناك على الأقل هيئة دولية تسمى منظمة الصحة العالمية تعترف بهذا اللقاح أو الآخر، وهذا الاعتراف يمنحه شرعية دولية، لأننا لا نريد لأي مواطن أن يتم منعه من دخول أي بلد بحجة أنه استعمل اللقاح الصيني أو اللقاح البريطاني مثلاً.

 هل يمكن أن تكلمنا عن تكلفة اللقاح الصيني؟ 

بما أن جلالة الملك بشر المغاربة بمجانية اللقاح فإن الدولة كلفت نفسها وخصصت ميزانية خاصة لاقتناء هذا اللقاح.

لكن هذا لا يمنع من اطلاع المغاربة على كلفته؟

 بما أن المغرب مرتبط باتفاقيات دولية بما فيها حفظ السر ومعاهدة التعامل التجاري، فبالتالي من غير الممكن الإفصاح عن الثمن الذي ستشتري به الدولة المغربية هذا اللقاح.

بالإضافة إلى ذلك، عدم الافصاح عن السعر، يدخل في إطار الحفاظ على مصالح الطرف الآخر (الصين).

بما أن المغرب مرتبط باتفاقيات دولية بما فيها حفظ السر ومعاهدة التعامل التجاري، فبالتالي من غير الممكن الإفصاح عن الثمن الذي ستشتري به الدولة المغربية هذا اللقاح

المهم أن هناك تكلفة مهمة لكن تبقى الأفضلية للمغرب بخصوص السعر المتداول دوليا، والأهم أن نحصل على الكمية الكافية في الوقت المحدد ليستفيد منها المواطنون.

*اللقاح ضد "كورونا" المستجد سيتحول لـ"جواز سفر مناعي"، أليس هناك تخوف من احتكار اللقاحات التي تنتج مستقبلا؟

من المستحيل أن يكون هناك احتكار، لأن الطاقة الإنتاجية العالمية مجتمعة غير كافية لتلبية طلب سكان العالم، ومنظمة الصحة العالمية قامة بوضع برنامج "covax" الذي يسمح بإنتاج العديد من أنواع اللقاحات.

*فيما يخص النقل والوجيستيك وكذلك التخزين، كما نعرف اللقاح حساس و يحتاج مجموعة من البنى التحتية الخاصة، هل ستعتمد الدولة على ما تملكه أم ستلجأ للقطاع الخاص؟

مسألة تدبير اللقاح تدخل ضمن توجيهات صاحب الجلالة وأيضا الإجراءات الإستباقية التي تم القيام بها منذ شهر مارس.

في شهر أبريل الماضي بدأنا في الاستعدادات والاتصالات مع الدول، لأننا كنا نرى أننا سنصل إلى هذه المرحلة، ولأن المغرب لابد وأن يكون سباقا لاقتناء اللقاح، خاصة وأننا نتكلم عن شيء نادر.

كانت هنالك اتصالات واجتماعات افتراضية كثيرة، وبعد أخذ و رد، توصلنا لتوقيع مجموعة من الاتفاقيات تهم الاستعداد المسبق لهذه المرحلة.

في شهر أبريل الماضي بدأنا في الاستعدادات والاتصالات مع الدول، لأننا كنا نرى أننا سنصل إلى هذه المرحلة، ولأن المغرب لابد وأن يكون سباقا لاقتناء اللقاح

وبالإضافة إلى الاستعدادات والجاهزية  نستحضر أننا يجب أن نقوم بحملة كبيرة ومكثفة ليستفيد المواطنون من هذا اللقاح في اقرب وقت، ولهذا دلالة كبيرة، لأنه كلما طالت مدة تدبير الجائحة، كلما ازدادت الآثار السلبية اقتصاديا واجتماعيا، فضلا عز الانعكاسات السلبية على المنظومة الصحية.

إذن ما الذي  قمنا به؟

أولا ، قمنا بتجهيز مرحلة الاقتناء وهي مرحلة مرتبطة بـ (الطائرات وسعة النقل وعدد الرحلات...).

