تظاهر عشرات آلاف الأشخاص اليوم (الجمعة)، في عدد من الدول العربية والإسلامية، بينها المغرب، منددين باعتراف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بالقدس عاصمة لاسرائيل، ومعبرين عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
ولم تشهد التظاهرات في تلك الدول، والتي انطلقت عقب صلاة الجمعة، بعد يومين على قرار ترامب، الذي لاقى رفضا شديدا في الشرق الأوسط والعالم، أي حوادث عنف تذكر، على عكس المخاوف التي سادت أثناء الإعلان عنها.
في المغرب، نظمت جماعة العدل والإحسان المحظورة، عددا من الوقفات بمختلف مناطق المغرب، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة.
وفي هذا الصدد رفع مصلون، بعد خروجهم من مسجد المحسنين بالرباط، شعارات كثيرة نددوا من خلالها، بالقرار ودعوا إلى إطلاق انتفاضة شعبية جديدة في الضفة والقدس وغزة.
وأعلن المتظاهرون دعمهم بـ"هبة شعبية عارمة تكنس الصمت العربي والتواطؤ الدولي، وتعيد للقضية الفلسطينية بمدينتها المقدسة ومسجدها المبارك مكانتها الكبرى في الوعي والفعل".
المدن الشرقية بدورها، خرجت بعد صلاة الجمعة، على رأسها وجدة وبركان والناظور.
وفي باقي الدول الإسلامية، تظاهر الآلاف في الأردن، البلد العربي الوحيد إلى جانب مصر الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994، حسب وكالة الأنباء "فرانس برس"، مؤكدين أن "القدس عاصمة فلسطين".
وشارك أكثر من 20 ألف شخص في تظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان) وسط شعارات منددة بقرار ترامب.
وحمل مشاركون لافتات تحوي صورة العلم الأميركي والعلم الإسرائيلي، وكتب عليها "إلى الجحيم"، وأخرى كتب عليها "أمريكا رأس الإرهاب" و"القدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى".
وعلت هتافات جاء فيها "فليعلو صوت الشباب أمريكا رأس الإرهاب" و"لا سفارة أمريكية على الأرض الأردنية"، إضافة إلى "فلسطين عربية من المية للمية"، فيما أحرق علم اسرائيل والعلم الأميركي غير مرة.
وفي القاهرة تظاهر مئات المصلين عقب أداء صلاة الجمعة في المسجد الأزهر محاطين برجال الأمن، وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يأ اقصى" فيما احرقوا علم إسرائيل وعلم الولايات المتحدة.
وقال وكيل الأزهر عباس شومان، أثناء التظاهرة، إن "القدس عربية وإسلامية"، بينما أكد انه رغم إدانته قرار ترامب إلا أن "الوقت الآن ليس للاحتجاج وإنما للقرارات".
وفي لبنان شارك الآلاف في تظاهرات في بيروت نظمتها أحزاب إسلامية ويسارية إضافة إلى فلسطينيين مقيمين في لبنان، وحملوا صورا للرئيس ترامب مشطوبة بالأحمر.
وشهدت ثلاثة مخيمات فلسطينية في لبنان من أصل 12 مخيما تظاهرات احتجاجية خرجت من مخيم برج البراجنة ومخيم البداوي (في بيروت) وعين الحلوة.
في سوريا المجاورة، ورغم الحرب الدائرة منذ عام 2011، تظاهر مئات السوريين والفلسطينيين في سوريا ضد قرار ترامب.
وفي بغداد، تظاهر مئات العراقيين في مدينة الصدر في شرق العاصمة، بعدما أقاموا صلاة الجمعة في الشارع، بمشاركة السفير الفلسطيني لدى العراق أحمد عقل.
وبعد الصلاة، مشى المتظاهرون مسافة كيلومترين وهم يرددون هتافات "كلا كلا أمريكا" و"كلا كلا إسرائيل"، رافعين لافتات كتب عليها "القدس لنا" و"القدس للعرب".
وفي نهاية التظاهرة، أقدم المتظاهرون، قرب منصة عليها الأعلام العراقية والفلسطينية، على حرق العلمين الأميركي والإسرائيلي.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، تظاهر الآلاف في طهران ومدن إيرانية أخرى ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وهتف المشاركون "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، وأحرقوا أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل. وحملوا لافتات كتب عليها "القدس لنا" و"سنبيد اسرائيل".
وفي صنعاء، تجمع آلاف المؤيدين للحوثيين في مسيرة "القدس عاصمة فلسطين ورفضا للقرار الأمريكي"، في ساحة باب اليمن حيث رفعوا الأعلام اليمنية.
كما رفعوا لافتات كتب عليها "قاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية" وهتفوا بشعارات منددة بالقرار الأمريكي مثل "القدس قضيتنا الأولى" و"يا عرب يا مسلمين، قضيتنا هي فلسطين".
على الصعيد الدولي، تظاهر آلاف الاشخاص بعد صلاة الجمعة في اسطنبول للتنديد باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وخرج الآلاف في مسيرة من مسجد الفاتح وسط اسطنبول حيث هتفوا "القدس لنا وستبقى كذلك!" و"فلتسقط أمريكا، فلتسقط اسرائيل".
وفي أفغانستان تظاهر المئات، فيما حاول عشرات منهم التقدم نحو السفارة الأمريكية قبل أن يعودوا أدراجهم بسرعة بعد منعهم.
أما في باكستان المجاورة فتظاهر محتجون في شوارعها منددين بقرار ترامب.
وفي كوالالمبور، سار نحو خمسة آلاف متظاهر هاتفين "لا تمسوا بالقدس" و"يسقط ترامب"، بينما تظاهر المئات بالقرب من السفارة الأمريكية في جاكرتا رافعين لافتات وشعارات "لا لترامب".
وأعلن الرئيس دونالد ترامب، مساء الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة "تعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل" في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية ولاقت رفضا دوليا.
ويشكل وضع القدس إحدى اكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.