بعد سنة ونصف على وقوع الجريمة ذات الطبيعة الإرهابية، ودفن عبد الله العروسي (25 سنة)، المتورط الرئيسي الذي قتل برصاص الشرطة في الحادث، بدون ضجيج في مقبرة بالمغرب، أعاد القضاء الفرنسي فتح ملف مقتل شرطي فرنسي وزوجته في يونيو 2016، على يده داخل بيتهما، بالاستماع إلى شاب مغربي آخر، يدعى محمد الأمين أبروز، عقب ظهور تحاليل تشير إلى وجود بصماته الجينية في مسرح الحادث.
وفي هذا الشأن أوضحت صحيفة "لوباريسان"، أنه بعد مرور 18 شهرا على جريمة مقتل زوجين فرنسيين يعملان في سلك الشرطة، بطعنات بالسكين، أسفر العثور على بصمة جينية لشخص مقرب من الفاعل الرئيسي عبد الله العروسي، في حاسوب الضحيتين، عن فتح الملف من جديد، ويتعلق الأمر بمحمد الأمين أبروز، الذي وضع أمس (الاثنين)، رهن تدابير الحراسة النظرية، من أجل الاشتباه في مشاركته في تنفيذ عملية قتل الزوجين.
وأفادت الصحيفة الفرنسية، أن الشاب الفرنسي المغربي المشتبه في تورطه، يبلغ من العمر 24 سنة، وقامت عناصر من شرطة مكافحة الإرهاب بإيقافه، على خلفية ظهور نتائج خبرة للشرطة العلمية والتقنية، تفيد بوجود بصمة من حمضه النووي على لوحة أرقام حاسوب يخص الزوجين الشرطيين، عثر عليه داخل منزلهما، حيث وقعت عملية طعنهما في 2016.
وقبل ظهور نتائج الخبرة العلمية الجديدة، كان المحققون يعتقدون أن عبد الله العروسي، الذي أعلن في شبكة التواصل الاجتماعي أنه قام بالجريمة نصرة لـ"داعش" التي بايعها، لم يكن له أي شريك، هو الذي قتله رجال الأمن في مسرح الجريمة برصاصهم، أثناء مقاومته لعملية اعتقاله.
وتشير الصحف الفرنسية، أن الشاب المغربي الفرنسي محمد الأمين أبروز، نفى مشاركته في الجريمة، وتشبث ببراءته، لكن التحقيقات متواصلة منذ أمس (الاثنين)، لكشف الحقيقة، بما في ذلك طريقة وصول بصماته إلى لوحة حاسوب الضحيتين، وهي الأبحاث التي استدعت الاستماع إلى عدد من الأشخاص، بينهم شاب على صلة بدوره بعبد الله العروسي، ومحمد الأمين أبروز، لكنه ليس في لائحة الأشخاص المشتبه في اعتناقهم الفكر المتطرف.
المشتبه فيه الجديد، ترعرع وسط أسرة من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، تتكون علاوة على الأب والأم، من خمسة أبناء، وتفيد المعطيات المسربة عنه لدى الأمن الفرنسي، أنه معروف لدى السلطات، بسبب الاشتباه في اعتناقه الفكر الإسلامي المتشدد، وهو مطلق عاطل عن العمل، وحصل على شهادة الباكالوريا المهنية في "الإليكتروتيكنيك"، وسبق أن تم الاستماع إليه، على خلفية قضية "قنينات الغاز"، التي كانت موجهة لتفجير كنيسة "نوتر دام" في باريس خلال شتنبر 2016.
وفيما تفيد المعطيات الأمنية حول المشابه فيه أنه سبق أن أقام بين 2010 و2011 في موريطانيا، من أجل ما اعتبره "تحسين معرفته باللغة العربية"، كشفت صحيفة "لوباريسان" في أكتوبر 2016، أن جثمان عبد الله العروصي، المتورط الرئيسي في جريمة قتل الشرطيين، دفن بالمغرب، ولكن بسرية تامة ودون ضجيج، إذ أن السلطات المغربية التي طالما رفضت دفن الإرهابيين من أصل مغربي على التراب الوطني، بعد تنفيذهم جرائم في بلدان الإقامة، لم تشأ أن يتخذ الاستثناء في حالة العروسي، بعدا إعلاميا.
وفيما نقلت "ليكسبريس" حينها عن فيكتور ليما، محامي عائلة العروسي، قوله إن "السلطات المغربية أبانت عن حس إنساني كبير ورخصت بنقل الجثمان إلى المغرب ودفنه"، كان عمدة بلدة مونت لاجولي، حيث تقيم الأسرة المغربية، قد رفض لشكل مطلق الترخيص لها بدفن ابنه على تراب الجماعة، بعدما قتل برصاص الشرطة عقب تنفيذه عملية قتل الشرطيين الفرنسيين في منزلهما.