ثانيا، كيفية تدبير اللقاح على المستوى الوطني، هناك تدبير مركزي وأيضا جهوي، وقمنا بتجهيز 2288 محطة لقاح على المستوى الوطني.

ومن الإجراءات التي نناقشها، هل سنعتمد محطات اللقاح بالنمط الثابت فقط أم أيضا المتنقل؟

ويمكن أن نعتمد النمط المتنقل لاستهداف المواطنين المتواجدين في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس بالإضافة إلى المغاربة في المناطق النائية. أما النمط الثابت فسيكون موجها لباقي المواطنين.

كيف سندبر هذا الأمر؟ لابد من إنشاء بوابة إلكترونية للتسجيل والتتبع.

يمكن أن نعتمد النمط المتنقل لاستهداف المواطنين المتواجدين في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس

وعند وصول اللقاح يجب احترام معايير التبريد، بالنسبة للقاح الذي تم اختياره من طرف المغرب فهو يحتاج لحرارة تتراوح ما بين +2 الى +8 درجات. لكن من الضروري توفير شروط السلامة لتفادي الضياع، فقد تم شراء كمية تكفي الساكنة المستهدفة بنسبة (80 في المائة).

 كيف سيتم ايصاله؟ لابد من تجهيزات اللوجيستيكية، وهنا وضعنا ترسانة من الشاحنات التي ستقوم بنقل اللقاح من نقطة (أ) إلى نقطة (ب)، وكل هذا تم دراسته، وسيكون مركز التخزين قبل التوزيع بالدارالبيضاء، هنالك مصلحة تبريد كبيرة ذات خزان ضخم بإمكانها حفظ أعداد كبيرة، وسيتم التوزيع عبرها إلى باقي مناطق المغرب، مع إمكانية استعمال الرحلات الجوية للمناطق البعيدة.

تم أيضا توزيع الموارد البشرية على جهات المملكة، كما تم تعيين لجن محلية و جهوية بإشراف من الولاة و رجال السلطة المتواجدين مع الطاقم الصحي. إذن لم يتبق سوى أن يصل اللقاح.

*متى سيصل اللقاح إلى المغرب؟

لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال،  لأنني لا أملك رؤية واضحة بخصوص هذا الموضوع.

المغرب لديه الآن اتفاقيات على أساسها يجب أن يتوصل بـ17 مليون جرعة قبل متم السنة الجارية. 10 مليون جرعة من اللقاح الصيني و7 مليون من لقاح "AstraZeneca" البريطاني -السويدي.

لا يمكن التصريح بتاريخ محدد،  لأن ذلك رهين بتسجيل اللقاح في الدول المصنعة التي تسابق الزمن للقيام بذلك. وبمجرد تسجيل اللقاحات سنقوم بالبدء في الإجرات التقنية لنقله وسنقوم بالإعلان رسميا عن وقت البدء في حملة التلقيح.

نمتلك حوالي 12750 طاقم مشرف على عملية التلقيح   وكل فرد منهم بإمكانه القيام بحوالي 150 إلى 200 جرعة يوميا.

*كم من الوقت سوف تستغرق المرحلة الأولى من حملة التلقيح بالنظر إلى الموارد و التجهيزات الموضوعة لهذه العملية؟

سوف أعطي مؤشرا للإجابة على هذا السؤال. نحن نستطيع التحكم بالعملية، لأننا نمتلك حوالي 12750 طاقم مشرف على عملية التلقيح   وكل فرد منهم بإمكانه القيام بحوالي 150 إلى 200 جرعة يوميا.

حسب الإمكانيات والتجهيزات المتاحة، المدة الكافية لإتمام المرحلة الأولى سوف تمتد على مدى 3 أشهر.

ما علينا القيام به الآن هو تعبئة المواطنين، فالتحدي الحقيقي الذي على الجميع رفعه هو تحسيس المواطن الذي سيستفيد من الجرعة الأولى بأهمية الرجوع لأخذ الثانية.

