وكانت جماعة الحوثيين قد أدرجت في اللائحة الأميركية خلال الايام الأخيرة لولاية الرئيس دونالد ترامب، في قرار أثار احتجاجات واسعة من المنظمات الإنسانية الدولية.
وقال وزير الخارجية انتوني بلينكن في بيان "أصغينا إلى تحذيرات الأمم المتحدة والجماعات الإنسانية وأعضاء الحزبين الممثلين في الكونغرس، من بين آخرين، بأن هذا التصنيف قد يكون له أثر مدمر على حصول اليمنيين على الحاجات الأساسية مثل الطعام أو الوقود".
وكانت واشنطن اعلنت عقب تسلم جو بايدن مهامه في 20 يناير أنها ستعيد النظر بشكل طارئ بهذا القرار الذي كان قد تم أيضا تجميده. وكانت وزارة الخارجية أخطرت الكونغرس رسميا قبل أسبوع بشطب الجماعة من لائحتها للتنظيمات الإرهابية.
وجاء ذلك بالتوازي مع تحذير منظمات إنسانية بأنه لا خيار أمامها سوى التعامل مع الحوثيين الذين يسيطرون بحكم الأمر الواقع على مساحات كبيرة من اليمن، بينها العاصمة صنعاء. ويعر ض تصنيف الجماعة إرهابية أي شخص يتعامل معها لخطر المقاضاة من قبل الولايات المتحدة.
وتابع وزير الخارجية الأميركي في البيان أنه من خلال تشديد واشنطن على "ضرورة تحسين الوضع الإنساني في اليمن، نأمل أن يولي الأطراف اليمنيون أهمية للحوار".
وأشار إلى أن بلاده ستواصل تطبيق العقوبات المفروضة على قادة الحوثيين كأفراد، وهدد بفرض عقوبات على "المسؤولين عن الهجمات (...) على سفن النقل التجاري في البحر الأحمر وهجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ على السعودية".
إلا أن إدارة بايدن في موقف حرج. فقبل إلغاء القرار بشأن الحوثيين، كان من بين أول قراراتها في الشرق الأوسط إنهاء دعمها، لا سيما على صعيد التسليح، للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضد المتمردين المدعومين من إيران.
وترافقت هذه السياسة الجديدة مع إحياء مسار الحل السياسي لحرب اليمن. وعين أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي مبعوثا، زار على الفور السعودية.
رغم ذلك، ما زالت الدعوات الأميركية لإنهاء النزاع الذي أسفر عن عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة، بلا أثر.
فقد تصاعدت حدة القتال بين القوات الحكومية والمتمردين بعد تراجع شهدته الأشهر الأخيرة، بفعل تجديد الحوثيين هجماتهم. كما وجه المتمردون الأربعاء طائرات مسيرة باتجاه مطار أبها الدولي في جنوب غرب السعودية، في حدث نددت به الولايات المتحدة بشدة.
وتسعى واشنطن إلى تشديد لهجتها لضمان ألا يكون شطب الحوثيين من القائمة السوداء مرادفا للضعف.
وقال بلينكن إن "الولايات المتحدة لا تزال ترى بوضوح الأعمال الخبيثة لأنصار الله (الاسم الرسمي لحركة الحوثيين)"، متعهدا مساعدة الرياض والحلفاء الخليجيين "للدفاع عن أنفسهم" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.