كيف يمكننا اقناع المواطنين بأهمية الرجوع لعمل الجرعة الثانية لكي لا تكون جرعة ضائعة؟ لدي سؤال آخر هو أن المغرب مع شركة "AstraZeneca" ولقاحها لم يكن موضوع تجارب سريرية هنا في المغرب؟

أولا، لا يتعين علينا بالضرورة إجراء تجارب سريرية للقاح في المغرب للحصول عليه، لأنه غالبا ما يتم تضمينه في دراسات متعددة المراكز، ونعتمد على المعطيات العلمية التي تصدر بشأنه، يكفي طبعا الحصول على مجموع المعطيات لدراستها من قبل اللجنة العلمية من أجل التحقق من صحة النتائج وهذا جاري به العمل.

بالإضافة إلى ذلك "AstraZeneca" لا تستطيع القيام بالتجارب اللقاحية في المغرب في الوقت الحالي، لأننا في حالة وبائية جيدة للغاية، إذن لا معنى للقيام بهاته التجارب عندما تكون الحالة الوبائية جيدة، بل يجب القيام بها عندما كانت هناك حالات إيجابية كثيرة.

بعكس اللقاح الصيني الذي اعتمدنا فيه دراسة متعددة المراكز وتحدد الاعدادات التي يجب اعتمادها، ومن بينها تحديد الكفاءات المكلفة باللقاح وتحليل النتائج المرتبطة بالأضرار الجانبية وتكوين مناعة، وهذه الدراسات تتكامل مع دراسات متعددة المراكز قامت بها دول أخرى خصوصا البيرو والأرجنتين الإمارات والبحرين و دول أخرى.

إذن يجب قراءة معطيات ونتائج التجارب السريرية المغربية مع مجموع النتائج الأخرى، وهذا هو العمل الذي تقوم به الصين حاليا للقيام بتسجيل المنتج بشكل نهائي لنستطيع بعد ذلك القيام بتسجيله عندنا ونبدأ في استعماله.

تنويع اللقاحات يعطينا نتيجة تحصين مجموع الساكنة في وقت وجيز، وإذا استطعنا الوصول إلى أكثر من 60 في المائة من تطعيم الساكنة ضد الفيروس، نستطيع القول إننا تجاوزنا الجائحة وتركناها خلفنا

بخصوص اختيار نوع اللقاح، اخترنا خيارين في ما كان بإمكاننا اختيار أكثر، في الأول سلمنا أربع اختيارات، بعدما اجتمعنا مع أشخاص من شركات "cansino, Sinovac, jhonson & jhonson, Pfizer" وفي الأخير استقررنا على خيارين، لأنهما كانا الأفضل من ناحية المفاوضات واستطعنا الحصول على تفضيلات.

بالنسبة للقاح "AstraZeneca" المغرب سيكون من أوائل الدول التي سوف تحصل على اللقاح، لدينا موقع متميز عند هذه الدول للحصول على هذه التفضيلات، حتى بالنسبة للصين. ثانيا لا يجب الاكتفاء بخيار واحد، بل يجب الحصول على عدة خيارات، لأنه من أجل الحصول على مناعة القطيع يجب أيضا تنويع  اللقاحات لإعطاء مناعات مختلفة.

إذن تنويع اللقاحات يعطينا نتيجة تحصين مجموع الساكنة في وقت وجيز، وإذا استطعنا الوصول إلى أكثر من 60 في المائة من تطعيم الساكنة ضد الفيروس، نستطيع القول إننا تجاوزنا الجائحة وتركناها خلفنا.

بلدان أخرى اختارت 3 خيارات مثل سويسرا، رغم أن ساكنة البلد أقل من المغرب.

*إذن اختيار لقاحين فقط هو قرار نهائي أم ستكون هناك خيارات أخرى خلال السنة المقبلة؟

الأمر ديناميكي، و العالم بأجمعه سوف يدخل المرحلة الرابعة. الأكثر أهمية هو متابعة هذه اللقاحات و نتائجها، وستكون هناك تحقيقات حول الانتشار المصلي، لأنه حتى اليوم ولا شركة تستطيع القول إن كان اللقاح يعطي فعالية على المدى الطويل، الارتداد هو ما سيحدد ذلك.

إذن متابعة ما بعد التلقيح مهم جدا، ولا يقتصر الأمر على سرد الحالات أو مراجعة حالات الآثار العكسية، ولكن أيضا لمعرفة ما مدى حصانة الساكنة وكيف هي هاته الحصانة ثانيا. علينا الاستمرار في إجراء الفحوصات، لأنه بالطبع سيكون هناك أشخاص تم تطعيمهم بالفعل وسوف يلتقطون الفيروس، لأنك وإن تلقيت التطعيم، فهذا لا يعني بالضرورة  أنك لن تلتقط الفيروس، لكن سيكون في صورة حميدة للغاية.

*انطلاقا من هذا الجواب، هل من الممكن الرجوع للحياة العادية في 2021؟ وهل هناك رؤية واضحة فيما يخص تدبير التواصل مع المواطنين بخصوص التحولات الممكنة بعد اللقاح؟

الرسالة التي نركز علي ايصالها للمواطن المغربي، هي أننا نقوم بعملية التلقيح هذه في ظروف استثنائية، أي في نفس وقت تدبير الجائحة، وأن الهدف المنشود هو المناعة الجماعية، وللحصول على ذلك، لابد من انتظار انتهاء حملة التلقيح.

المناعة الجماعية أو "مناعة  القطيع" كما توصف، لا تتحقق إلا بعد مدة طويلة من الجرعة الثانية، وهي تختلف من شخص لآخر، إذن علينا استكمال مراحل حملة التلقيح والالتزام بالإجراءات الوقائية لمدة أخرى، للقول إننا وصلنا إلى بر الأمان.

الحل الأخير لمواجهة الجائحة الآن هو التلقيح، بعدما استعملنا جميع الوسائل (الإجراءات الوقائية، الأدوية، الحجر الصحي،... )، ومع ذلك الأمور تطورت بشكل غير مرغوب فيه، لذلك يجب القيام بالتلقيح لتقليص الآثار السلبية والتخفيف من الضغط على المنظومة الصحية التي عانت بعد رفع الحجر الصحي في مرحلته الثالثة، ويجب الإشارة إلى أنه خلال هذه المرحلة تم تسجيل 80 في المائة من الحالات المؤكدة منذ بدء الوباء، الشيء الذي انعكس سلبا على مصالح الإنعاش، مما فرض علينا رفع الطاقة الايوائية بهاته الأخيرة.

المناعة الجماعية أو "مناعة  القطيع" كما توصف، لا تتحقق إلا بعد مدة طويلة من الجرعة الثانية، وهي تختلف من شخص لآخر، إذن علينا استكمال مراحل حملة التلقيح والالتزام بالإجراءات الوقائية لمدة أخرى

وبناء على ما سبق، نجاعة اللقاح عند الساكنة بنسبة 60 في المائة كما قلت في السابق، تقلص عدد الحالات الحرجة وبالتالي تزيح العبء عن المنظومة الصحية.

هناك أيضا الجانب الاقتصادي والاجتماعي، فمن الضروري إدارة عجلة الاقتصاد لمساندة المنظومة الصحية، لهذا فسوف نحتفظ بالإجراءات الاحترازية مدة من الزمن، وسنتحرر منها مع نجاعة اللقاح. وبالنسبة لنجاعة اللقاح ربما نتمكن من الحصول على معطيات أكثر مستقبلا لأننا الآن نتعامل مع فيروس مجهول لايزال حوله غموض علمي.

نحن لا نعرف إن كان هذا الفيروس سوف يكذبنا علميا مستقبلا، كما وقع مع مجموعة من الخلاصات والنتائج التي صدرت حوله في وقت سابق، لكن ما هو مؤكد اليوم أن اللقاحات تنتج مضاضات للأجسام وتقلل من مخاطره.